ملاحقات قضائية للإعلاميين المصريين
يعاني إعلاميون مصريون ملاحقات قضائية، في الفترة الأخيرة، بسبب بعض ما قدموه على شاشات الفضائيات، وصدر في حق أحدهم حكم نهائي بالحبس سنة، بدأ تنفيذه فعلاً.
تحرّكت دعوى قضائية ضد الفنانة انتصار، بتهمة نشر الفسق والفجور عبر برنامجها «نفسنة» على فضائية «القاهرة والناس»، الذي تقدمه مع الثنائي هيدي كرم وشيماء، إذ تفوّهت بعبارات تستوجب المحاكمة، بحسب الدعوى القضائية، وطالبت الشباب غير القادر على الزواج بمشاهدة الأفلام الإباحية بحجة «تصبير نفسه»، فسُجلت جنحة مباشرة أمام محكمة مدينة نصر، تحمل رقم 53561 لسنة 2015، ضد كل من طارق نور، مالك قناة «القاهرة والناس»، ورئيس هيئة الاستثمار، بالإضافة إلى انتصار.
تشويه رموز دينيةبدأ إسلام بحيري مقدم برنامج «مع إسلام» تنفيذ حكم قضائي بحبسه سنة. كان الحكم الأول خمس سنوات، لكن قُبل الاستئناف المقدم منه بعد اتهامه بتشويه الرموز الدينية والأئمة وكبار العلماء، وجاءت التهم استناداً إلى نصوص قانون العقوبات المصري، بعدما ردد بحيري في لقاءات تلفزيونية، ما أعتبره علماء الدين خطاب فتنة تحريضياً يطعن في العقيدة الإسلامية ويتهم علماء وأئمة لمذاهب فقهية بتحريف نصوص، حسب الدعوى القضائية. أثناء المحاكمة قدّم إسلام بحيري مرافعة أمام القاضي استغرقت ساعة كاملة، طالب فيها بضرورة مراجعة ما جاء من تراث إسلامي، قائلاً: «ثمة أئمة لا يستحقون لفظة إنسان».يُحاكَم الإعلامي إبراهيم عيسى بتهمة سب وقذف أحد مرشحي مجلس النواب، ووصفه بأنه تابع لجماعة «الإخوان» الإرهابية، ما دفع أحمد خليفة - مرشح سابق بمحافظة أسيوط – إلى إقامة دعوى قضائية تحمل رقم 11234 سنة 2015 يتهم فيها الكاتب الصحافي إبراهيم عيسى بالسب والقذف في حقه. كان عيسى عرض، في إحدى الحلقات، قائمة بأسماء المرشحين المنتمين إلى جماعة الإخوان الإرهابية، وذكر اسم المرشح من بينها، وأنه متصدر قائمة أسيوط، ما أصاب المرشح بأضرار بالغة، على حد قوله، تسببت في أذيته أدبياً ومعنوياً. أمر المستشار صفاء الدين أباظة، قاضي التحقيق بمحكمة استئناف القاهرة، بإخلاء سبيل الإعلامي وائل الإبراشي، مقدم برنامج «العاشرة مساءً» على قناة «دريم»، بعد التحقيق معه في ما تضمنه البلاغ الذي قدّمه المستشار أحمد الزند، وزير العدل المصري، ضد حلقة برنامج «العاشرة مساء» لاحتوائها سباً وقذفاً من المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات لوزير العدل وبعض أعضاء السلطة القضائية، وضد الإبراشي ورئيس قناة «دريم» بصفتهما ساعدا المستشار هشام جنينة في نشر الحوار الذي تضمن تلك الوقائع ضمن برنامج «العاشرة مساء».أكد وائل الإبراشي أنه غير مسؤول عن ردود ضيوف برنامجه، لا سيما أنه ردّ على المستشار هشام جنينة أكثر من مرة أثناء حواره معه، مدافعاً عن سمعة القضاء وهيبته، موضحاً أن ما صدر من الضيف يمثل وجهة نظره الشخصية وليس له أو للبرنامج علاقة بها، ومؤكداً أنه يكن للقضاء المصري كل احترام وتقدير، لا سيما أنه أجرى حوارا مهنياً.انفلات إعلاميأكدت الفنانة انتصار أن ما قالته أثناء تقديمها برنامج «نفسنة» ليس «عيباً» ولا يدعو إلى الفجور، وهي غير قلقة من هذه التهم، أضافت: «لست خائفة، لأنني لم أقل أو أفعل شيئا خطأ. ليست مشكلتي أننا نعيش في مجتمع يعشق عمل كل شيء في الخفاء بعيداً عن أعين الناس».تابعت أنها تثق في القضاء المصري العادل، لذلك هي معتادة على اللجوء إلى المحاكم في قضايا كثيرة، وطالبت المرأة المصرية بأن تكون قوية، وتعبر عن رأيها بحرية بعيداً عن الخجل، ما دامت لا تفعل شيئاً خطأ، مشددة على ضرورة قول كل شيء بصراحة من دون خوف أو مواربة.بدوره رأى الدكتور حسن علي، رئيس جمعية {حماية المشاهدين والمستمعين والقراء»، أن إسلام بحيري لم يكن يبدي رأيه فحسب، بل كان يسب بعض العلماء الكبار، مشيراً إلى أن هؤلاء العلماء ليسوا فوق النقد، لكن ثمة فارقاً بين النقد والتصويب والتطاول الذي فعله بحيري.أضاف أن إسلام بحيري لم يطرح أفكاره بل جمعها من بعض المستشرقين الذين تصدى لهم المفكر المصري الكبير عباس محمود العقاد، موضحاً أنه ضد حبس إسلام بحيري حتى لا يتم تقديمه كشهيد أو ضحية لرأيه، ومتسائلاً: «أين هم المتباكون على إسلام بحيري من الانفلات الإعلامي الواضح الذي يزداد سوءًا كل يوم؟».