التعصب الثقافي
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
أما أن يحدث ذلك في منافسة أدبية لكتاب يتحدثون ذات اللغة، ويعملون على المساهمة في الارتقاء بالعمل الثقافي الجمعي للوطن العربي واللغة العربية، وإيجاد دور ثقافي حقيقي لأمة متهمة بالبعد عن القراءة والمساهمة العلمية والثقافية في العالم، أن يحدث ذلك الصراع تحت التعصب للعلم الذي ينتمي اليه هذا الكاتب أو ذاك، فإنه يعكس حالة التردي لثقافة محتضرة لا حالة الانبعاث لثقافة حية تحاول النهوض. كل الأصوات التي تعالت في الأيام السابقة كانت تبحث عن علمها القبلي الذي تراجع أمام بقية الأعلام، فالسعودي لم ير من يمثله كأنه فشل في التأهل للدور التالي، والجزائري يبحث في أسباب غيابه عن هذا المونديال الثقافي. لم ينظر أحد الى الرواية الأدبية التي غابت مثلا عن التأهل ويتفق عليها الجميع بغض النظر عن جنسية صاحبها ولون علم بلاده. لم يقدم أحد من النقاد أو القراء إلا التبريكات والتهاني لأبناء بلده، فمصر تريد العودة بالجائزة عن طريق ممثليها دون أن يتطرق جمهورها إلى إمكانية استحقاق ممثليها أو الاعتراف بأحقية سواهم، وفلسطين تطلبها لتسجل اسمها كفائز، سواء كانت روايتها أفضل أو أسوأ من سواها، لا يبدو أن أحداً يهتم لذلك، وهكذا هم البقية بلا استثناء.أما في الكويت فاشتعلت أزمة على وسائل التواصل الاجتماعي بخروج ممثلها من المناسبة لأسباب إدارية كشفتها صحيفة كويتية لا عربية. والذي ينظر إلى الأمر بإيجابية يرى أن المهنية طغت على التعصب، ومن ينظر إلى الأمر بالذهنية القبلية ير أن الولاء القبلي كان معدوماً، وحرم الكويت من نصيبها في الفوز. وأيضاً لم يناقش أحد إذا ما كان العمل يستحق أم لا بغض النظر عن جنسية صاحبه.العمل الروائي بصيغته الفردية نتاج ذاتي لصاحبه يقابله تلقي القارئ بتنوع ثقافته، فيقبله قارئ ويرفضه آخر بعيداً عن جنسية الروائي أو وطن القارئ. والأعمال الروائية بصيغتها الجمعية هي ثقافة أم واحدة، بغض النظر عن عدد الروائيين وجنسياتهم في هذا العمل الجمعي.