بعد محطاتٍ عدة انتهت بنا إلى مرحلةٍ شهدت فيها المؤسسة البرلمانية ازدحاماً وزارياً على منصة الاستجواب، تعرضت تلك المؤسسة لإبطال وتقليص عدد الأصوات، فضلاً عن إبطال آخر... فهل وصلنا إلى مرحلة الاستقرار؟ أم أننا وسط الهدوء الذي يسبق العاصفة؟
محطات عديدة مررنا بها بين صفحات تاريخنا السياسي، انتابتنا مشاعر مختلطة بين التفاؤل والخوف والحيرة أمام أحداث مضت، كلما استذكرناها تساءلنا: هل مررنا بمنشطات سياسية التففنا حولها بحماس قبل أن ندرك أننا بدأنا بمرحلة النضج؟تأثرنا قديماً بنظم عديدة ومؤسساتها التشريعية، فرسمنا خارطتنا التشريعية الأولى حول شرق وقبلة والشويخ والشامية وكيفان والقادسية والدسمة وحولي والسالمية والأحمدي، ببداية الستينيات استمرت بدوائرها العشر مدة أربعة انتخابات متتالية، وانتهت بملامح سياسية جديدة أثقلت كاهل البرلمان.ومع مرحلة أخرى من النضج السياسي ازداد عدد الدوائر إلى خمس وعشرين وسط استقطاب ترقب ومؤيد ومعارض، مرت الحياة السياسية بعدها بتقلبات بين الحل وإعادة الحياة إلى العمل الديمقراطي، حتى تطورت مراحل المطالبة بإصلاح النظام الانتخابي عبر تعديل الدوائر إلى خمسٍ، وإقرار الحقوق السياسية للمرأة، بعدها عادت المنشطات والاستقطابات السياسية التي ألقت بالبيئة السياسية إلى منعطفات دستورية حادة، فشهدت المؤسسة البرلمانية ازدحاماً وزارياً على منصة الاستجواب، ثم تعرضت لإبطال وتقليص عدد الأصوات وإبطال آخر... فهل وصلنا إلى مرحلة الاستقرار؟ أم إننا وسط الهدوء الذي يسبق العاصفة؟***انتظرنا أن تلوح بوادر التخطيط الاقتصادي السليم في الأفق وسط هبوط أسعار النفط، وانتظرنا أيضاً أن تتمخض الجهود الاستشارية العالمية والمحلية التي قطعت لرسم الطريق الأمثل لإحداث التوليفة المناسبة لإنقاذنا من الهدر في الإنفاق وعجز الميزانية، ولم نسمع أو نقرأ حتى يومنا هذا، التحول أو التغيير في السياسة العامة لاحتواء الأزمة.وقد طالبنا في مقالات سابقة هنا بتقليص الإنفاق الحكومي وإسناد الخدمات إلى القطاع الخاص بشرط ارتفاع مستوى الخدمات دون أن يتحمل المواطن ثقل الأعباء المالية، فالمواطن شريك أساسي في العملية التنموية، سواء كانت التنمية البشرية أو البنى التحتية والتكنولوجية. ومرة أخرى نتساءل عن الأجهزة الاستشارية المحلية والخارجية المكلفة: ألم تخطط لمرحلة انخفاض أسعار النفط؟ ألم تقدم المشورة الصحيحة لإنقاذنا من عشوائية سياسة شد الحزام؟كلمة أخيرة...كل الشكر للمبدعة الشيخة ألطاف سالم العلي، والفريق الفاعل في "بيت السدو" لجهودهما في حفظ التراث البدوي الجميل، ورحم الله السيدة نجاة السلطان، والتي كان لها الدور الفاعل أيضاً، ليس بتأسيس بيت السدو فقط، بل باقتراح أن تتضمن المناهج آلية لحفظ تراث الغزل والنسيج.
مقالات
المشهد السياسي وشد الحزام
27-01-2016