فرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شريعة الكرملين على كل ركن من أركان روسيا، ما عدا واحداً هي منطقة الشيشان التي لا يذعن زعيمها رمضان قديروف غالباً للقواعد التي تحكم بقية أرجاء البلاد.

Ad

ويحاول بوتين الآن تلجيم قديروف وتذكيره بأنه هو الرئيس، رغم أن إبعاده عن الساحة يعني المخاطرة بإعادة إشعال تمرد إسلامي كان قديروف قد ساعد زعيم الكرملين على إخماده.

كان قديروف متمردا إسلاميا سابقا، وهو الآن منذ عام 2007 يحكم المنطقة المضطربة التي يغلب المسلمون على سكانها والواقعة في شمال القوقاز الروسي، ويقسم على الولاء لبوتين.

مثل تلك التعبيرات العامة دفعت بوتين إلى أن يغض الطرف عن سلوكيات يخص بها قديروف نفسه ومنطقته، ومن ذلك فرض مظهر إسلامي واضح، وإحراج الكرملين بانتقادات عنيفة للسياسيين المعارضين، واتباع أساليب مع المتمردين تعتبرها جماعات حقوق الإنسان انتهاكات.

لكن يتردد على نطاق واسع أن لقديروف معارضين في الكرملين، وقد سنحت الفرصة لتلجيمه: ففترة ولاية زعيم الشيشان البالغ من العمر 39 عاما تنتهي في أبريل، والأمر يستلزم موافقة بوتين على بقائه، وقد حدث بالفعل أمس حيث عينه قائماً بأعمال رئيس الإقليم إلى حين يدلون بأصواتهم في الانتخابات في سبتمبر.

كان قديروف ووالده أحمد مشاركين في تمرد انفصالي قاتل حكم موسكو في الشيشان في التسعينيات. وتحول ولاء الأسرة وأصبح أحمد قديروف زعيما للشيشان مواليا لموسكو عام 2003، لكنه اغتيل في تفجير في العام التالي، وتمت تهيئة ابنه الذي كان يدير جهاز الأمن لأن يتولى زمام الأمور.

ومنذ عينه بوتين رسميا زعيما للشيشان عام 2007 أشرف رمضان قديروف على إعادة بناء العاصمة الشيشانية جروزني، التي دمرتها حربان مع القوات الروسية التي كانت تسعى لإبقاء الشيشان جزءاً من روسيا، إحداهما استمرت من 1994 إلى 1996، والأخرى دارت عامي 1999 و2000.

وأنفقت روسيا على إعادة الإعمار، ويوجد بالمدينة الآن أكبر مسجد في أوروبا وملعب لكرة القدم تكلفت إقامته ملايين الدولارات، ومجمع يضم ناطحات سحاب أقيمت على أحدث الطرز.

ويعتبر البعض في الشيشان أن الفضل في نهضة المدينة وفي السلام الذي أتاح لها هذا يرجع إلى قديروف بغض النظر عن أسلوبه. لكن الشيشان تبدو غالبا تحت حكمه كأنها تعمل وفق قوانينها الخاصة. جزء خارج عن المألوف في نظام حكم صارم أرسى بوتين قواعده ويلتزم فيه زعماء المناطق بالإذعان التام للكرملين.