فاز المرشح المحافظ مارسيلو ريبيلو دي سوزا الأحد بالانتخابات الرئاسية في البرتغال من الدورة الأولى، مستفيداً من شعبيته كمعلق تلفزيوني ومن انقسام اليسار.

Ad

وحصل استاذ القانون البالغ من العمر 67 عاماً على 52 بالمئة من الأصوات متقدماً بوضوح عن منافسه الرئيسي اليساري المستقل انطونيو سامبايو دا نوفوا الذي حصل على 22.89 بالمئة، بحسب النتائج الكاملة تقريباً.

والرهان الرئيسي في الاقتراع هو امتلاك رئيس الدولة سلاح حل البرلمان الذي يسميه البرتغاليون «قنبلة نووية» بينما تعتمد الحكومة الاشتراكية التي شكلت في نوفمبر 2015 على تحالف هش مع اليسار الراديكالي.

وبعد عام ونصف من خروج البلاد من خطة انقاذ دولية بقيمة 78 مليار يورو، أثار وصول حكومة أقلية مدعومة من الحزب الشيوعي واليسار مخاوف في أوروبا.

وقال دي سوزا مساء الأحد «أريد ترميم الوحدة الوطنية، إن بلادنا التي خرجت من أزمة اقتصادية واجتماعية عميقة، لا يجب أن تضيع طاقاتها»، وتعهد بأن يكون «رئيساً حراً ومستقلاً التزامه الوحيد يتمثل في خدمة البرتغاليين كافة».

وكان بين أول مهنئي الرئيس المنتخب رئيس الوزراء اليميني السابق بيدو باسوس كويلهو الذي اعتبر أن «هذا الفوز من الدورة الأولى، يمنحه سلطة سياسية لا جدال فيها».

ودي سوزا الذي نال شعبية خارج المعترك السياسي كونه معلقاً تلفزيونياً مشهوراً أطلق حملة تواصل فيها في شكل مباشر مع الناخبين.

وقال المحلل السياسي جوزيه انطونيو باسوس بالميرا لوكالة فرانس برس «إنه انتهج خطاباً معتدلاً لجذب أصوات اليسار واليمين على السواء».

اليسار المنقسم

وقال سيزاريو كوريا (متقاعد-69 عاماً) بعد أن صوّت في حي شعبي في لشبونة «الاستاذ مارسيلو محنك، وهو يوحي بالثقة».

ولم يشاطره جوزيه ناشيمنتو وهو محاسب في الـ 57 الرأي صوت لمرشحة يسارية، ويقول أن «مارسيلو شخصية من عالم الاستعراض فهو يعد الجميع بكل شيء».

وشهدت هذه الانتخابات تعبئة أكبر للناخبين من التي سبقتها مع نسبة امتناع بلغت 51.2 بالمئة مقابل امتناع قياسي في 2011 بلغ 53.5 بالمئة.

ويبدو الحزب الاشتراكي المنقسم على نفسه والذي لم يعط أي تعليمات بالتصويت لأي مرشح، الخاسر الأكبر في هذه الانتخابات، ولم تحصل وزيرة الصحة الاشتراكية السابقة ماريا دي بيليم روزيرا إلا على 4.24 بالمئة من الأصوات خلف مرشحة كتلة اليسار ماريا ماتياس التي حصلت على 10.13 بالمئة.

وأقرت كاترينا مارتينز المتحدثة باسم هذا الحزب الشقيق لسيريزا اليوناني وحليف الحكومة الاشتراكية «إنها هزيمة لليسار».

ودي سوزا الذي كان رئيساً للحزب الاشتراكي الديموقراطي (يمين الوسط) بين عامي 1996 و1999 معروف بفكره المستقل.

ومع أن ترشحه نال دعم الحزب الاشتراكي الديموقراطي والحزب الشعبي (يمين)، لكنه نأى بنفسه عن الأحزاب التي دعمت خطة التقشف لأربع سنوات.

أزمة انتخابات

وباستثناء التوجه السياسي، كل شيء يميز الرئيس المنتخب عن الرئيس المنتهية ولايته انيبال كافاكو سيلفا (76 عاماً) الذي أنهى ولايتين رئاسيتين متتاليتين بأزمة الانتخابات التشريعية في الرابع من أكتوبر.

ولم يخف هذا السياسي المحافظ تردده في تعيين حكومة اشتراكية مدعومة في البرلمان من الأحزاب اليسارية الراديكالية المناهضة لأوروبا ومعارضة للحلف الأطلسي.

وهذا التحالف غير المسبوق خلال 40 سنة من الديموقراطية، أقصى التحالف اليميني عن السلطة الذي جدد له بعد الفوز في الانتخابات لكن بدون الحصول على الغالبية المطلقة.

وعلى عكس كافاكو سيلفا أظهر «الأستاذ مارسيلو» تساهلاً مع الحكومة التي قادها انطونيو كوستا تلميذه السابق في جامعة الحقوق في لشبونة.

وقال الخبير السياسي انطونيو كوستا بينتو «لن يكون الخصم السياسي للحكومة الاشتراكية» لكن في حال بروز أزمة «لن يتردد في الدعوة لانتخابات جديدة إذا اقتنع بأنها ستفضي إلى أكثرية مستقرة».

وتراهن الشخصيات اليمينية الرئيسية على مرشحها لتسهيل العودة إلى السلطة، لكن دي سوزا وصف فرضية حل البرلمان فور وصوله إلى القصر الرئاسي بـ «العبثية».