العراق... ونقطة الضوء في اللوحة السوداء!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
إن المشكلة-المأساة تكمن الآن في أن وكلاء ورموز الهيمنة الإيرانية يرفضون المس بالمعادلة الطائفية والعرقية التي أرسى قواعدها بول بريمر، والمقصود هنا هو حزب الدعوة ونوري المالكي وهادي العامري والحشد الشعبي وباقي الشراذم الطائفية، وليس العرب الشيعة الذين كغيرهم من أبناء العراق تحلّقوا حول انتفاضة السيد مقتدى الصدر، وها هم يتمسكون بمنطلقاتها، والذين هم الأكثر حماساً لإلغاء المحاصصة المذهبية التي أعطيت أسماء وعناوين حزبية. إن هذا هو واقع الأمور، وإن هذه هي حقيقتها، ولذلك فإنه لا يمكن القضاء على "داعش" المحمي بالرغبة الإيرانية، ولا يمكن إنهاء معادلة بريمر، ولا القضاء على "تناهش" العراق طائفياً وعرقياً، ما لم تُكسر شوكة الايرانيين وأتباعهم ووكلائهم في هذا البلد الذي طالت مأساته أكثر من اللازم، والذي غدت وحدته مهددة بالفعل، وهذا يتطلب التفافاً جدياً وفعلياً من المكونات العراقية كلها حول السيد مقتدى الصدر الذي أعلنها واضحة وصريحة: "إننا مسلمون قبل أن نكون سنة، وإننا مسلمون قبل أن نكون شيعة"... وهذا هو الصحيح، وهذه هي الحقيقة.ثم، وفي النهاية، هل من الممكن يا ترى تصور برلمان عراقي يقول أعضاؤه كل هذا الكلام الذي قالوه والذي عنوانه، إضافة إلى الغاء معادلة المحاصصة الطائفية، "رحيل ومغادرة الرؤساء الثلاثة: رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس المجلس النيابي"... هل كان بالإمكان تصور هذا قبل عام 2003؟! إن في هذه اللوحة السوداء نقاط ضوء من بينها نقطة الضوء... أليس كذلك؟!