{الأقصر للسينما الإفريقية» برعاية النجم داني غلوفر
رغم عشوائية وسوء تنظيم شهدهما افتتاح مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية الذي انتهت فعالياته أخيراً، فإن نجاح القيمين عليه في إقناع النجم العالمي داني غلوفر بالمشاركة كضيف شرف نقطة شديدة الإيجابية، لا تسهم فحسب في تمييزه وسط مهرجانات مصرية متنافسة، بل هي أيضاً رسالة دعم قوية لمصر، خصوصاً فيما يتعلّق بالسياحة. يضاف إلى ذلك نجاح المهرجان في إيصال «الدعم السينمائي إلى مستحقيه»، أي الجمهور.
بفيلم تسجيلي عن الملكة حتشبسوت للتعريف بتاريخها، افتتح وزير الثقاقة المصريد. حلمي النمنم، يرافقه كل من وزير الثقافة السوداني ووزير ثقافة دولة ساحل العاج وعدد من سفراء الدولة الإفريقية لدى مصر، فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية في معبد حتشبسوت. تلت ذلك عروض فنية لعازفة الهارب المصرية منال محيي الدين، تبعها عرض موسيقي قدمته {داجار ابيكال} وهي إحدى فرق الفلكلور من دولة ساحل العاج (ضيف شرف المهرجان)، ثم عروض راقصة لفرقة رضا للفنون الشعبية، ذلك قبل تكريم عدد من رموز الفن في قارة إفريقيا من بينهم النجم الراحل عمر الشريف الذي أهديت الدورة له وللمخرج الإيفواري الكبير هنري دوبارك، والناقد السينمائي المصري مصطفى المسناوي. وتسلمت درع تكريم الشريف الفنانة إلهام شاهين، كذلك تمّ تكريم النجمة منة شلبي.
{نوارة}أحد أبرز عروض المهرجان كان {نوارة} للمخرجة هالة خليل، وحرص أبطاله ومنتجه ومخرجته، وعدد كبير من النجوم والضيوف على رأسهم المخرج محمد خان، على حضور الفيلم وندوة أعقبت عرضه أدارها الناقد طارق الشناوي.بدأت الندوة بكلمة للمنتج محمد العدل أكّد فيها أنه تمنى أن يكون المنتج، وأضاف أنه عندما شارك في الفيلم كـضيف شرف كان مجاملة لـمخرجته هالة خليل ولكن بعد مشاهدة العمل أكد أنها هي التي جاملته بوجوده في عمل متميز مثل {نوارة}. ثم تحدثت منة شلبي عن معايشتها شخصية نوارة، مشيرة إلى أنها موجودة في كل مكان بمصر.انتقد أحد الحضور إيقاع الفيلم ومشهد النهاية، فردّت المخرجة بأن {العمل ليس قصة تقليدية، بل ثمة تصاعد درامي للأحداث وكان متعمداً. أما عن مشهد النهاية فتمت مراجعته من أحد المتخصصين. من ثم لا مجال للحديث عن خطأ في المشهد}، مشيرة إلى أن الفقراء والبسطاء هم من دفعوا الثمن في الواقع فعلاً. وانتهت الندوة وسط حالة سخط وغضب بسبب تحدّث النجوم والضيوف، وعدم توافر مساحة للإعلاميين لتوجيه الأسئلة والمناقشات.{خانة اليك} عرض في المهرجان أيضاً فيلم {خانة اليك} لمخرجه أمير رمسيس، وفي ندوة أعقبته حضرها كل من الممثل محمد فراج (أحد أبطاله) والمنتج سامح العجمي والنجم محمود حميدة ومنال سلامة ونادية رشاد، تحدث فراج عن تجربته في الفيلم مؤكداً أن الحبكة الفنية كانت جيدة جداً، وجذبته من البداية إلى السيناريو، خصوصاً أنه شعر بواقعية العمل، بينما أبدى العجمي سعادته بالتجربة مشيراً إلى أن تقديم فن له قيمته أهم من الإيرادات.{أيام قرطاج}على هامش المهرجان، عُقدت ندوة بعنوان {أيام قرطاج السينمائية} بمناسبة مرور 50 عاماً على إنشائه بحضور: رئيس مهرجان المخرج إبراهيم اللطيف، والناقد التونسي فتحي الخراط، والناقد الفرنسي أوليفيه بارليه، ورئيس مهرجان الأقصر سيد فؤاد. أعرب الأخير عن سعادته بالتعاون مع صانعي مهرجان أيام قرطاج، مؤكداً أننا كعرب نعتزّ بانتمائنا العربي ولا نهتم بانتمائنا الإفريقي وهذا خطأ كبير لا بد من الانتباه له. بدوره، أكّد الخراط أن مهمة {أيام قرطاج} زادت بعد الثورة إلى جانب الثقافة، إذ أصبح يُحارب الإرهاب أيضاً. أما الناقد الفرنسي أوليفيه فتحدث عن أهمية {أيام قرطاج} كمنصة للتعددية والاختلاف في الرأي ولكونه أيضاً نافذة على السينما الإفريقية. عمر الشريف عُقدت ندوة عن الراحل عمر الشريف بحضور كل من النجمين العالمي داني غلوفر والمصري محمود حميدة والناقد علي أبوشادي الذي استعرض كتابه {عمر الشريف في عيون الدنيا}، متحدثاً عن أهم محطات الشريف الفنية وأشهر من كتب عنه في دول العالم. أما غلوفر فتطرّق إلى علاقته بالشريف منذ {لورانس العرب} ثم {دكتور جيفاغو}، مؤكداً أن الراحل امتلك موهبة وكاريزما وسحراً لم يتمتع بها ممثل آخر، وأضاف أن حركات التحرر في الخمسينيات جعلت هوليوود تبحث عن ممثلين من إفريقيا والشرق الأوسط وعن موضوعات جديدة، ما سمح بظهور عمر الشريف وسيدني بواتييه. أما حميدة فأكد أن الشريف لم يلق ما يستحقه من اهتمام وتكريم في حياته أو بعد وفاته.