«عن الثقافة والحرية»... أول كتب جابر عصفور بعد خروجه من الوزارة

نشر في 21-01-2016 | 00:01
آخر تحديث 21-01-2016 | 00:01
نظم المجلس الأعلى للثقافة في دار الأوبرا المصرية ندوة حاشدة لمناقشة كتاب الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق «عن الثقافة والحرية» الصادر حديثاً عن مركز الأهرام للنشر، ويعتبر أول كتب عصفور بعد استقالته من الوزارة لأسباب صحية في فبراير2011.
شارك في تدشين كتاب د. جابر عصفور بعنوان «عن الثقافة والحرية» عدد من الرموز الفكرية والثقافية. قالت الدكتورة أمل الصبان، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، إن عصفور باحث دائم عن حرية التعبير وصاحب عقل مستنير، وهو جدار الصد والمدافع الأول عن حرية المواطن داخل الدولة المدنية»، والشخص الذي يقف إلى الجانب الإيجابي من الفكر ويسعى بكل جهد دون كلل إلى القضاء على الجهل والتخلف والإرهاب.

وأشارت إلى أن الكتاب ربط بين الحرية والثقافة وكشف عن أهم أسباب الفشل الرئيس في التنمية المصرية وهو غياب الثقافة، الذي أدى في النهاية إلى غياب حرية الوطن وحرية المواطن وانتشار الإرهاب.  

وقال الكاتب والمفكر السيد يسين إن جابر عصفور طليعة النقاد العرب ولديه القدرة على تحليل النصوص الإبداعية، ويملك أسلوباً رائعاً في النقد الأدبي، بالإضافة إلى أنه في الآونة الأخيرة مارس النقد الاجتماعي المسؤول غير مهتم بسلطة أو قوة إلا سلطة العقل وقوة التحليل. وأضاف يسين: {من هذا المنطلق أرى في كتابه {عن الثقافة والحرية} تشخيص سلبيات الثقافة المصرية، مقدماً الحلول. كذلك تناول الفرق بين ثقافة التخلف وثقافة التقدم محدداً مفردات كل ثقافة من هذه الثقافات. ولكني أختلف معه في عدم توضيح أسباب البعد والقطيعة بين المثقفين والنخبة من جهة، والجماهير من جهة أخرى، تلك القطيعة التي أشار إليها دون أن يحللها ويكشف أسبابها وحلولها، فأنا من جانبي مؤمن بأن للجماهير ثقافتها التي نسميها الشعبية، وهذه الثقافة يجب أن تكون محل دراسة متعمقة من كاتب بحجم جابر عصفور، كذلك لا بد من أن نهتم باستخدام المؤشرات الكمية لتحليل ثقافة التخلف. لذا كان يجب أن يوضح لنا الكاتب كيف ننشر الثقافة في مجتمع بلغت معدلات الأمية فيه  26% من سكانه}. ثم اختتم يسين تحليله للكتاب بأنه حمل مضامين اجتماعية رفيعة وقيماً عظيمة يجب الدفاع عنها.

  وعبر الكاتب الصحافي محمد الشاذلي، مسؤول النشر في مركز الأهرام ومدير الندوة التي ناقشت كتاب عصفور، عن سعادته بنجاح مركز النشر بالأهرام في اقتناص هذا الكتاب، مما اعتبره الشاذلي ليس مجرد إصدار لكاتب ما دام حقق أعلى المبيعات، إنما هو انتصار لكاتب وناقد ومفكر أنفق سنوات عمره في الدفاع عن الحرية والعقلانية وقيم ومبادئ الدولة المدنية الحديثة، والدفاع عن المنهج العقلي العلمي وثقافة الحوار وحق المعرفة لكل مواطن، مضيفاً أن الكتاب عريضة دفاع لحرية الثقافة والمعرفة والإبداع وضد التمييز الديني، كذلك هو انتصار للتنوع الثقافي وسعي وراء ثقافة المستقبل، ومستقبل أفضل للأمة العربية.

درع الأهرام

ومن ناحيته قدّم رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، الكاتب الصحافي أحمد السيد النجار، درع الأهرام كهدية للدكتور جابر عصفور، مؤكداً أن الكتاب الجديد يحمل مجموعة رسائل تنويرية مهمة، على رأسها الإشارة إلى ضرورة الثقافة في تحقيق الانتصار لحقوق الإنسان، وأن الثقافة وحدها هي المسؤولة عن تطور سلوك الأمم ونجاح المجتمعات في تحقيق أهدافها. وأضاف النجار أن كتاب «عن الحرية والثقافة» حلقة تواصل مع الكتب العظيمة كافة التي شكلت هرم الثقافة في المنطقة قبل ارتداد الثقافة العربية في منتصف السبعينيات عن قيمها الحقيقية واستيرادها منظومات ثقافية وقيماً غير لائقة بحضارتنا من الغرب ومن الشرق.

وأكد الكاتب د. رفعت السعيد أن الكتاب جاء مشاغبة جديدة من مشاغبات جابر عصفور التي تقودنا جميعاً إلى قفص الدفاع عن التنوير مجدداً.

بدومره أشار د. جابر عصفور إلى أن غياب التعليم المتميز بأشكاله كافة في مصر أدى إلى تآكل الثقافة المصرية لأن الأخيرة لم تعد قادرة على ابتكار بدائل لأدباء ومفكرين أمثال نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس، وزكي نجيب محمود...إلخ. كذلك أكد عصفور أهمية  تجديد الخطاب الديني، لأنه خطاب ثقافي في الأساس، وأن الكتاب أفرد مساحة مناسبة للرد على  ثقافة التمييز سواء ضد المرأة، أو ضد المسيحيين، أو ضد المسلمين أنفسهم.

back to top