«الماثولي» تتناول الواقع السوداوي وتنتقد التطرف والعنف
قدمتها فرقة المعهد العالي للفنون المسرحية ضمن المهرجان الأكاديمي
استطاع فريق مسرحية "الماثولي" تقديم عرض مسرحي مليء بالكثير من القضايا الشائكة التي جعلتنا أسرى في يد قوى الغرب دون الوقوع في فخ السرد الممل.
استطاع فريق مسرحية "الماثولي" تقديم عرض مسرحي مليء بالكثير من القضايا الشائكة التي جعلتنا أسرى في يد قوى الغرب دون الوقوع في فخ السرد الممل.
في أول العروض المشاركة في الدورة السادسة لمهرجان الكويت الدولي للمسرح الأكاديمي، قدمت فرقة المعهد العالي للفنون المسرحية بمقر المعهد العالي للفنون المسرحية - مسرح حمد الرجيب مسرحية "الماثولي" عن مسرحية "بغض النظر" للمؤلف الأردني علي الزعبي، ومن بطولة كل من إبراهيم نيروز، ومشعل الفرحان، وبدر الحلاق، وعبدالله المسلم، وأريج العطار، وجراح مال الله، ومن إعداد وإخراج محمد الشطي.ووقع اختيار المخرج الشطي على نص مليء بالقضايا الشائكة التي أسقط عليها الواقع السوداوي الذي يحيط بنا ويحاصرنا من كل اتجاه بدءاً من عنف الإنسان تجاه أخيه الإنسان، والخوض في أزمات التطرف الفكري والديني والسياسي، ليقول لنا إننا لسنا سوى مجرد أداة تحركها قوى السلطة.
وفي هذا العمل، يتجسد عمق أثر العنف الإنساني ضد الإنسان، وكيف أن العقل البشري حين يولد يكون مادة خاما لم تتشكل بعد، ولكن يصبح الإنسان تابعاً للأفكار التي يتعرض لها، وفي الحدث الدرامي توجد شخصية العربي وشخصية الغريب أو الشيطان، والغريب هنا كان المحرك الرئيسي، فهو ذلك الغريب الذي يقحم بمحض إرادتنا في حياتنا ومصائرنا ويبدأ بتدميرنا في جميع المستويات، وكأنه أراد أن يحاول التوفيق ما بين القوى المتنازعة، إلا أنه يفشل ويسمح بدخول ذلك الغريب في حياتنا.لوحة بصرية من خلال هذا الفكرة، كانت الحركة المسرحية على الخشبة والتجسيد أو التشكيل الجماعي على خشبة المسرح، فمن خلال ذلك العرض المسرحي لم يعتمد المخرج على فكرة الدور أو البطل الرئيسي، بل توزعت الأدوار بشكل متساو على جميع فريق العمل، ليؤكد ويبرهن على القضية التي يحاكيها قضية الانقسامات البشرية وتحكم السلطة الغربية في العرب، مما جعلنا نسخة طبق الأصل من هذا الغريب، وهو ما أكده لنا ذلك المشهد الراقص، واحتساء الخمر فكانت الصورة البصرية هنا أبلغ من الحدث في الكثير من المشاهد.واقع الظلمات فمنذ أن دخل الجمهور إلى قاعة المسرح، كان هناك مشهد "بانتومايم" يدور قبل فتح الستار سلط الضوء على حالة الصراع الأبدي بيننا، ومن خلال المؤثرات الصوتية التي أدلت بنفسى المعنى، والتي كانت تمهيداً طبيعياً لما سوف يحدث عقب فتح الستار. وكشفت لنا الحدث قبل أن يبدأ ولكن فريق الممثلين هنا استطاع من خلال خفة الأداء والحوارات الخروج من مأزق السرد الممل للأحداث ومن خلال عناصر العرض المسرحي الأخرى من ديكور الذي شكل لنا لوحة بصرية جميلة استطاع الممثلون التحرك من خلالها ببساطة، حتى على مستوى الأزياء التي أعطت لنا البعد السوداوي وجعلتنا سجناء دون ان نجد الحلول، بل على مستوى الاستعانة بالأطفال لم تكن هناك نظرة تفاؤل للمستقبل لنظل دائماً نعيش وسط واقع الظلمات من فوضى وأزمات سياسية ودينية وانقسامات سطرها لنا الغرب.