اندلعت موجة انتقادات حادة في وجه وزير الري والموارد المائية المصري، حسام مغازي، عقب إعلانه، أمس الأول، اكتشاف مصدر جديد للمياه الجوفية في البلاد، قال إنه يكفيها مائة عام، مشيرا إلى أن المصدر الجديد يعرف باسم «الخزان الجوفي النوبي»، وهو ما يتناقض مع الدراسات التي تمت سابقا، حيث إن ذلك الخزان تم اكتشافه منذ خمسينيات القرن الماضي، وأجريت بشأنه دراسات كثيرة.

Ad

ويبدو أن الانتقادات دفعت مغازي إلى التراجع عن تصريحه المثير للجدل، بعد ساعات، إذ حاول التقليل من حدة الأزمة، نافياً ما ذكره بشأن اكتشاف خزان جوفي جديد، قائلا إنه أعلن عن تجدد الخزان الجوفي في منطقة غرب المنيا، وليس اكتشافه.

ولم يمنع هذا التراجع استمرار الانتقادات التي يتعرض لها وزير الري، حيث قال أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة عباس شراقي لـ«الجريدة»: «لا جديد في إعلان الوزير عن اكتشاف الخزان الجوفي»، مشيرا إلى أن «هذا الخزان أقدم تاريخيا من الأهرامات، حيث كان يستخدمه قدماء المصريين، ولا يوجد خزان غيره في الصحراء الغربية كلها».

من جانبه، أكد خبير المياه الدولي ضياء الدين القوصي لـ«الجريدة» أن تصريحات وزير الري تضر بمفاوضات مصر مع إثيوبيا بشأن سد النهضة، لافتا إلى أن الإعلان عن وجود مصدر للمياه يكفي مائة عام يضعف الموقف المصري المبني على أهمية مياه نهر النيل كشريان حياة.

بالمثل، شدد القيادي في حزب «الكرامة» الناصري، عبدالعزيز الحسيني، على ضرورة محاسبة وزير الري على مثل هذه التصريحات التي تضر بموقف مصر في مفاوضات سد النهضة، مطالباً مجلس النواب باتخاذ موقف حازم تجاه الوزير.

في السياق، اعتبر الكاتب الصحافي عبدالله السناوي أن «وزير الري لا يدرك ما يقوله»، وقال لـ«الجريدة» إن توقيت الإعلان عن هذا الخزان خاطئ، بغض النظر عن أنه اكتشاف جديد أو تجدد للمياه الجوفية.

يذكر أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أعلن عام 1959 عن مشروع إنشاء واد مواز في الصحراء الغربية، وهو ما دفع عجلة الأبحاث المتعلقة بمصادر المياه الجوفية، وبعد عدة سنوات من إعلان عبدالناصر مشروعه، تمكن مجموعة من الخبراء المصريين من اكتشاف الخزان الجوفي النوبي الذي يمتد على مساحة 2.4 مليون كيلومتر مربع.