في انطلاقة فعلية لـ"مفاوضات الكويت" بين الفرقاء اليمنيين، والتي يعلق عليها العالم آمالاً كبيرة في إنهاء الصراع الدامي الذي يشهده اليمن، تبدأ اليوم ورشة عمل فنية، لمراقبة هدنة وقف إطلاق النار التي من المقرر أن تبدأ 10 الجاري، تمهيداً للمفاوضات المرتقبة في 18 منه.

Ad

في هذا السياق، وصلت إلى الكويت لجنة التهدئة والتواصل الحكومية اليمنية المعنية بمراقبة الهدنة، لبدء بعض ترتيباتها اللوجستية والفنية، كما وصلت وفود ممثلة للأطراف ولمنظمات المجتمع المدني.

وأكد نائب وزير الخارجية خالد الجارالله أن الكويت تعمل على قدم وساق لاستضافة اجتماع الأطراف اليمنية، آملاً أن "نسهم في وضع حد لهذا الصراع الدموي الذي استنزف الأشقاء في اليمن، ومعالجة أوضاعهم الإنسانية".

وفي تصريحات بعد مباحثات عقدها أمس مع مبعوث الرئيس الروسي لمنطقة الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، قال الجارالله: "نحن متفائلون فيما يتعلق بهذه المفاوضات، ونعتقد أن الأجواء مهيأة لتحقيق نتائج إيجابية".

من جانبه، قال بوغدانوف، إن روسيا تنسق خطواتها وتعمل مع الكويت في إطار دعم جهود مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مذكّراً بالقرارات الدولية الخاصة بتصفية الأزمة في اليمن.

وأضاف بوغدانوف أن اختيار "الكويت لاستضافة المفاوضات اليمنية يعبر عن ثقة الشعب اليمني بها، أميراً وحكومة وشعباً، وأن جميع أطراف الصراع تعقد الأمل عليها، ونحن كذلك، ونأمل أن تؤدي هذه المفاوضات إلى وقف دائم لإطلاق النار، وحلحلة المشاكل على أساس الحوار الشامل وتوافق اليمنيين".

ومن بروكسل، حيث قدمت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، أمس، أكبر دعم لمفاوضات الكويت، أعلن ولد الشيخ، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد فيديريكا موغيريني، أن هذه "المحادثات تهدف إلى الوصول لاتفاق شامل من شأنه إنهاء الصراع والسماح باستئناف الحوار السياسي وفقاً للقرارات الأممية".

وأوضح ولد الشيخ أنه "سيتم خلال محادثات الكويت التركيز على خمسة مواضيع رئيسية؛ انسحاب الميليشيات والجماعات المسلحة، وتسليم الأسلحة الثقيلة للدولة، إضافة إلى الترتيبات الأمنية المؤقتة، واستعادة مؤسسات الدولة، واستئناف الحوار السياسي الشامل، وإنشاء لجنة خاصة للسجناء والمعتقلين".

بدورها، اعتبرت موغيريني أن "هناك أسباباً وجيهة للتفاؤل بوقف إطلاق النار ومفاوضات الكويت"، مشددة على أنه "يتعين على جميع الأطراف عدم تفويت هذه الفرصة، والجلوس إلى طاولة المفاوضات، لأن الحل السياسي هو المستدام والوحيد لهذا الصراع".