اعلنت كوريا الشمالية السبت انها اختبرت بنجاح محرك صاروخ بالستي عابر للقارات، مشيرة الى ان هذا التجربة "تضمن" قدرتها على توجيه ضربة نووية الى الولايات المتحدة.

Ad

نقلت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية عن الزعيم كيم جونغ-اون الذي اشرف على الاختبار انه بفضل هذا المحرك الجديد باتت بيونغ يانغ "قادرة على تزويد النوع الجديد من الصواريخ البالستية العابرة للقارات برؤوس نووية اكثر قوة وابقاء اي بؤرة على الارض مليئة بالاشرار، بما في ذلك البر الاميركي، في مدى صواريخنا".

واضاف ان هذا "النجاح الكبير" يعطي كوريا الشمالية "الضمانة" بانها قادرة على شن "هجوم نووي على الامبرياليين الاميركيين وقوى اخرى معادية".

السبت نشرت صحيفة "رودونغ سينمون" على صفحتيها الاوليين صور كيم وهو يشرف على تجربة المحرك مشيرة الى اجراء التجربة في قاعدة سوهاي الفضائية.

ويبدو كيم في احدى الصور وهو ينظر الى اسفل من برج مراقبة فيما يمكن رؤية السنة النيران في الافق. وتظهر صورة اخرى محركا مثبتا بشكل عامودي ينفث النيران.

ويشكك عدد من الخبراء الاجانب في مصداقية ما تعلنه كوريا الشمالية من اختبارات مماثلة والتي كثرت في الاونة الاخيرة. كما يعتبرون ان السلطات الشمالية تسعى الى ابراز اعمالها قبل مؤتمر الحزب الشيوعي في الشهر المقبل.

ويتصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية منذ اجراء الشمال تجربة نووية رابعة في مطلع كانون الثاني/يناير تبعها اطلاق صاروخ في الشهر التالي اعتبره الكثير من الخبراء الاجانب تجربة مخفية لصاروخ طويل المدى.

في مطلع آذار/مارس رد مجلس الامن الدولي بفرض عقوبات جديدة على بيونغ يانغ تشمل قيودا على التجارة البحرية وعلى صادرات المعادن بالاضافة الى حظر على شراء الوقود للطائرات والصواريخ.

في الاسابيع الاخيرة كثفت كوريا الشمالية التصريحات النارية حول تقدم برنامجيها النووية والبالستي المحظورين بموجب عدد من قرارات الامم المتحدة. واكدت خصوصا التمكن من تصغير رؤوس نووية حرارية يمكن تثبيتها على صاروخ بالستي لانشاء ردع نووي "حقيقي".

في الاسابيع الاخيرة هددت بيونغ يانغ سيول وواشنطن تكرارا بضربات نووية وقائية.

لم تجر كوريا الشمالية حتى الان اي تجربة لصاروخ بالستي عابر للقارات لكنها عرضت مؤخرا نموذجا عنه هو كاي ان-او8 في اثناء عروض عسكرية في بيونغ يانغ.

لكن مع احراز البلاد تقدما واضحا من خلال تطوير هذا الطراز يعتبر الخبراء انها ما زالت تبعد سنوات عن التمتع بقدرة ذات مصداقية وتنفيذ ضربة بصاروخ بالستي عابر للقارات.

غير ان كيم اعلن ان تجربة محرك الصاروخ البالستي العابر للقارات التي اشرف عليها تثبت للعالم قدرة الدفاع الوطني التي تملكها كوريا الشمالية. ووصفها بانها "انتصار اضافي كبير" سيعرض في اثناء المؤتمر العام لحزب العمال الحاكم المقرر انعقاده في 7 مايو.

وهذا المؤتمر هو الاول للحزب منذ 36 عاما ويعتبر واجهة للسلطة، تستغلها لابراز انجازاتها وتعزيز الوحدة الوطنية حول كيم.

صرح الاستاذ في جامعة الدراسة الكورية الشمالية يانغ مو-جين لوكالة فرانس برس ان "كيم يعرض انجازاته في مجال التعزيزات العسكرية لتدعيم الولاء قبل مؤتمر الحزب، وذلك مع تفاقم الصعوبات الاقتصادية (في البلاد) بسبب عقوبات الامم المتحدة".

واستنفر الكوريون الشماليون حول البلاد في "حملة 70 يوما" من اجل الاعداد لمؤتمر الحزب، حيث يتم تزيين وتنظيف الكثير من مدن البلاد في هذه المناسبة.

وافاد خبراء ان بيونغ يانغ قد تنفذ تجربة نووية خامسة قبل المؤتمر وعلى كوريا الجنوبية الاستعداد لهذا الاحتمال.

في كانون الثاني/يناير اكدت كوريا الشمالية النجاح في اول تجربة لقنبلة هيدروجينية، وهي اقوى بكثير من القنبلة الذرية المعهودة، لكن الخبراء الدوليين شككوا في هذه المعلومات.