هل فشلت «الحرب الكونية على الإرهاب»؟
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
وقامت أميركا، في إطار تحالف دولي، بغزو أفغانستان، وأتبعت ذلك، دون مشروعية دولية، بغزوها للعراق، في إطار محموم من "عقيدة المحافظين الجدد" المتطرفة، وأعلنت محوراً للشر، و"إما معنا أو ضدنا"، وفي 2013 أعلنت أبرز الجهات الأميركية أن غزو العراق كان أسوأ قرار في تاريخ السياسة الخارجية الأميركية، بل وذهبت أرجح الآراء إلى أن ذلك الفعل لعب دوراً أساسياً في تصاعد الإرهاب. أما في الشرق عندنا، حيث توجد المشكلة، زاد التطرف، وانطلق "داعش" ليعلن استنساخاً جديداً لـ"القاعدة"، ويصبح له أرض ينطلق منها، ويعزز وجوده، برعاية إقليمية ودولية، أو غض طرف، أو تساهل في التعامل. منطقتنا ودولنا عموماً اندفعت في التجاوب مع التشريعات الدولية المتشددة، مع أن التشريعات والإجراءات القمعية ضد الناس هي من واقع الحال، ولكن لم لا يصبح للقمع مشروعية دولية؟. أصبح لمعظم أنظمة المنطقة متطرفوها وإرهابيوها، يتم استخدامهم حين الحاجة أو غير الحاجة. وأصبحت المنطقة مزدحمة بالتدخلات الأجنبية، والحروب، وتفريخ المنظمات المتطرفة التي قد تكون تعمل لحسابها، وصار لدينا إرهاب خاص وإرهاب عام.مازالت المنظومة الدولية والإقليمية تتعامل باستهتار مع واقع الحال المتردي، ومازالت تنطلق من منطق القوة، لا من منطق كرامة الإنسان، والأدلة تدل على فشل مكعب.في مؤتمره الصحافي، الذي عقده رئيس وزراء بلجيكا أمس للتعليق على الأحداث الدامية في بلاده، قال: "إننا في حالة حرب طويلة مع الإرهاب". فأين ذهبت الحرب الكونية على الإرهاب، التي أعلنتها أقوى دولة في العالم قبل خمسة عشر عاماً؟ أما آن مراجعة أدبياتها وأدواتها ومكوناتها وفشلها في تحقيق أهدافها؟ أقول هذا، والحزن عميق على أرواح الأبرياء، الذين تسيل دماؤهم فقط لارتكابهم جريمة ركوب طائرة أو قطار، ألا قاتل الله الجهل والأنانية والغرور.