تتميّز ناديا بساط في جميع البرامج التلفزيونية التي تطل من خلالها. مقدمة البرامج الباحثة دائماً عن كل جديد ومختلف، ها هي تحقق اليوم نجاحاً إضافياً في برنامج «مين بيعرف؟» الذي يلقى انتشاراً واسعاً بين المشاهدين مشكّلاً عودة قوية لبرامج الألعاب التي افتقدتها الشاشات العربية في السنوات الأخيرة. عن جديدها ونظرتها إلى الواقع التلفزيوني، كانت الدردشة التالية:
يحظى برنامجك «مين بيعرف؟» بإعجاب الناس ويحقق نسبة مشاهدة عالية، ماذا تخبرينا عن هذه التجربة؟سعيدة جداً بالأصداء الإيجابية من الناس وأهل الاختصاص على حدّ سواء، وكنت على يقين مسبق بأن البرنامج سيحقق انتشاراً واسعاً في ظل كثرة البرامج المشابهة لبعضها البعض على الشاشة. الجمهور بحاجة إلى أعمال ذكية تحاكي عقله وتزيد من معرفته وتمدّه بالتسلية والترفيه في آن، خصوصاً مع وجوه معروفة ومحبوبة ولها معجبيها في مجالات الحياة كافّة.هل أنت راضية تماماً عن أدائك؟بشكل عام نعم، لكني أسعى دائماً إلى الأفضل وإلى تفادي أي هفوة أو خطأ قد يحصل خلال تصوير الحلقات. نجتمع دائماً أنا ومنتجة العمل والمخرج ونتباحث في أدق التفاصيل لتكون النتيجة مرضية، وذلك أحد العوامل الأساسية الذي أدى إلى نجاح البرنامج بهذا الشكل.تعتقدين بأن المشاهدين اشتاقوا إلى برامج الألعاب!أكثر ما نشاهده في السنوات الأخيرة على الشاشة برامج الهواة، كذلك البرامج السياسية المنتشرة بسبب الحوادث الأمنية المتتابعة في عالمنا العربي، إضافة إلى البرامج الحوارية فنّية كانت أو اجتماعية. من هنا، اشتاق الجمهور إلى برامج الألعاب حيث يشعر أنه على تواصل وتناغم مع المشاركين والأسئلة، فجاء «مين بيعرف؟» في الوقت المناسب ليروي عطش هؤلاء.هل تعتبرين أن عرض البرنامج عبر شاشة الـMTV شكّل سبباً أساسياً أيضاً لانتشاره بهذه السرعة؟طبعاً، فهي شاشة تتمتّع بجماهيرية واسعة وبنوعية برامج مميزة ومحبوبة، ويسعى القيمون عليها دائماً إلى إضفاء طابع ثقافي على قائمة البرامج. ولا ننسى أن جمهور الـmtv من الفئات العمرية كافّة. من جهة أخرى، يحضّر فريق البرنامج الأسئلة بدقة ويستقبل الضيوف بطريقة راقية، ولا يغادرون الحلقة حتى ولو خسروا جولتهم لأجل الإبقاء على ديناميكية معينة بين المشتركين تضفي على الأجواء جواً من المرح والمنافسة والتسلية في آن.صعوبات و{فيتو}هل واجهتم صعوبة في اختيار المشتركين، وهل رفض البعض الظهور؟من المعروف أن استقطاب ضيف واحد نجم في حلقة من برنامج تلفزيوني يتطلّب وقتاً وجهداً فكيف بالأحرى استقطاب سبعة ضيوف في حلقة واحدة ومن مجال واحد؟ إضافة إلى أن البرنامج قائم على المنافسة وبعض الوجوه المعروفة لا يحب مبدأ الخسارة حتى ولو في برنامج للمنوعات، وثمة نجوم يخافون أن لا يعرفوا الإجابات، وبالتالي يخشون على صورتهم بين الناس.من يختارهم؟نضع أنا والمنتجة قائمة ببعض الأسماء ونتباحث حولها ونقوم بالاتصالات المطلوبة كي نتوصل إلى سبعة أسماء تكون قادرة لناحية الوقت أن تلبّي طلبنا، ومن جهة أخرى تتمتّع بالروح الرياضية للمنافسة ضمن برنامج قائم على المعرفة وسرعة البديهة.هل ثمة {فيتو} على وجوه تطلّ عبر شاشات أخرى منافسة للـmtv أو لديها مشاكل معها؟إطلاقاً. البرنامج بعيد عن أي حروب بين الشاشات. وللأمانة، نتصل بالتلفزيونات كافة ونلقى الترحيب، والدليل أن الوجوه التي أطلّت في بعض الحلقات السابقة كانت من شاشات مختلفة.إلى متى يستمر البرنامج؟إلى بداية يونيو قبل بدء شهر رمضان الفضيل، حيث يجتمع في الحلقة النهائية 14 مشتركاً سبق وربحوا المنافسة في الحلقات التي أطلّوا بها ليتنافسوا فيما بينهم ويكون الفائز في النهاية واحداً.هل فوجئت بكمية المعرفة لدى البعض المشتركين، وهل خذلك البعض الآخر منهم في المقابل؟كما قلت سابقاً، تحتاج المنافسة إلى سرعة في التحكّم في الضغط على الزرّ وسرعة بديهة أيضاً. من هنا، لا يمكن اعتبار أن من خسر المنافسة لا يملك كمية وافية من المعلومات، إضافة إلى أن مبدأ المنافسة يخلق بعضاً من التوتر، ما يؤثر على تفكير المشترك ومعرفته الإجابة بسرعة.لو لم تكوني مقدمة البرنامج وطلب منك المشاركة، هل توافقين؟(تضحك) لا أعرف. لا شك في أن طبيعة البرنامج جميلة والأجواء فيه مسليّة وهو يضيف إلى المشترك النجم ولا يأخذ منه، بل يجعل المشاهد يراه بطريقة مختلفة وجديدة.مسيرتك الإعلامية طويلة، كيف تنظرين إلى الواقع التلفزيوني راهناً، وماذا تغير بين الأمس واليوم؟حين أطليت عبر {المستقبل} سنة 1997، لم تكن الإنتاجات الضخمة متوافرة على الشاشات، الأمر الذي تغير اليوم إذ تصرف الملايين على برامج على بعض الشاشات العربية، ما يجعل الإنتاجات اللبنانية المحلية خجولة بعض الشيء، فتنجح بعناصرها أكثر من الأموال التي تدعمها. كذلك لا ننسى الحروب والدمار والقتل في بعض الدول العربية، التي تأخذ حيّزاً كبيراً من التلفزيون وأثرت بشكل سلبي على المشاهد.الحياة الشخصيةكيف تصفين حياتك بعيداً عن الشاشة؟أنا إنسانة سعيدة جداً، خصوصاً أن لدي ولدين يملآن حياتي كلها. تتابع ابنتي دراستها الجامعية في باريس، فيما وصل ابني إلى المراحل الأخيرة من دراسته الثانوية، إضافة إلى عائلتي الكبيرة التي تحيطني بالعناية والحنان والاهتمام، ما ينعكس سلاماً داخلياً عندي. لكني في المقابل إنسانة قلقة بعض الشيء، أريد دائماً التجدّد وأبحث عن المختلف، وأسعى إلى الكمال في عملي وفي بيتي في آن.
توابل
ناديا بساط: أعيش سلاماً داخلياً وسعيدة بنجاحي
14-04-2016