ترامب وكلينتون يعززان تقدمهما على المنافسين

نشر في 24-03-2016 | 00:01
آخر تحديث 24-03-2016 | 00:01
No Image Caption
لم تحتج انتخابات الرئاسة الأميركية التمهيدية، في الأصل، لهجمات بروكسل الإرهابية، التي وقعت أمس الأول، لتشهد ازدياداً في حدة الخطاب التصعيدي ضد الأقليات، فالقضايا الخلافية، التي يتعرض لها المرشحون من كلا الحزبين، باتت ترسم خطاً بيانياً يعلو وينخفض تبعاً للحدث اليومي.

وتحولت الحملات الانتخابية إلى ما يشبه المبارزات يتبارى فيها المرشحون على استخدام أكثر الأساليب شعبوية لتحريض القاعدة الانتخابية، واستمالتها في مواجهة منافسيهم.

هذا على الأقل، ما برز في تعليقات المرشحين الجمهوريين، وعلى الأخص منهم دونالد ترامب وتيد كروز، حين دعا الأول إلى إغلاق الحدود، معتبراً أن الولايات المتحدة هي في مواجهة مع الإسلام، فيما اعتبر كروز أن بلاده، هي في حرب مع الإسلام الراديكالي، مقترحاً إعادة تفعيل الانخراط في مراقبة التجمعات السكانية، حيث تعيش جاليات إسلامية كبرى، لإفشال محاولات المجموعات الإرهابية استمالة مجندين منها.

ناخبو ولايات إيداهو ويوتاه وأريزونا، التي شهدت، أمس، انتخاباتها التمهيدية تفاعلوا مع هجمات بروكسل، حيث أظهرت استطلاعات فورية أن 74 في المئة من الأميركيين غير راضين عن إدارة الحرب على الإرهاب.

وكانت النتائج، تشير منذ البداية إلى احتمال فوز ترامب بولاية أريزونا حاصداً مندوبيها الـ58، في حين فاز كروز بولاية يوتاه، واستحوذ على مندوبيها الـ40.

كما فازت هيلاري كلينتون بشكل كاسح في ولاية أريزونا، لتحصل على غالبية مندوبيها الـ74، في حين فاز بيرني ساندرز في ولايتي إيداهو ويوتاه وتقاسم معها مندوبيها الـ57.

واعتبر محللون أن من غير الواضح بعد ما إذا كان الحزب الجمهوري سيختار ترامب مرشحاً له في نوفمبر المقبل، وسط الشكوك الكبيرة، التي لا تزال تخيم على مستقبل علاقته بالمؤسسة الحزبية، رغم نجاحه في عقد «غداء عمل مثمر» مع أكثر من 25 قيادياً من أعضاء الكونغرس ومجلس النواب، وزعماء الحزب في العاصمة واشنطن.

يقول هؤلاء، إن ترامب، قد يعجز عن جمع 1237 مندوباً للحصول على بطاقة الترشيح رسمياً، لكن إبطاء تقدمه، قد يؤدي إلى تعزيز احتمال اختيار مرشح آخر عنه، رغم أن احتمال حصول تيد كروز أو جون كايسك على الرقم السحري أعلاه بعيد المنال أيضاً، مما قد يهدد بحصول فوضى وقلاقل، على ما قاله ترامب نفسه.

في الجانب الديمقراطي، فوز ساندرز في ولايتي إيداهو ويوتاه، سيتيح له البقاء في السباق الرئاسي لمدة طويلة، في ظل رهانه على تحقيق نتائج جيدة في ولايات الغرب الأميركي، وخصوصاً في ولاية كاليفورنيا أكبر ولاية أميركية على الإطلاق.

لكن التقديرات لا تزال تميل إلى ترجيح كفة كلينتون بشكل حاسم، مع اقترابها حثيثاً من الحصول على الـ2383 مندوباً للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي.

لكن المراقبين توقفوا أمام تصريحات ترامب الأخيرة، سواء في المؤتمر السنوي للجنة الأميركية الإسرائيلية «إيباك»، أو في مقابلاته التلفزيونية والصحافية أمس الأول، معتبرين أن تغييراً كبيراً طرأ على خطابه السياسي، لجهة موقفه من إسرائيل أو من دور الولايات المتحدة في العالم. وبعيداً عن محاباته للدولة اليهودية لأسباب قد تكون انتخابية، وحاجته لدعم اللوبي الإسرائيلي القوي في الولايات المتحدة، يقول هؤلاء، إن خطاب ترامب يطرح تساؤلاً عن مدى افتراقه وتعارضه الفعلي مع السياسات، التي انتهجها الرئيس الأميركي باراك أوباما، سواء مع إسرائيل أو مع الحلفاء الآخرين.

مطالبته بخفض الإنفاق على حلف «الناتو»؛ تعكس نظرة إنعزالية متجددة باتت أكثر قبولاً، وتعميماً لدى الناخب الأميركي عموماً، والجمهوري خصوصاً، الذي بات يميل إلى إعادة تجديد «قوة اميركا» الداخلية أولاً.

ويطرح مجمل ذلك تساؤلاً جدياً عن مدى تمسك ترامب بقواعد الدور القيادي للولايات المتحدة في العالم، وتخليه عن دور «شرطي العالم» وناظم حركته السياسية.  

من يطرح سياسة التخلي عن التزامات أميركا مع حلفائها الغربيين وغير الغربيين، قد لا يجد غضاضة أيضاً في طرح فكرة الكف عن اعتماد إسرائيل وكيلاً رئيسياً وحليفاً ينبغي الدفاع عنه على الدوام.

يتساءل هؤلاء أيضاً عن مدى جدية تمسك ترامب بخطابه عالي النبرة سواء حول تجديد ترسانة الجيش الأميركي ومواجهته التحديات التي تثيرها الصين وروسيا، في وقت يطالب بخفض الإنفاق على حلف الناتو ، أو تجاه محاربة الإرهاب في ظل رفضه الزج بقوات أميركية على الأرض، بعيداً عن خطابه، الذي وصفه البعض بالتهريجي، متعهداً القضاء على تنظيم داعش. ويسأل هؤلاء، كيف يمكن لترامب أن يبني حلفاً قوياً مع «أصدقاء أميركا من العرب والمسلمين» للقضاء على «داعش»؟ في حين يضع دول الخليج في مصاف إيران، ويحملهم مسؤولية ما يجري في المنطقة، تماماً كما فعل ويفعل الرئيس باراك أوباما.

أسئلة طغت عليها هجمات بروكسل مؤقتاً، فيما الجميع يستعد لمناقشاتها بشكل معمق في القريب العاجل.

جيب بوش يؤيد كروز

أعلن جيب بوش، الذي انسحب من سباق انتخابات الرئاسة الأميركية، تأييده للسيناتور تيد كروز مرشحا للحزب في الانتخابات، وقال إن كروز يمثل أفضل فرصة للحزب للوصول إلى البيت الأبيض.

يأتي إعلان بوش في حين تسعى المؤسسة الجمهورية إلى منع فوز دونالد ترامب بترشيح الحزب بسبب اقتراحاته المثيرة للانقسام، ومن بينها خطة لترحيل 11 مليون مهاجر غير شرعي.

(واشنطن - رويترز)

back to top