«مثل القمر»... تعثّر جديد للدراما اللبنانية وستيفاني صليبا خسرت الرهان

نشر في 27-01-2016 | 00:01
آخر تحديث 27-01-2016 | 00:01
No Image Caption
إزاء الحملة الإعلانية الضخمة التي نظمتها شاشة «أم تي في» للمسلسل اللبناني «مثل القمر»، اعتقد المشاهد بأنه على موعد مع عمل سيغيّر مسار الدراما اللبنانية. إلا أن «النكسة»، للأسف، فرضت نفسها مع مرور الحلقات الأولى من عمل جاء سخيفاً في مضمونه، ضعيفاً في الأداء، ركيكاً في النص ومقتبساً بأدق تفاصيله... فأين المبدعون وإلى متى سيبقى المتطفلون يحتلون شاشاتنا اللبنانية؟!
صرّح صانعو مسلسل «متل القمر» منذ بدء حملته الإعلانية الضخمة أنه مقتبس من «ماريمار»، فيما أخفوا علينا أننا سنشاهد «نسخة طبق الأصل» طاولتها تعديلات لبنانية لحفظ ماء الوجه، كما يُقال، من المسلسل المكسيكي الذي سبق أن تابعه الجمهور اللبناني عبر الشاشات المحلية، وكانت بطلته النجمة المكسيكية تاليا... وشكّلت الحلقات الأولى على شاشة «أم تي في»، دليلاً دامغاً لا يحتمل الشكّ.

تتمحور قصّة المسلسلين حول شاب ابن عائلة مرموقة يتزوّج، رغماً عن والده وزوجة الأخير، من فتاة فقيرة ويتيمة تعيش في منزل على شاطئ البحر مع جديها، ليهجرها ويعود ويقع في غرامها بعد حين، من دون أن يعرف أنّها هي نفسها، كونها أصبحت غنيّة، فيما يكون هدفها الانتقام منه ومن عائلته نظراً إلى الأذى الذي تعرضت له بسببهم!

مطوّلات

لا يختلف مضمون «متل القمر» عن قصص بالية تدور في فلك الصراع الطبقي و{مطوّلات» الحب المستحيل والزواج القسري والخيانة وصراع الطبقات. هي موضوعات لا تنفك شاشاتنا المحلية تتمسّك بعرضها راصدةً موازنات ضخمة لها، ما يؤكّد احتكار بعض المتطفلين للواقع الدرامي، وغياب الإبداع والتميز عن كتّاب لبنانيين يسعون إلى اقتباس قصص وتعريبها، فيما تعاني مجتمعاتنا العربية ألف علّة وعلّة يمكن من خلالها الانطلاق إلى مواضيع حساسة وحقيقية وعصريّة.

ليست المرة الأولى التي تُقتبس أعمال أجنبية وتُعالج بشكل جديد، إلا أن الكاتبة داليا داغر والمخرج نبيل لبس لم يكلّفا نفسيهما عناء تعديل أو تغيير حتى أصغر التفاصيل في «ماريمار»... فعدم معرفة بطلة النسخة اللبنانية «متل القمر» كيف تتناول الحساء بالملعقة، واللحم بالشوكة والسكين، أو كيف تسير بحذاء ذي كعب عالٍ، أو حتى كيف تختار ملابسها... كلها مشاهد منسوخة من المسلسل المكسيكي، حتى المناظر الطبيعية والثياب وشكل البيوت والأحصنة هي نفسها... ويكمن الفارق الوحيد في العفوية والاحتراف اللذين يذهبا لصالح نجوم العمل المكسيكي، فيما يفتقر إليهما النجوم في «مثل القمر».

أخطاء

يصيبك بعض الأخطاء الإخراجية بصدمة، أو ربما تدخلك في نوبة ضحك. هي أخطاء صار الوقوع فيها «محرّماً»، فكيف تظهر البطلة بفستان صيفي قصير وتصطاد السمك على الشاطئ، فيما يرتدي البطل سترة جلدية تقيه البرد؟ وكيف لنا أن نتأقلم مع «الرقم القياسي» في سرعة تقطيع المشاهد؟ حتى زمن المسلسل ضاع إزاء تناقضات في التفاصيل وإطلالات الشخصيات وأزيائها! فوسام صليبا مظهره مطابق للعصر الحالي، بينما السيارات المستعملة من السبعينيات، كذلك ملابس جهاد الأطرش معاصرة، فيما ملابس زوجته كاتيا كعدي تحاكي أزياء الستينيات.

قمر

إخفاق «متل القمر» ذيّله أداء الحسناء ستيفاني صليبا، علماً أن الأداء الجيد لم يكن لينقذ العمل. والنجمة الجديدة في عالم التمثيل، لا تخرج عن طريق يتّبعه منتجون لبنانيون كثر بحثاً عن وجوه جديدة علّها تغني الدراما اللبنانية، خصوصاً مع منافسة الأعمال العربية المشتركة لها اليوم. لكنّ ما نراه على الشاشة راهناً كارثة بحدّ ذاته، مع وجوه لا تتمتَّع بأدنى المقومات الفنية وتفتقر تماماً إلى الموهبة، سلاحها شكل خارجي جميل بات العامل الأهم والوحيد الذي يلتفت إليه المنتج اللبناني لتسويق عمله، وستيفاني، دليل واضح في هذا المجال.

 عرفت ستيفاني كمُقدّمة برامج عبر شاشة «أم تي في»، واشتهرت كمُدوّنة لإحدى أفضل مُدوّنات الموضة في لبنان، كان هذان العاملان كفيلين بجذب المنتج مروان حداد الذي راهن على أن تكون هي نجمة الدراما اللبنانية المستقبلية، إلا أنه خسر رهانه بامتياز... هي جميلة طبعاً، ولا جدل حول مفاتن تتمتّع بها وحاول المخرج إبرازها، منذ الحلقات الأولى، مستعيناً طبعاً بفساتين قصيرة شفافة، لكن هذا الإبهار النظري الذي اعتمدته البطلة كما القيمون على العمل عمداً، لم ينقذ البطلة من ضعف الأداء والتصنّع في الحوار، كذلك فشلت في إقناع المشاهد، سواء في حزنها أو فرحها، فكانت استعراضية بتصرفاتها، إضافة إلى محاولاتها الواضحة في تقليد النجمة المكسيكية تاليا، ما أوقعها في «فخ التقليد».

ر.ع

back to top