أبعدي عنك مساحيق التجميل التي تستخدمينها لتغطية آثار ضربة، واخلعي نظارتك الشمسية التي تغطي الكدمات تحت عينيك، واتركي هاجس الخوف من الناس وكلامهم، ومن معاملة أهلك السيئة لو رجعت إليهم مطلّقة، ومن كل هذا الهراء الذي غسلوا به دماغك ليشعروك أنك مخلوق ناقص وغير مجدٍ، وانفضي غبار كلامهم، واستنشقي بعض الأوكسجين الآن، وتذكري أنك ما زلت على قيد الحياة.
تحرري من هذا الذي يعنفك مهما كانت صلة قرابتك به، فأنت لا تستحقين أي عنف لفظي أو جسدي، أنت المخلوق الأرق والأعذب والأجمل في هذه الأرض، لا تجعليهم يظنون أنك لا تستحقين الحب والاحترام. خلقت لتكوني الشذى والعبير، لتخلفي حولك كل شيء جميل، لتنسقي الزهور وتنثري الفرح، فمن يرد أن يقص جناحيك فثوري عليه لأنك خلقت لكي تطيري من وردة إلى أخرى لا أن تُحبسي كوحش كاسر.في داخلك خلقت لتكوني حرة، مجرد معتقدات وتقاليد جعلتهم يستعبدونك، فجعلوك أسيرة لكلام الناس في حين لم يكترث الرجل كثيرا لكلامهم حين مد يده عليك ليضربك ويشوهك.فالناس وكلامهم مجرد عقاب افتراضي لا يستحق حتى هذا الإذلال الذي تتعرضين له، في كل يوم هناك حالات عنف تسجل على المرأة من زوج أو أب أو أخ، العنف الذي تتعرض له المرأة ليس لفظيا وجسديا فقط بل يمتد إلى العنف الجنسي والمعنوي والاقتصادي والقانوني.تشير إحصائية صادرة عن وزارة العدل عام 2010 أن متوسط عدد قضايا العنف والاعتداء المبلغ عنها ضد المرأة في الكويت خلال السنوات العشر السابقة لها قد بلغ 368 قضية في العام الواحد، أي تقريبا بمعدل جريمة واحدة يوميا ضد المرأة، والأرقام الحقيقية أكبر لأن من آثرن الصمت أكثر.شهدت منطقة الواحة في محافظة الجهراء جريمة قتل بشعة مؤخرا، وهي ليست الأولى لهذا العام، حيث راحت ضحيتها مواطنة علي يد زوجها المواطن، الذي تجرّد من أبسط المشاعر الإنسانية، ومنع عنها الطعام لمدة 3 أيام، واعتدى عليها بالضرب والكيّ بأعقاب السجائر حتى فارقت الحياة، وذلك بسبب خلافات أسرية.مر هذا الخبر مرور الكرام على وسائل الإعلام دون أي استنكار حتى، وكأن أخبار العنف المفضية إلى موت حدث عادي.ومن هنا أنادي جميع المعنفات وبمناسبة يوم المرأة العالمي الذي صادف أول من أمس 8 مارس، أن تتعلم كيف تحب نفسها وتحرر روحها من قيود المجتمع وعنف أشباه الرجال ضدها.قفلة:يهدف مشروع "ورقتي" إلى مساندة الجهود القائمة في الكويت لتمكين المرأة قانونيا، وذلك بتعريفها بكل حقوقها المنصوص عليها في دستور وتشريعات دولة الكويت، ووفقاً لتعهداتها الدولية باستخدام تكنولوجيا المعلومات يتبنى المشروع نهجاً شاملا يجمع ما بين تجميع وتبسيط المادة القانونية ومراجعتها وتنقيحها، ومن ثم توفيرها ووضعها في متناول يد المرأة بشكل خاص والمجتمع (والدراسين والمشرعين) بشكل عام، بالإضافة إلى رفع القدرات وتدريب المختصين والجهات ذات الصلة. للمزيد من المعلومات يمكنكم زيارة موقعهم الإلكتروني wracati.com.
مقالات
منظور آخر: كل يوم والمرأة بخير
10-03-2016