أطماع لا تنتهي!
![عبدالهادي شلا](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1599156177023124700/1599156222000/1280x960.jpg)
في أغلب الظن أن ما يصل أو يتسرب من أخبار هذه الحروب الدائرة في وطننا إنما هو أخبار مسموح بها كي يلتفت إليها الجميع وينشغلوا بترتيبها وينقسموا في تفسيرها، فتتسع الشقة بين أبناء البلد الواحد لتقدم لنا المزيد من الفصائل والأحزاب المتحاربة، وضحيتها "أيضاً" هو المواطن العربي! الحروب تستنزف قدرات الأمم، وغياب الخطط وخوضها دون حسابات دقيقة ومعرفة بقدراتها إنما تجعل الأمر في نهاية المطاف خارج السيطرة، ليترتب عليها المزيد من التبعات المرهقة في كل مجالات الحياة، وتزداد صعوبتها حين تبتلع هذه الحروب الجزء الأكبر من ميزانيات الدول على حساب "المواطن".إن تعرض البلاد العربية لغزوات من جهات متعددة متنوعة التوجهات والأفكار لهو أمر خطير، وإن وجود دول غير عربية في سمائها وعلى أرضها لا يقبل تفسيرا غير أنه بداية استعمار بصورة غير تقليدية، مثل تلك التي لم يتعاف منها الوطن العربي بعد استقلاله. ورغم أن الحديث في الغرف المغلقة يجري حول استراتيجيات جديدة حول التقينات والطاقة تجعل من الثروات العربية أمرا غير ذي بال كما تصوره وسائل الإعلام، فإن هذه التقنيات والطاقة الجديدة مثل استخدام طاقة الشمس أو الماء وغيرها إنما تحتاج إلى وقت غير قصير للاعتماد عليها كليا دون النفظ العربي.ولا يغيب عن الحسبان الموقع الاستراتيجي للسيطرة على كل ما ترى القوى المتحاربة أنها في حاجة إليه حاضراً ومستقبلاً، وسيبقى مكانها الأهم هو الوطن العربي.* (كاتب فلسطيني - كندا)