الإسلام بعيون غربية!

نشر في 04-04-2016
آخر تحديث 04-04-2016 | 00:00
 صالح القلاب قبل اثني عشر عاماً، كتب د. مراد هوفمان أنه كمسلم يرى أن من واجبه تنبيه المسلمين إلى أنهم يجب أن يقوموا بجهود كبيرة لجعل الإسلام أكثر جاذبية وحيوية في الغرب، وطالبهم - أي طالبنا - بالتوقف عن الخلط بين الدين الإسلامي والحضارة الإسلامية، وبين المقاصد الرئيسية والثانوية في هذا الدين العظيم، وبين العادات والعبادات، وبين الأحاديث الصحيحة وغير الصحيحة، وبين الشريعة والفقه.

فهل يأمر الإسلام المرأة بأن تغطي كل وجهها ما عدا عين واحدة كما في جنوب الجزائر، مما يجعلها عرضة لحوادث السيارات؟ وهل يأمر الإسلام بأن تغطي فمها وأنفها بغطاء من الجلد، كما يحدث في اليمن؟ وهل مثل هذه الممارسات تكتسب نوعاً من الشرعية بالممارسة لفترات طويلة وتصبح جزءاً من العقيدة؟!

ويقدم د. هوفمان نماذج من الأسئلة التي يطرحها المسلمون، أو بعضهم، على أئمتهم وتصيبه بالذهول ومنها:

هل الاستماع إلى الموسيقى حرام شرعاً؟ وهل تلوين الشعر ينقض الوضوء؟ وهل وضع غطاء من الذهب على الأسنان حرام؟ هل يجوز للمسلم شرب بيرة (جعة) خالية من الكحول؟ هل استخدام اليد اليسرى حرام؟

ويعلق د. هوفمان على كل هذا قائلاً إن انشغال المسلمين بمثل هذه الأمور يجعلهم يبدون أمام الغرب وكأنهم يعيشون في عصر غير العصر الذي يعيش فيه العالم، وكذلك فإن عدم التفرقة بين الأمور الإلهية الصريحة والاجتهادات البشرية في أقوال الفقهاء والمفسرين والاعتماد على أحاديث غير مؤكدة يجعل صورة الإسلام في الغرب مشوهة.

ويعلق د. هوفمان على ما يردده خطباء المساجد من حديث "كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار" قائلاً: "إن هؤلاء لا يفرقون بين البدعة الحسنة والسيئة، مع أن الحديث صريح: "مَن سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها".

ويحذر د. هوفمان من أن الإسلام ليس ملكاً للمسلمين في البلاد الإسلامية فقط، ولكنه للمسلمين من كل الجنسيات وكل البلاد، وإذا لم يطور المسلمون في العالم الإسلامي مناهجهم وأساليب البحث لديهم ويسايروا العصر، فقد تنتقل خصوبة الفكر اللازمة لتجديد الفكر الإسلامي إلى مراكز في الغرب مثل: أكسفورد وليستر وكولن وباريس، بدلاً من المراكز التقليدية في البلاد الإسلامية، وليس مستبعداً أن يقود حركة الإحياء والتجديد في الإسلام مفكرون مؤهلون من خارج العالم الإسلامي، فيكون ذلك تحقيقاً للنبوءة القائلة: "بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً".

***

لقد استعنت ببعض ما قاله د. هوفمان لأشير إلى أن تنظيماً منحرفاً وإرهابياً كـ "داعش" يجد في كثير من الخزعبلات الطارئة على الدين مادة يتوكأ عليها ليرتكب كل هذه الجرائم والموبقات التي يرتكبها، وأن حشو أذهان ورؤوس الأجيال الصاعدة من أبنائنا ببعض الموروث المشوه المنسوب إلى من يعتبرهم بعض المصابين

بـ "الأمية الإسلامية / الفقهية" علماء وأئمة يجب الاقتداء بهم والسير على خطاهم، هو ما يؤدي إلى كل هذه الانحرافات الخطيرة.

back to top