متاعب الجمهوريين تتصاعد وساوث كارولينا ستكون حاسمة

نشر في 17-02-2016 | 00:01
آخر تحديث 17-02-2016 | 00:01
No Image Caption
• تعطيل تعيين بديل القاضي سكالا قد ينقلب ضدهم
• المؤسسة الحزبية تصعد المواجهة للتوحد خلف مرشح
وسط إجماع على أن معركة ساوث كارولينا ستكون حاسمة لناحية تحديد الاتجاه الرئيسي للناخبين الجمهوريين في السباق الرئاسي، لا يزال الحزب الجمهوري يعاني تعدد المرشحين الذين يضعفون الحزب في المواجهة مع المرشحين الديمقراطيين القويين هيلاي كلينتون وبيرني ساندرز، إلى جانب بروز نجم دونالد ترامب من خارج المؤسسة الحزبية والطقم السياسي التقليدي، في حين قد تتحول وفاة قاضي المحكمة العليا أنتونين سكاليا إلى لعنة تنقلب ضدهم في انتخابات الكونغرس.

لم يكن ينقص الانتخابات الأميركية، التي دخلت مراحل حامية سوى الوفاة المفاجئة للقاضي المحافظ أنتونين سكاليا، عضو هيئة المحكمة العليا الأميركية.

فالانقسام السياسي الحاد، الذي لم يسبق أن طبع الحياة السياسية الأميركية والذي تحدث عنه مطولاً الرئيس باراك أوباما قبل أيام، بدأ يأخذ أبعاداً أكثر حدة مع تراجع اللغة الوسطية لمصلحة خطاب أيديولوجي وهجمات تنحو لشخصنة الصراع، خصوصاً في أوساط الحزب الجمهوري.

«الأرجحية» مهددة

غياب سكاليا، الذي عينه الرئيس الراحل رونالد ريغان قبل 30 عاماً، أفقد الجمهوريين أرجحيتهم داخل المحكمة. وتحولت دعوتهم إلى تجميد تعيين بديل له على يد أوباما، إلى مادة تحريضية للمرشحين الجمهوريين، وبنداً من بنود الصراع مع الديمقراطيين.

فهم كانوا يطمحون الى استكمال سيطرتهم على السلطة التنفيذية عبر انتخاب رئيس جمهوري، في حين يسيطرون على مجلسي الشيوخ والنواب، وعلى السلطة القضائية.

غير أن وفاة سكاليا وضعت الجمهوريين في موقف حرج حيث تشير كل التعليقات والتحليلات، إلى أن اعتراضهم على تسمية بديل له، قد تهدد صدقيتهم وتعرض العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين إلى خسارة الانتخابات الجزئية الخريف المقبل، بسبب إصرارهم على تعطيل حق دستوري هو من صلاحيات الرئيس، خصوصاً أن المدة المتبقية تقرب من السنة، مما قد يهدد بتعطيل التشريع والبت بالقوانين المعلقة ويؤدي الى أضرار كبيرة.

أوباما، الذي رد على «التهويل» الجمهوري، قائلاً، إنه سيأخذ الوقت الكافي لاختيار البديل، تشير كل التقديرات إلى أنه سيختار مرشحاً يحظى بكل من الاحترام والإجماع من الحزبين، ما قد يحرم الجمهوريين المناورة والاستئثار بسلطات مطلقة في المرحلة المقبلة.

غير أن متاعب الجمهوريين لا تختصرها معركة تعيين بديل للقاضي الراحل.

المؤسسة الحزبية تصعد

فقد بدا واضحاً أن المؤسسة الحزبية، التي تسعى الى إعادة توحيد الحزب خلف مرشح يمثل قيمه ومبادئه، قررت رفع سقف المواجهة مع «الدخلاء» و«المتمردين»، في ظل عودة لغة التهديد المتبادلة مع المرشح الذي يتقدم استطلاعات الرأي والنتائج الأولى دونالد ترامب.

آل بوش

قيام الرئيس السابق جورج بوش للمرة الأولى منذ مغادرته منصبه قبل سبع سنوات بالترويج لشقيقه جيب بوش في ولاية ساوث كارولينا، وإعلانه أنه جزء لا يتجزأ من «المؤسسة الحزبية» أو «الاستابلشمنت»، اعتبره العديد من المراقبين إعلاناً صريحاً عن نية الحزب بدء عملية التخلص من «الأثقال» التي ينوء تحتها  في هذا السباق الصعب والقاسي.

ترامب يجدد تحذيراته

ترامب من جهته، حذر الحزب بأنه ينقض الاتفاق معه ويحرمه من المساواة في التعامل، مهدداً عبر معاونيه وأعضاء حملته بأنه على استعداد لاستكمال السباق منفرداً وبشكل مستقل.

ويرى مراقبون أن نتائج الانتخابات التمهيدية، التي ستجري في ولاية ساوث كارولينا السبت المقبل، قد تشكل منعطفاً حاسماً في مسيرة المرشحين الجمهوريين.

فإذا تمكن جيب بوش من الفوز فيها أو على الأقل تحقيق نتائج جيدة، عندها سيكون خروج الجراح بن كارسون أمراً تلقائياً في ظل أرقامه المتواضعة ليلحقه ماركو روبيو، وحتى جون كاسيش إذا عجز الأخير عن تحقيق مفاجأة، ليستقر التنافس على الثلاثي ترامب بوش وتيد كروز.

مناظرة على يومين

حتى ذلك الوقت، تتجه الأنظار إلى اللقاء المفتوح مع الجمهور، الذي ستجريه محطة «سي إن إن» مع المتنافسين الجمهوريين الستة اليوم الأربعاء وغداً الخميس.

وهي اختارت بوش وترامب وكاسيش معاً وكروز وروبيو وكارسون في اليوم التالي، حيث يتوقع أن تحظى بمتابعة استثنائية يتقابل فيها الخصوم الرئيسيين وجهاً لوجه، على أمل ألا تتكرر حفلة «الجنون» التي سادت مناظرة السبت الماضي، وخرج فيها غالبية المتنافسين من ضوابطهم الشخصية.

back to top