نعم إنها الكويت الغالية، وهل هناك وطن غيرها إنها كويت المحبة والسلام، الكويت التي اختارها العالم لتكون المركز العالمي للإنسانية، وليكون سمو أميرها أميراً للإنسانية، هكذا كانت وهكذا ستكون دائما "إذا صكت حجايجها ما لها إلا الكويت وقيادتها"، وها هي الكويت الآن تستعد لاستقبال وفود السلام اليمنية التي نأمل أنها ستعمل جاهدة لوقف الحرب التي دخلت عامها الثاني، فمن منا لا يُدمي قلبه هذا الاقتتال بين إخوة يجمعهم الأصل والعرق والعقيدة؟

Ad

نتمنى أن تعمل وفود السلام اليمنية من أجل إحلال السلام والمحبة في اليمن السعيد، يمن سيف بن ذي يزن وعرش بلقيس والملكة أروى ودولة سبأ وحمير، يمن التاريخ والحضارة، إذ ستبدأ مفاوضات السلام بعد أن توصلت الأطراف المتنازعة إلى قناعة بأنه لن يكون هناك منتصر، ولكن بالتأكيد سيكون هناك خاسر واحد هو اليمن وأهله، ولن أقول "مكوناته"، فاليمن لأهله رجاله ونسائه وأطفاله.

 لكم هو مؤلم أن نرى هذه المليارات من الأموال تهدر لشراء الأسلحة، وآلة القتل والتدمير بدل أن تنفق من أجل البناء والتعمير، لكم نتمنى أن تتوصل الأطراف اليمنية إلى اتفاق لقيام حكومة يمنية الهوى، يمنية الولاء والانتماء بعيدا عن "المحاصصة" التي دمرت بعض دول المنطقة، حكومة تُعطَى الفرصة على مدى أربع سنوات لتعمير بعض ما دمرته الحرب، وليتفرغ الجميع للبناء والتعمير وإعادة بناء جسور الود والمحبة بين أبناء اليمن ومع دول الجوار، والعمل على إنشاء صندوق عالمي لدعم اليمن وانتشاله من المعاناة الإنسانية التى يعيشها.

 وكم يكون رائعا لو حضر حفل التوقيع على الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه بين الأطراف اليمنية المتنازعة أمين عام الأمم المتحدة السيد بان كي مون، وأمين عام الجامعة العربية ليأخذ الاتفاق الصبغة الدولية، ثم من ناحية أخرى ليتم التأكيد على حقيقة أن دولة الكويت ليست مركزاً عالمياً للإنسانية فقط بل للسلام والأمن الدوليين، وليس مستبعداً أن يتم نقل محادثات السلام السورية من جنيف إلى الكويت.

ندعو من القلب أن يوفق الله هذا المسعى الطيب من الكويت وقيادتها في نشر السلام والأمن والرخاء في المنطقة، وأن يحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

جنة الخلد... اليمن

عصفورتان في الحجاز حلتا على فنن

في خامل من الرياض لا ندّ ولا حسن

بينا هما تنتجيان سحرا على غصن

مر على أيكهما ريح سرى من اليمن

حيا وقال: درتان في وعاء ممتهن

لقد رأيت حول صنعاء وفي ظل عدن

خمائلا كأنها بقية من ذي يزن

الحب فيها سكر والماء شهد ولبن

لم يرها الطير ولم يسمع بها إلا افتتن.