رائحة الفم الكريهة... أسبابها وعلاجها
لا تنحصر حالات الفم الكريهة في عمر معيّن أو في لون بشرة أو في جسم نحيف أو بدين. فهي تصيب معظم الناس من مختلف الأجناس والأعمار، وكثيراً ما عاناها المشاهير كما العامة، والذكور كما الإناث. فما أَسباب هذه الحالة، وما هي كيفية معالجتها؟
تزداد منتوجات إزالة الرواسب وروائح الفم الكريهة تصاعداً، وتتضاعف الشركات التي تبحث عن أدوات وأساليب وأنواع جديدة غير المعاجين والخيوط الطبيّة والسوائل التي ترطب الفم وتمنحه نكهة النعناع، والعلكة بمذاقها المختلف والحبوب التي تقتل البكتيريا إضافة إلى طعمها اللاذع.فلماذا الاهتمام التجاري والصحي بهذه المسألة؟ ولماذا يتهافت الناس على شراء هذه المنتوجات واستعمالها؟جواب واحد بسيط: لأنّ الآخرين ينزعجون عندما يقتربون منّا وتدخل رائحة لهاثنا الكريهة في أنوفهم، فينفرون ويبقون على مسافة منّا في اللقاءات التالية، لأنّ الرائحة التي تنشقوها تبقى مسجلة في ذاكرتهم ومن الصعب أن تزول.فما هي الأسباب التي تؤدي إلى تكوين رائحة كريهة في الفم وما هي وسائل معالجتها الممكنة؟عوامل رئيسةثمة عوامل وأسباب عدة لرائحة الفم الكريهة التي ربما لا يعلم أصحابها أحياناً، أنها مشكلتهم، وعندما يعرفون ذلك يخجلون، حتى من مصارحة الحبيب، وأهمها:يحتوي اللسان، كما يوضح الخبراء، على نسبة كبيرة من البَكتيريا تسبّب نحو 85% من كميّة الروائح التي تصدرها من الفم، فأكثرها يكمن في الجزء الخلفي منه، حيث لا تصل فرشاة الأسنان.اللعاب عامل مساعد في عمليّة الهضم، وغسل البكتيريا وتنظيف الأسنان واللسان من بقايا الطعام، إذ يحتوي على آليات وإفرازات خاصة ضد البكتيريا. فالانخفاض المؤقّت أو الدائم لكميّة اللعاب، يُسبِّب تكاثرُ البكتيريا.• تبعث أمراض اللثة أيضاً رائحة غير مرغوب فيها، كما أن لها علاقة مع أمراض أُخرى أيضاً، خصوصاً أمراض القلب.• بعضُ الأمراض كالسرطان، والسكّري، وأمراض الكبد والكلى، يساعد في انبعاث الرائحة الكريهة، إضافة إلى بعض الأدوية المعالجة.• الإدمان على التدخين، وهو أمر يلمسه جميع المدمنين.• تناول بعض الأطعمة، خصوصاً البصل والثوم، وتدوم الرائحة لأكثر من يومين.• بقايا الطعام العالقة في الفم وبين الأسنان، التي تتخمّر بعد دقيقتين من بقائها في الفم وتبعث رائحة مقيتة. • عدم تنظيف الفم باستعمال الفرشاة والخيط الطبّي.المعالجة والنصائحينبغي أن يؤخذ موضوع المعالجة بشكل جِدّي، لأنّ هذه الحالة تسبِّب مشاكل عدة أهمها عدم الثقة بالنفس، فيبقى هؤلاء بعيدين عن المجتمع، أَو يتمّ استبعادهم، ما يُسبِّب لهم مشاكل اجتماعيّة ونفسيّة. ناهيك عن كثير من العلاقات الزوجية التي تفشل أو تتراجع لهذه الأسباب.• الحفاظ على نظافة الفم، يزيل أكثر من 75% من البكتيريا المسببة للرائحة الكريهة، وما على الذين يعانون هذه الحالة، سوى اتباع ما يأتي لاستعادة وضعهم الطبيعيّ في المجتمع:• النصيحة الأُولى في هذا المجال هي، تنظيف الأسنان بالفرشاة، مرتين في اليوم صباحاً ومساء، لمدة دقيقتين على الأقل، ذلك بالطريقة الصحيحة التي يعلّمنا إياها الطبيب الاختصاصيّ بالأسنان.• فرك اللسان، خصوصا ًإذا كان أبيض اللون، بفرشاة يدوية أو كهربائية والدخول إلى أقصى مكان ممكن في الفم.• استخدام فرشاة أسنان جيدة، بالإضافة إلى الخيط الطبيّ.• استخدام المعجون الذي يحتوي على مضادات للبكتيريا.• استخدام محاليل غسول الفم مرتين يومياً، فهي تقلِّل بشكل كبير من تكاثر البكتيريا شرط عدم غسل الفم مباشرة بعد المضمضة، بل الانتظار لدقائق معدودات.• القيام بزيارة طبيب الأسنان بشكل دوري، للكشف على التسوّس أو الخراجات وللتنظيف الصحي.• الثوم عنصر مطيّب في كثير من أطباق الطعام، وللأسف له جانب سلبيّ، إذ تمتدّ رائحته في الجهاز الهضمي لمدة 72 ساعة، وللقضاء على رائحته يجب تناول البقدونس ومضغه جيداً، لأنّه يحتوي على كميّة كبيرة من الكلوروفيل التي تعتبر معطّر أنفاس طبيعياً. ويمكن اختيار العلكة بطعم النعناع القويّ، كذلك يعمل شرب الحليب واللبن على تقليل الرائحة، ناهيك بتناول الأطعمة الباردة بدلاً من الحارّة.• يُنصح بالتقليل من استهلاك الثوم والبصل والأجبان، خصوصاً قبل المواعيد واللقاءات.العلاج الجراحييمكن للوسائل الآنفة أن تخفِّف نسبة كبيرة جداً من رائحة الفم، وإذا لم تزل بالطرائق التقليديّة، فيمكن الانتقال إلى العلاج الجراحيّ، بعد استشارة الطبيب المختص، وتكون العمليَّة عادةً بواسطة الليزر، وإذا تعثّرت فبواسطة الجراحة. أمّا الهدف منها فهو إصلاح مناطق البلعوم واللوزتين حيث تتراكم بقايا الطعام وتصبح بيئة صالحة لنمو البكتيريا.