استنكرت رئيسة المجلس الوطني الاتحادي في الإمارات د. أمل القبيسي استمرار احتلال إيران الجزر الإماراتية، مشيرة إلى أن الإمارات متمسكة بحقها العادل في جزرها المحتلة منذ سنوات، وأنها سلكت ومازالت تسلك الطرق السلمية لاستعادتها، سواء من خلال المفاوضات المباشرة مع إيران أو عن طريق مجلس الأمن أو محكمة العدل الدولية.
وقالت القبيسي، في حوار مع "الجريدة"، على هامش مشاركتها في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي، الذي عقد مؤخرا في القاهرة، إن الإمارات ترفض التدخلات الإيرانية في شؤون دول مجلس التعاون، وخاصة البحرين والسعودية، لافتة إلى أن إيران أظهرت نواياها تجاه المنطقة من خلال تمويل الإرهاب في البحرين واليمن، والتدخل في شؤون الدول الخليجية الأخرى.وشددت على "ضرورة أن تكون هناك وحدة عربية استراتيجية تعمل على مواجهة التحديات الحالية أمام وطننا العربي، وتستشرف المستقبل"، معربة عن أسفها "لما يجري في دولنا العربية، لاسيما العراق وليبيا واليمن وسورية".وطالبت الدول العربية كافة بأن تتوجه نحو مساعدة هذه الشعوب، "ليس إنسانيا أو إغاثيا فحسب وإنما تنمويا وتعليميا وصحيا، من أجل إخراج شعوب هذه الدول من الوضع المأساوي الذي يعيشونه في دولهم، في ظل حمامات الدم المستمرة".وحول علاقة المجلس الوطني الاتحادي بمجلس الأمة الكويتي أضافت القبيسي: "تجمعنا مع مجلس الأمة علاقة وطيدة جدا تجسد التعاون والتكاتف بين البلدين الكويت والإمارات"، مشيدة بجهود رئيس المجلس مرزوق الغانم، ودفاعه عن القضايا العربية، خاصة عندما كان رئيسا للاتحاد البرلماني العربي وانتصاره للقضية الفلسطينية.وعن التجربة السياسية للمرأة الكويتية، أكدت أن المرأة الكويتية تعتبر مثالا يحتذى خليجيا وعربيا، خاصة بعد نيلها الحقوق السياسية، واصفة تجربتها بالرائدة والرائعة، وأنها تعتبر كفاءة في كل المناصب والميادين التي تبوأتها، وليس على صعيد العمل السياسي فحسب... وفيما يلي نص الحوار: ● ماذا عن إنجازات مؤتمر الاتحاد البرلماني في دورته الثالثة والعشرين؟- كان المؤتمر الثالث والعشرين متميزا، وتم التركيز على القضايا العربية والاسلامية، ووحدة الصف الخليجي والعربي، وتأكيد أهمية القضية الفلسطينية لتكون الأولى في عالمنا العربي، وأن نعمل كبرلمانيين عرب على تعزيز كل الجهود الرامية للحفاظ على حق الفلسطينيين في أراضيهم والعودة لمفاوضات السلام والعمل واستقرار عالمنا العربي".● كيف تنظرون كبرلمانيين عرب إلى ما يجري في الوطن العربي من أحداث؟- ما نشهده في بعض دولنا العربية مؤلم جدا، خصوصا ما يجري في سورية والعراق وليبيا واليمن، أمور وقضايا تدمي قلوبنا، وتستدعي منا كبرلمانيين وحكومات أن نقف وقفة متكاملة إزاء ما يحدث في تلك الدول والشعوب، حيث تم التأكيد من خلال مؤتمر الاتحاد البرلماني على ضرورة استمرار التحالف العربي والإسلامي تجاه أي تدخل سافر ضد وطننا العربي وإعادة جهود التنمية لدعم هذه الدول، ليكون العمل والتضامن ليس على المستوى الإنساني والاغاثي فحسب وإنما يتجاوز ذلك الى جهود تنموية حقيقية نقوم عبرها بإعادة بناء الإنسان من خلال التعليم وتوفير الخدمات الصحية والمستشفيات وكل نواحي الحياة الكريمة لشعوبنا العربية.● هل تم الاتفاق على استراتيجية عربية من خلال مؤتمر الاتحاد البرلماني؟- نحن مستمرون من خلال ما تقدمنا به في المؤتمر البرلماني عبر المجلس الاتحادي الاماراتي في تأكيد أهمية وجود استراتيجية موحدة لنا كبرلمانيين عرب تعالج تحديات الحاضر وتقوم على استشراف المستقبل.● ماذا عن جهودكم كبرلمانيين في مكافحة الارهاب والتطرف؟- تعتبر مكافحة الإرهاب من أولوياتنا خلال المرحلة الحالية والمستقبلية والعمل على الحد من التطرف واسترجاع ديننا الحنيف، نظرا لاختطاف الاسلام الامر الذي بات للاسف يفقدنا هويتنا الاسلامية ومبادئنا السمحة، ويجب ان نعيد تنظيم انفسنا لنقف سدا منيعا تجاه الارهاب الفكري والعقلي والعمل على تشكيل علمي مدروس لتجفيف منابع الارهاب، كما اننا في الجانب الآخر يجب ان نتجه لدعم الجهود التنموية ودعم مصادر الطاقة وتطوير المناهج المشتركة التعليمية والدينية وتعزيز الجهود الاقتصادية والثقافية والعمل على الاهتمام بقضايا البيئة والتغير المناخي نظرا لاننا نقع ضمن منظومة عالمية على هذا الصعيد، وفي الوقت الذي نعمل على مواجهة تحديات الحاضر لابد ان نستفيد لاستشراف المستقبل، واذا لم نقم بذلك من خلال جهود عربية مشتركة لن يكون لنا وجود في المستقبل.● أين وصلت قضية الجزر الاماراتية؟ وما الجهود المبذولة لاستعادتها؟- الجزر الاماراتية المحتلة حق مشروع وعادل لدولة الامارات، ونرفض الاحتلال الايراني الذي استمر فترات طويلة رغم مطالباتنا السلمية بضرورة البحث عن حل عادل عن طريق اللجوء لمجلس الامن او اللجوء لمحكمة العدل الدولية أو عن طريق المفاوضات المباشرة السليمة.وحتى الآن لم تتم الاستجابة لمطالباتنا السلمية من قبل السلطات الايرانية، ونحن نجدد ونؤكد تمسكنا كإماراتيين وأصحاب حق بجزرنا الإماراتية المحتلة، ونرفض تدخل إيران واحتلالها لأراضينا، كما اننا نرفض تدخلها في الشؤون العربية أو دول مجلس التعاون خاصة بعد تدخلاتها وتمويلها بعض الميليشيات في اليمن الشقيق والبحرين، وكان لدولة الامارات موقف حاسم تجاه تلك التدخلات من خلال مشاركتها بعاصفة الحزم واعادة الامل والتحالفين العربي والاسلامي، وتأكيد مبدأ الشرعية حيث ان نصرة الاشقاء مبدأ اساسي للامارات لا يتغير ويعتبر احد مكونات وقيم دولتنا.● كيف تقيمين التعاون بين مجلس الامة الكويتي والمجلس الاتحادي الاماراتي؟- دولتا الامارات والكويت شقيقتان منذ الازل وتجمعنا وحدة المصير والدم والمستقبل الذي نعد له، وننظر له وعملنا على المستوى السياسي يترجم من خلال تعاون وتكاتف وتعاضد قياداتنا وتكاتف حكومتنا ومحبة وتلاحم شعبنا وما ترجمناه من خلال علاقتنا بالمحافل البرلمانية المختلفة بين المجلس الوطني للاتحاد والبرلمان الكويتي الذي يمثله رئيس المجلس مرزوق الغانم الذي نوجه له كل التحية والتقدير والثناء على الجهود الكبيرة التي يبذلها على المستويين العربي والدولي في توحيد جهودنا العربية، كما نشكره على جهوده المتميزة التي بذلها خلال رئاسته للاتحاد البرلماني العربي الذي اسهم خلاله تطوير العمل بهذا الاتحاد وتجسيد العمل المشترك وانعكاسات ذلك على القرارات الصادرة والتوصيات وسعيه الفعلي للتركيز على القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.● ما هو الطموح من خلال العلاقة الفاعلة بين مجلس الأمة والمجلس الاتحادي؟- هناك كثير من الإنجازات المشتركة بين البرلمان الكويتي والمجلس الاتحادي الإماراتي، لكن أهم تلك الإنجازات هناك عمل نعمل على انجازه وتكريسه جميعا، وهو ضمان أمننا العربي الخليجي المشترك، والعمل على حفظ الشعوب العربية وسلامتهم وأمانهم.● كيف ترين التجربة السياسية للمرأة الخليجية بعد حقوق المرأة السياسية في الكويت وتقلد امرأة منصب رئيس المجلس الاتحادي الإماراتي؟- نشيد بإخواتنا في شتى الدول العربية والخليجية، وخاصة الكويتيات، ونؤكد أن تجربة المرأة الكويتية في العمل السياسي كانت رائعة ورائدة، وخاصة في مجالات التعليم والتنمية والصحة وفي كثير من المجالات والمناصب التي تبوأتها مما سطر نجاحات واسعة للمرأة الكويتية على هذا الصعيد، وكانت التجربة السياسية للمرأة الكويتية مشرفة جداً، ونتمنى من خلال تمكين المرأة على كل الأصعدة خاصة على الصعيد السياسي ان تشهد التنمية السياسية للمرأة على كافة دول مجلس التعاون، وأن يكون هناك تطور نوعي ليس من خلال المشاركة بعدد أكبر فحسب، انما بكل المجالات الأخرى التي تكون فيها المرأة الخليجية فاعلة حين توجد لدى الدول الخليج كفاءة ضخمة في الكويت والسعودية وجميع دول الخليج، ونحن سنقدم كل الدعم للمرأة الخليجية من خلال عملنا وتولينا رئاسة البرلمان العربي ان نركز على جهود تمكين المرأة السياسية بشكل يجعلنا نحصد نتائج أكثر ايجابية بكل مكان، ونحن في هذا الصدد نشيد بالمرأة الكويتية في كل مكان ومجال تبوأته، سواء كانت في مجلس الأمة او ميادين العمل الأخرى، فهي - ما شاء الله - تمثل طاقة جبارة ومثالا يحتذى على صعيد النساء.إشادة بالغانمأشادت القبيسي بالدور الكبير الذي يؤديه رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم في الاتحاد البرلماني العربي، وانتصاره لقضايا العرب وخاصة القضية الفلسطينية ومكافحة الارهاب والتطرف، والحرص الشديد على تعزيز الهوية العربية وأمن شعوبها، مشيرة الى ان الغانم يعد أحد البرلمانيين العرب الذين ساهموا في تطوير الاتحاد البرلماني العربي، خاصة خلال فترة رئاسته للاتحاد.الديمقراطية الكويتيةنوهت القبيسي بالديمقراطية الكويتية والتجربة البرلمانية في مجلس الأمة، مشيرة الى ان مجلس الامة الكويتي يعد من البرلمانات القوية ويزخر بكفاءات سياسية كبيرة، وساهم في ترسية القواعد السياسية والديمقراطية في الكويت.شعب واحدأكدت القبيسي أن الكويت والامارات يعتبران شعبا واحد، وتجمعهما وحدة الدم والدين والصف، مشيدة بالعلاقات بين البلدين، وأكدت أن شعبي البلدين يزخران بكفاءات وخبرات كبيرة من الممكن ان تتطور من خلالها منظومة مجلس التعاون الخليجي، الى جانب إخوتهم من الدول الشقيقة الأخرى. التعليم أولاًشددت القبيسي على ضرورة أن تهتم الدول العربية بالتعليم الذي يجب أن يكون مكفولا لكل عربي، مشيرا الى أن التعليم رسالة، وهو من يعد أبناءنا لمواجهة المستقبل، مؤكدة أهمية أن تركز دولنا الخليجية والعربية جهودها نحو تطوير التعليم والمناهج، بهدف إعادة الدور الريادي لدولنا على هذا الصعيد.القبيسي أول امرأة خليجية ترأس مجلساًتعتبر القبيسي أول إماراتية تصل إلى قاعة المجلس الوطني الاتحادي في الإمارات العربية المتحدة عبر انتخابات تشريعية، وكانت أول إماراتية تترأس المجلس الوطني، وكان ذلك في الجلسة السادسة التي عقدت في يناير 2012.
محليات
رئيسة المجلس الإماراتي لـ الجريدة.: إيران تتدخل في شؤون دولنا... ومتمسكون باستعادة الجزر المحتلة سلمياً
16-04-2016