رئيس وزراء تركيا يتطلع لتعزيز العلاقات مع إيران

نشر في 04-03-2016 | 22:31
آخر تحديث 04-03-2016 | 22:31
No Image Caption
من غير المرجح أن تؤدي أول زيارة لرئيس وزراء تركي إلى إيران منذ عامين لتضييق هوة الخلافات بشأن الحرب الأهلية السورية لكنها قد تعزز العلاقات التجارية بين البلدين بعد أن مهد رفع العقوبات عن طهران الطريق أمام ازدهار اقتصادي.

وقد تصبح تركيا القوة الاقتصادية الإقليمية واحدة من المستفيدين الرئيسيين من إتباع الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي عزز موقفه بمكاسب الإصلاحيين في الانتخابات الشهر الماضي لخطط لتقوية القطاع الخاص والترحيب بالمستثمرين الأجانب.

ومن أهم الموضوعات على جدول أعمال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو يومي الجمعة والسبت تعزيز الروابط بقطاعي التجارة والطاقة. ويرافق رئيس الوزراء التركي وزيرا الطاقة والتنمية وأعضاء آخرون في الحكومة ورجال أعمال.

لكن مسؤولين من البلدين قالوا إن الخلافات بشأن سوريا التي تؤيد إيران رئيسها بشار الأسد بينما تدعم تركيا معارضيه ستطرح أيضا للنقاش. وتشعر إيران أيضا بقلق من الروابط العميقة لتركيا مع السعودية التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية بطهران.

وقال مسؤول كبير في الحكومة التركية اشترط عدم نشر اسمه "نحن في بيئة بها مشكلات كبيرة وعميقة جدا تتعلق بالتطورات في الشرق الأوسط... من الخطأ توقع أن يتفق البلدان في كل موضوع."

وأضاف "لا نتوقع أن نحل كل شيء في اجتماع واحد لكن من المهم الآن دفع علاقتنا إلى الأمام... ستشكل القضايا الإقليمية لاسيما سوريا وزيادة التجارة والتعاون قاعدة المباحثات."

وبلغت التجارة التركية مع إيران نحو 22 مليار دولار في 2012 قبل تراجعها بشكل حاد إلى أقل من النصف في العام الماضي مع تشديد العقوبات الدولية على طهران. كان وزير الاقتصاد التركي مصطفى إليطاش أبلغ رويترز الشهر الماضي أن أنقرة تهدف للوصول بقيمة التجارة الثنائية مع إيران إلى 30 مليار دولار بحلول 2023.

وقال مصدر في قطاع صناعة السيارات بتركيا قام بعدد من الزيارات إلى إيران في الآونة الأخيرة "تمثل إيران فرصا جادة. إنهم منفتحون للغاية أمام التعاون في المستقبل."

وأضاف "توجد شهية قوية للاستثمارات التركية. إنه بلد مجاور يتحدث الكثير فيه التركية وله ثقافة مشابهة ومن السهل جدا الانخراط في (قطاع) الأعمال الإيراني."

وقال المصدر إن هناك مؤشرات تفيد بتحركات لإجراء إصلاحات في قطاع الصناعة منذ انتخابات 26 فبراير.

وأنهت الانتخابات هيمنة المحافظين على البرلمان ومجلس الخبراء القائمة منذ أكثر من عشر سنوات.

وكان البرلمان المنقضي الذي غلب عليه المتشددون المرتابون من الانفتاح على الغرب عائقا أمام خطط روحاني لتعزيز الاستثمارات الأجنبية والتجارة.

وقال مسؤول كبير في الحكومة الإيرانية "إيران سوق جذابة بشدة لرجال الأعمال الأتراك وستتطرق الزيارة بالتأكيد لسبل تطوير التجارة."

 استقرار متبادل

وقد يكون رفع العقوبات عن إيران في يناير كانون الثاني الماضي نعمة ونقمة على تركيا إذ يتيح للأتراك دخول سوق مربحة سريعة النمو لكنها قد تنافس أنقرة في يوم ما كمقصد للاستثمارات ومركز للتصدير.

وكان الناتج المحلي التركي البالغ نحو 800 مليار دولار في 2014 تقريبا ضعف الناتج المحلي لإيران التي يقطنها عدد مماثل من السكان. لكن الحوافز الحكومية والقوة العاملة المدربة والاحتياطات النفطية الكبيرة قد تساعد إيران في تضييق الفجوة في السنوات المقبلة.

وقال مسؤول تركي آخر إن زيارة داود أوغلو التي يلتقي خلالها بالرئيس الإيراني تأتي في وقت حرج وإن الطرفين يتفهمان أن مستقبلهما الاقتصادي يعتمد على احتواء الاضطرابات الإقليمية.

وقال المسؤول "ينبغي على تركيا وإيران تبني موقف مشترك لحماية البلدين والعمل المشترك ومحاربة (تنظيم) الدولة الإسلامية."

وأضاف "سوريا هي أخطر مشكلة لكن ينبغي تنحية الخلافات في الرأي في مواجهة عدو مشترك. ومن هذا المنطلق قد يكون هذا الاجتماع النواة الأولى."

وقال سينان أولجن رئيس مركز إيدام للأبحاث في اسطنبول إن تركيا وإيران بحاجة لإيجاد قواسم مشتركة ولو قليلة لإبقاء اتفاق وقف الأعمال القتالية الهش في سوريا وتسهيل سبل التوصل لحل سياسي.

وقال "إذا لم تتمكن تركيا وإيران من الاتفاق على هذه الموضوعات فلا يوجد أمل يذكر لحل الصراع في سوريا" مضيفا أن محادثات طهران ستتطرق على الأرجح إلى مستقبل الأسد والانتقال السياسي في سوريا.

وتقول تركيا شأنها شأن الدول الغربية والعربية إنه ينبغي رحيل الأسد بينما تؤيد إيران وروسيا بقاء الرئيس السوري في السلطة.

وسيسعى المسؤولون الأتراك لتنفيذ قرار محكمة التحكيم التابعة لغرفة التجارة الدولية الصادر في فبراير شباط والذي ألزم إيران بتخفيض سعر الغاز الطبيعي التي تصدره إلى تركيا بنسبة 10 إلى 15 في المئة في قضية يعود تاريخها لعام 2011.

وتستورد تركيا عشرة مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي الإيراني سنويا وهو ما يمثل خمس احتياجاتها السنوية. وترغب طهران في مضاعفة الكمية ويقول مسؤولون أتراك إن مشكلات السعر لا تزال نقطة شائكة.

وقال مسؤول تركي ثالث "شراء تركيا المزيد من الغاز الإيراني سيكون تطورا إيجابيا لكن ليس واقعيا في ظل المناخ الحالي."

back to top