فشل النواب اللبنانيون، أمس، في الجلسة الـ35 لانتخاب رئيس للجمهورية بانتخاب شخص يشغل المسيحي الأول في الدولة ووضع حد للفراغ الرئاسي الذي سيبلغ السنتين بعد ثلاثة أشهر.

Ad

ولم تظهر مؤشرات لحلّ هذه الأزمة في المدى المنظور إلا من باب "العجيبة السياسية" في ظل تغيب نواب تكتل "التغيير والاصلاح" و"الوفاء للمقاومة" بالإضافة إلى نواب "المردة" عن الجلسة.

وتتجه الأنظار إلى ذكرى اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في 14 فبراير لترقب الموقف المفصلي لرئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري خصوصاً بعد تبني الحريري لخيار رئيس "المردة" النائب سليمان فرنجية وذهاب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع نحو ترشيح خصمه اللدود رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون.

وقالت مصادر متابعة، إن "الحريري يعقد جلسات مكثفة مع فريق عمله في سبيل الترتيب النهائي لمهرجان "البيال"، بما في ذلك إجراء المقاربات السياسية اللازمة وما ستتضمنه كلمته من مواقف سياسية، وفي مقدمتها الاستحقاق الرئاسي والبلبلة المثارة على هذا الصعيد".

وأضافت المصادر، أن "الذكرى هذه السنة مختلفة بالشكل والمضمون، فمن المتوقع أن تظهر حالة الاعتراض السياسي داخل قوى 14 آذار خصوصاً إذ قرر رئيس القوات الغياب عن المناسبة في سابقة خلال العشر سنوات الماضية".

ولم يطرأ على مشهدية ساحة النجمة أي جديد رئاسي سوى تحديد موعد جديد للجلسة المقبلة في 2 آذار المقبل.

وعلى رغم من أن عدد النواب لم يتجاوز الـ 58 كان لافتاً حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري للمرّة الثانية بعد انقطاع عن 33 جلسة باستثناء الأولى، تحسباً لأي طارئ في موضوع النصاب، وهو ألغى نشاطه في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وتوجه إلى ساحة النجمة لمتابعة مجريات الجلسة.

وأشار وزير الاتصالات بطرس حرب بعد جلسة،أمس، إلى "أننا نحضّر لاقتراح تعديل دستوري يجبر كل نائب حضور كل الجلسات للحفاظ على نيابته، وإلا بعد الغياب 3 مرات تسقط نيابته"، مؤكداً أنه "سنوقع هذا الاقتراح ونقدمه إلى مجلس النواب"، معتبراً أنه "على القوى السياسية المعطلة أن تغيّر رأيها وتحضر الجلسات".

وأضاف: "من يغب من دون عذر شرعي إلى مجلس النواب يعتبر مستقيلاً".

كما اعتبر رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل أنه "حان الوقت أن نحتكم للديمقراطية حتى لو كانت النتائج ليست لمصلحتنا"، مضيفاً: "نأسف للاستخفاف باللبنانيين بعد كل الحراك السياسي، ونأسف لأن النواب أتوا لينتخبوا مرشحين رافضين ممارسة الديمقراطية".

وقال نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان، إن "القوات كانت تأمل بعد مبادرة معراب أن تشهد جلسة اليوم (أمس) انتخاب رئيس".

وأضاف عدوان: "على حزب الله التفاهم مع النائب فرنجية لينسحب لمصلحة العماد عون لأنه المرشح الأساسي لهذه القوى، خصوصاً بعد مقاطعته اليوم".

وتابع:"الخطوة الثانية هي ضرورة تفاهم العماد عون مع مكونات 14 آذار، وخصوصاً المستقبل والكتائب للوصول إلى انتخابه رئيساً".

وتعليقاً على التصريحات الاخيرة للنائب الجميل، قال عدوان:"نحن والكتائب نتشارك عمق المبادئ النضالية والنقاط العشر ترتكز على هذه المبادئ، ولا أستغرب من النائب الجميل الانضمام إلى هذه النقاط". وأضاف :"نحن كقوات لن نسير بأي خروج عن المبادئ العشرة ولا نساير وموقفنا واضح ولن نقبل بحكومة خارج المبادئ".

إلى ذلك، أسف رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، أمس، لتأجيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في ظل وجود ثلاثة مرشحين معلنين، محذراً من "التداعيات السلبية للتمادي في تطيير النصاب، وبالتالي التمادي في التعطيل غير المنطقي وغير الديمقراطي وغير المقبول".

الإمارات تؤجل محاكمة خلية لـ«حزب الله»

أجلت المحكمة الاتحادية العليا في الإمارات أمس برئاسة المستشار القاضي فلاح الهاجري، قضية 3 متهمين بينهم اثنان من الجنسية العربية وثالث من إحدى دول أميركا الشمالية، تتهمهم نيابة أمن الدولة، بإنشاء وإدارة مجموعة ذات صفة دولية تابعة لـ"حزب الله" من دون ترخيص من الحكومة.

وقررت المحكمة تأجيل الجلسة إلى 15 فبراير الجاري للاستماع لشاهد الإثبات في القضية وللدفاع.

حوري: اللبنانيون في الخليج بخطر

اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري أمس، في مؤتمر صحافي بمجلس النواب، أن وضع اللبنانيين في دول مجلس التعاون الخليجي ليس بخير. وقال حوري: "منذ اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة وبعده اجتماع وزراء خارجية الدول الاسلامية في جدة، يطالعنا وزير الخارجية جبران باسيل دائما بأنه يعتمد سياسة النأي بالنفس التي أقرتها الحكومة، مستنتجا أن هذا هو الموقف السليم".

وأضاف حوري أنه "بعد هذين الموقوفين ليس صحيحا أن وضع اللبنانيين في دول مجلس التعاون الخليجي بخير، ولا أن 650 ألف لبناني في هذه الدول وضعهم بخير، وأن السبعة مليارات دولار التي تحول سنويا من هذه الدول الى لبنان هي بخير وبأمان".

وتابع: "كنا نأمل بمواقف جديدة تصلح الموقف الذي حصل في القاهرة أو في السعودية، ولكن حتى اللحظة لا يزال هناك هروب الى الأمام. وقد شاهدنا رجال الاعمال في المملكة العربية السعوية يقومون بجولات في الفترة الاخيرة على الكثير من القيادات التي أعطت مواقف إيجابية في هذا المجال"، مستدركا: "ولكن يا للأسف بقيت مواقف نظرية غير قابلة للصرف والتطبيق".  وأوضح أن "المطلوب اليوم من الحكومة اللبنانية أن تتخذ موقفا سريعا وحازما في اتجاه مجلس التعاون الخليجي، استباقا لمخاطر تحوم في الأفق. وهذه المخاطر، إذا أصابت لا سمح الله، اللبنانيين، فهي ستصيبنا جميعا".