قالت مساعدة وزير الخارجية للشؤون الإفريقية سابقاً، السفيرة منى عمر، إن السودان يرى في سد النهضة الإثيوبي فائدة له ولا يدعم الموقف المصري، معتبرة أن تصريحات الرئيس السوداني عمر البشير التي تثير أزمة «حلايب وشلاتين» سببها ادعاءات بطولية مرتبطة بالشأن الداخلي السوداني، مؤكدة في مقابلة مع «الجريدة» أن إثيوبيا لم تخرق اتفاق المبادئ حتى الآن. وفيما يلي نص الحوار:

Ad

• ما تقييمك لموقف السودان وحديث المسؤولين السودانيين عن دعم الجانب المصري في مفاوضات سد النهضة؟

- السودان طرف أصيل في القضية، وهذا الطرف ليس داعماً لمصر، وهم يرون أنهم سيحققون استفادة من السد، وأن مصر لن يقع عليها ضرر نتيجة إنشائه، لذا لا يدعمون الطرف المصري بقوة في المفاوضات.

• وهل الأمر مرتبط بإعادة الجدل بشأن منطقة «حلايب وشلاتين» الحدودية مع السودان؟

- الرئيس السوداني عمر البشير يثير مسألة حلايب وشلاتين بدافع سياسي داخل بلاده لكي يخطب ود الرأي العام السوداني، لأهداف لها علاقة بالصورة البطولية له أمام شعبه، محاولا تصوير الأمر على أنه قادر على الاستحواذ عليها، وهي مسألة ليس لها علاقة مطلقاً بالوضع الحقيقي على الأرض، الذي يؤكد أن «حلايب وشلاتين» مصرية وتقع تحت السيادة المصرية، ولن تتنازل عنها مصر تحت أي ظروف.

• وهل ترين أن هناك علاقة بين حضور الرئيس عبدالفتاح السيسي القمة الإفريقية بإثيوبيا وأزمة السد؟

- على الإطلاق، فموضوع سد النهضة تتم مناقشته بين مصر والسودان وإثيوبيا، ولن يتم طرحه على الاتحاد الإفريقي، لكن مشاركة الرئيس مرتبطة بحصول مصر على عضوية مجلس الأمن والسلم الإفريقي، إضافة إلى العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن، فمصر أصبحت حلقة وصل مهمة بين دول القارة الإفريقية والعالم، إضافة إلى تقديم التقرير الخاص بتأثير التغيرات المناخية على القارة، فضلا عن اللقاءات الثنائية التي تتيحها هذه القمة للرئيس مع قادة الدول الإفريقية ومشاركة مصر في اجتماعات دول تجمع الساحل والصحراء الذي سيعقد اجتماع وزراء دفاعها في القاهرة خلال مارس المقبل.

• ما تقييمك لمسار المفاوضات المصرية- الإثيوبية بشأن السد، التي تنعقد جلسة جديدة لها فبراير الجاري في الخرطوم؟

- جدول المفاوضات يسير في مساره الأخير، ويجب أن تكون هناك مطالبة للمكاتب الفنية، التي ستقدم الدراسات إلى الدول الثلاث، بالإسراع في تنفيذ الدرسات خلال الفترة المقبلة لتحديد الآثار الناتجة عن السد الإثيوبي من أجل احتوائها، حتى لا تكون سببا في الإضرار بمصر والسودان، وإثيوبيا حتى الآن لم تخرق الاتفاق الثلاثي الذي تم توقيعه على مستوى الرؤساء بعدم البدء في ملء بحيرة السد إلا بموافقة مصر والسودان، فإثيوبيا متعهدة أمام العالم بعدم الإضرار بمصالح مصر المائية، ومسؤولوها يدركون خطورة الموقف بالنسبة لمصر، فمياه النيل قضية حياة أو موت بالنسبة لمصر وليست رفاهية، لذا فإن سرعة التحرك مطلوبة للانتهاء من الدراسات.

• ما فرص التصعيد أمام الجهات الدولية؟

- مسألة التحكيم الدولي ستكون في مصلحة مصر، استناداً إلى الاتفاقيات الموقعة بين دول حوض النيل من قبل، ويمكن توضيح الآثار السلبية التي ستنتج عن السد على الجانب المصري بوضوح، إضافة إلى أن ميثاق الأمم المتحدة ينص على حق الشعوب في الحياة، والحياة بالنسبة للمصريين هي مياه النيل، باعتبارها المصدر الرئيس للشرب والزراعة، والفترة المقبلة هي التي يمكن من خلالها التنبؤ بمستقبل مسار المفاوضات بعد صدور التقارير الفنية من المكاتب الاستشارية.

• كيف ترين الاتجاه إلى إنشاء لجنة للشؤون الإفريقية في البرلمان خلال الفترة المقبلة؟

- خطوة مهمة خاصة إذا تم تفعيل عملها بصورة جيدة، فالعلاقات بين البرلمانات يكون لها تأثير كبير على المستوى السياسي، فلو كان التواصل البرلماني مُفعَّلا مع دول حوض النيل، لنجحنا في إقناعهم بموقفنا في أزمة سد النهضة، خاصة أن هناك تصوراً خاطئاً عن أن مصر تريد الاستيلاء على مياه النيل، وهو أمر غير صحيح مطلقاً.