فتحت التجاوزات المتتالية من جانب أمناء وأفراد الشرطة، خلال الآونة الأخيرة، والتي كان آخرها مقتل سائق على يد رقيب شرطة في منطقة "الدرب الأحمر"، العديد من التساؤلات بشأن أساليب الإثابة والعقاب التي تتبعها وزارة الداخلية، في وقت طالب عدد من الخبراء النفسيين بضرورة تأهيل أفراد الأمن قبل احتكاكهم بالمواطنين ومتابعة تقييمهم النفسي بشكل مستمر، لضمان عدم الصدام بين الشرطة والشعب.

Ad

الخبيرة النفسية في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، سوسن فايد، أكدت ضرورة التأهيل النفسي لطلاب أكاديميات الشرطة عموماً، بل كل مؤسسات الدولة أيضاً، مشيرة في تصريحات لـ"الجريدة" إلى أنه عقب ثورة يناير 2011 كانت هناك اقتراحات للعمل على تأهيل رجال الأمن لإنهاء حالة الاحتقان مع الشعب، لكنها لم تنفذ، مؤكدة ضرورة وجود مركز للتنمية البشرية لتأهيل رجال الأمن، لتصبح لديهم القدرة على ضبط النفس وعدم اللجوء إلى العنف.

فيما قال الخبير النفسي أحمد هلال، إن جهاز الشرطة يحتاج إلى عملية تقييم شاملة، وإخضاع أفراده لاختبارات نفسية لإعادة تأهيلهم، ثم إنشاء مراكز نفسية لتأهيل أفراد الشرطة قبل استلام عملهم ومواجهتهم للشعب، مشدداً على ضرورة دراسة سلوكيات أفراد الشرطة من الناحية القانونية والنفسية، لوضع الدراسات والمناهج التربوية للطلاب في كليات ومعاهد الشرطة وتعليمهم كيفية التعامل مع المواطن واحترامه.

في حين، أكد الخبير الأمني اللواء نبيل فؤاد، أن التأهيل النفسي مهم في جميع مؤسسات الدولة وليس الشرطة فقط، لافتاً إلى أن السبب الرئيس وراء الصدام بين الشعب والشرطة هو أن رجل الأمن يرى أن سلاحه الميري ملكية خاصة له وأن من حقه استعماله وقتما شاء، مشدداً في تصريحات لـ"الجريدة" على ضرورة إعادة تدريب رجال الشرطة وتأهيلهم اجتماعياً ونفسياً للتعرف على كيفية التعامل الصحيح مع المواطنين، وتغيير السوكيات القمعية لأمناء وأفراد الشرطة.

من جانبه، قال رئيس حزب "التجمع" اليساري سيد عبدالعال، إن مبدأ التقييم والتقويم مهم لتحسين العلاقة بين رجال الأمن والشعب، مطالباً وزارة الداخلية بتخصيص مركز للتأهيل النفسي لطلاب كليات ومعاهد الشرطة، لمساعدتهم في التعامل مع جمهور المواطنين.