ازدانت خشبة مسرح الدسمة بالفرح والسرور والبهجة، احتفاءً بتكريم عملاقها الفنان سعد الفرج؛ شخصية مهرجان المونودراما.

Ad

 افتتحت الدورة الثالثة لمهرجان الكويت الدولي للمونودراما- دروة الفنان القدير سعد الفرج، أمس الأول، على خشبة مسرح الدسمة، برعاية وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، وبحضور ممثله الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م. علي اليوحة.

وبدأ الحفل بافتتاح معرض صور الفنان القدير سعد الفرج، الذي ضم مجموعة صور فوتوغرافية من أعماله المسرحية والتلفزيونية والسينمائية والإذاعية، وبعض قصاصات ما كتب عنه في الصحافة، كما افتتح معرض الفنانين التشكيليين الرواد والشباب.

ووقف الحضور داخل المسرح دقيقة حدادا على رحيل الفنان والمخرج الكبير فؤاد الشطي، ثم قُدم عرض ارتجالي بعنوان "تحية إلى سعد الفرج" من إعداد عبدالله الرويشد والإشراف الفني وسينوغرافيا نجف جمال وإخراج ناصر البلوشي.

 وتحدث الفنان جمال الردهان عن مسيرة الفرج التي بلغت 58 عاما من العطاء، كما أطلق الفنان القدير محمد جابر لقبا على الفرج وهو "دكتور الفن الخليجي العربي". أما الفنانة هيفاء عادل فأبدت مدى اشتياقها لخشبة مسرح الدسمة التي شهدت مشاركتها الفنان سعد الفرج قبل 25 عاما من خلال مسرحية "مضارب بني نفط"، وقالت عنه هو فارس الفن المسرحي السياسي. ثم قدم الفنان القطري غانم السليطي كلمة مصورة إلى جانب تقرير تلفزيوني عن مسيرة الفرج بصوت الفنان خالد المفيدي.

وقدمت المذيعة غادة رزوقي فقرات حفل الافتتاح، لافتة في حديثها إلى أن المهرجان ثمرة جهود مسرحية مخلصة من أبناء الكويت وعلى رأسهم رئيس ومؤسس المهرجان جمال اللهو.

كلمة المجلس

ألقى الأمين المساعد لقطاع الفنون د. بدر الدويش كلمة الأمانة العامة للمجلس الوطني، التي أكد من خلالها أن الفنان القدير سعد الفرج يعبر عن ضمير وإرادة الشعب، فهو يستحق أن يكون ممثل الشعب، كونه أحد أركان الحركة المسرحية في الكويت، إذ بادر منذ خمسة عقود مع زملائه الفنانين في تأسيس فرقة المسرح العربي، ومن ثم قدموا لنا عشرات الأعمال المسرحية الناجحة والتي تعتبر عنوانا لمرحلة مهمة في تاريخ الكويت.

 وأضاف الدويش، "ولم يقتصر نشاط الفرج على المسرح، بل قدم ولا يزال العديد من المسلسلات والسهرات التلفزيونية المتميزة، فضلا عن مشاركته في أفلام سينمائية نال عنها جوائز عربية ودولية".

وأشار إلى أن مهرجان الكويت الدولي للمونودراما أصبح حدثا مسرحيا كويتيا فريدا بفضل جهود مؤسسه ورئيسه جمال اللهو، إلى جانب جهود القائمين عليه، وهم شباب أثبتوا قدرتهم الفائقة على العطاء متى ما أتيحت الفرصة لهم، "وبدورنا نثني على هذه الجهود وندعمها من خلال إستراتيجية المجلس الوطني للثقافة والفنون واِلآداب التي وضعت مجموعة من السياسات المتعلقة بالثقافة منها تشجيع الإبداع الفني والأدبي في نشر الثقافة الراقية في المجتمع وتوفير عناصرها، ودعم وتشجيع الحركة المسرحية وتعزيز التنوع لمنتجاتها وضمان استقرارها ونشر وتسويق الإنتاج المسرحي الكويتي على الساحة الإقليمية والعربية والدولية، وتعزيز سياسة تشجيع جميع الآراء والمبادرات، سواء من داخل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، أو خارجه مع دعم المبادرات الجادة وإيجاد مناخ إيجابي حاضن لمفهوم المبادرة ومحفز على ممارستها".

فردوس عبدالحميد

بدورها، تحدثت الفنانة القديرة المصرية فردوس عبدالحميد بالإنابة عن ضيوف المهرجان قائلة: "للكويت مكانة فنية كبيرة، وللمسرح مساحة في وجداننا، فالكويت تحقق الريادة دوما، وسعادتي كبيرة بالمشاركة في المهرجان الذي يحمل اسم الفنان الرائد سعد الفرج، والمهرجان حقق سمعة طيبة عربيا ودوليا، فالكويت منارة مشعة في الفنون والثقافة بفضل سياسة قيادتها الرشيدة".

ثم ألقى مؤسس ورئيس المهرجان كلمة ثمن خلالها دعم ورعاية وزير الإعلام، إلى جانب جهود قيادات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وقد حملت هذه الدورة اسم الفنان الكبير سعد الفرج، ما حمّله مسؤولية وأمانة كبيرتين، مؤكدا أن المهرجان استمر رغم التحديات التي واجهته، مستمدا قوته من عزيمة الشباب الكويتيين الذين يعتبرون محركه الأساسي.

أما المحتفى به الفنان القدير سعد الفرج فقال: "بعد ما شاهدته اليوم ليس لدي أي كلام أقوله، فإذا كان سعد الفرج قد حقق النجاح فهو بفضل النجوم الذين شاركوه أعماله، فهم من صنعوا سعد الفرج، فشكرا لهم من القلب، وأنا سعيد جدا بهذا التكريم وهو فعلا يكفيني عن أي تكريم آخر".

بعد ذلك صعد الخشبة اليوحة  ود. الدويش واللهو لتكريم الفنان سعد الفرج، ثم شاركه فرحته نجوم المسرح، إضافة إلى الفنانين التشكليين.

الحضور

حضر الحفل الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة محمد العسعوسي، فردوس عبدالحميد، غانم السليطي، صالح المناعي، أحمد الجميري، عبدالعزيز المفرج (شادي الخليج)، حياة الفهد، محمد المنصور، طارق العلي، محمد جابر، جمال الردهان، عبدالعزيز الحداد، هيفاء عادل، هدى الخطيب، وغيرهم.

السليطي: تعلمت منه الالتزام والتواضع وحب الفن

دشن مهرجان الكويت الدولي للمونودراما الشهادات الفنية، بالرائد المسرحي سعد الفرج، في قاعة المؤتمرات بفندق هوليداي إن السالمية، حيث قدم الفنان القطري غانم السليطي والناقد الصحافي عبدالستار ناجي شهادتيهما، وأدار الجلسة الفنان ناصر كرماني الذي أشار إلى أن الفرج يتميز بالهدوء والمفردة الشعبية الكويتية الأصيلة.

وتناول الزميل ناجي مسيرة الفنان الفرج السينمائية، فكلما شاهده، يرى فيه الإنسان الكويتي، الذي جسد شخصية "بومساعد" في فيلم "بس يا بحر"، والذي يهتم بقضايا المجتمع، ويحترم فنه وجمهوره ورسالته، ويذهب إلى العمق في الشخصيات التي يجسدها، وهو دائما متجدد ويخلق شخصيات مختلفة عن سابقاتها.

وأشار ناجي إلى أن الفرج يشتغل على نفسه، وهو حصاد سنوات من الخبرة، وفي كل أعماله السينمائية يمتلك الموقف السياسي الصارم تجاه الكثير من القضايا، مؤكدا أنه يظل المبدع الحقيقي الذي يمنح ما بين يديه من الشخصيات نبض الحياة، وسيظل نجما خالدا بما قدم من نتاجات.

الرحلة الأخيرة

من جهته، تحدث الفرج عن بداياته في العمل السينمائي من خلال فيلم "الرحلة الأخيرة"، الذي مثل الكويت كفيلم قصير في مهرجان كان في فرنسا عام 1965، والذي جسد فيه شخصية إنسان عاش حياة البحر بكل متغيراتها، خلال رحلة سفينة تعرضت لأمواج عاتية، وهو من تأليف وإخراج خالد الصديق، ولم يظهر الفيلم وهو مختفٍ حتى الآن رغم أنه أعز الأفلام السينمائية إلى نفسه، كما تطرق إلى شخصيته في مسلسل "رحلة شقا" التي جسد فيه دور من سحبت جنسيته وعاد إلى فئة "البدون"، مؤكدا أن مثل تلك الأعمال بها رسالة وقيمة وغاية.

وتطرق الفرج إلى تجربته بالتعاون مع الفنان القطري غانم السليطي خلال مسرحية "زلزال، والذي وجد فيه الفنان المتحمس، وكأنه مسرح متنقل، إلى جانب عمله في مسرحية "عنبر و11 سبتمبر" التي عرضت في الكويت 29 عرضا مسرحيا، لافتا إلى أن المسرح يعاما في قطر كفن، في حين يعامل بالكويت كتجارة، ورغم تعرضه للخسارة لكن التجربة كانت جميلة بكل المقاييس.

بدوره، ركز الفنان غانم السليطي على جانب التعامل مع الفرج كقامة فنية على الخشبة المسرحية بين قطر والكويت، مستذكرا "عنتر وأبله" التي كانت نجاحا مسرحيا يضاف للحركة المسرحية القطرية من ناحية كثرة العروض الجماهيرية، لافتا إلى أن هذا النجاح سبب له الحقد والغيرة من بعض الفنانين، الذين اتهموه بأنه مهرج كبير ورجل سيرك في المسرح، فشكل ذلك لديه الرغبة في المواصلة، فقدم مسرحية "زلزال" مؤلفا وممثلا.

وأشار السليطي إلى أن العمل في المسرح الكويتي أعاد إليه جماهيريته وقيمته كفنان، وقابله الفنان سعد الفرج بكل حفاوة وترحاب وشارك معه في مسرحية "زلزال"، التي أعادته للمسرح القطري وبساطه الذي سحب منه في بلده، وكان بالنسبة له حلم اللقاء مع سعد الفرج ورواد الفن الكويتي، مما كان له أصداء لدى الحكومة القطرية آنذاك.

وأضاف أنه تعلم الالتزام ومحبة الفن من الفنان سعد الفرج، إلى جانب التواضع، لافتاً إلى أن المسرح السياسي كان حاضرا في تجارب الفنان سعد الفرج.