في تصريح لـ «الجريدة»، يؤكد هادي الباجوري، مخرج «هيبتا»، أن هذا العمل المُقتبس من الرواية يشكل تحدياً، لأن الأفلام المأخوذة عن روايات لا تعطي، في معظمها، الأعمال الأدبية حقها، لذلك حرص على إعطاء نص «هيبتا» حقه حتى يتفاعل المُشاهد مع العمل على الشاشة كما يتفاعل مع الرواية».

Ad

يضيف: «من الصعوبة تحويل الأعمال الأدبية إلى أفلام سينمائية، إذ يتطلب ذلك وقتاً ومجهوداً، ويحتاج إلى معايير واضحة لاختيار الأعمال الأدبية، وهو ما حدث مع رواية «هيبتا»، فضلا عن أن هذه الخطوة سلاح ذو حدين: قد   يؤدي الفيلم إلى توسيع انتشار النص الأدبي وجذب القراء إلى السينما أو العكس، فلا يصل إلى طموح المُشاهد المُطلع على الرواية».

لا يرى محمد فراج مانعاً من ظهور أعمال أدبية على الشاشة ما دامت تحقق هذه الخطوة النجاح ويتعلق بها الجمهور فيتسع ليشمل أولئك الذين لا يهتمون بالقراءة، وقد تعد هذه الأعمال عاملاً مهماً من الناحية التشجيعية للقيمين عليها، ثم يتدخل الخيال في العمل الأدبي ولا يأخذ بنصه بل يدخل فيه عناصر لا تخل به».

معايير

«تراب الماس» إحدى الروايات التي تُصوّر راهناً، للأديب الشاب أحمد مراد الذي كتب السيناريو  بنفسه ويخرجه مروان حامد، في ثالث تجربة له في هذا المجال بعد روايتي «عمارة يعقوبيان» و«الفيل الأزرق».

أبرز الروايات المقرر تحويلها إلى أعمال سينمائية ودرامية أيضاً: «نيكروفيليا» لشيرين هناني إخراج عصام الجندي، «9 ميلي» للكاتب عمرو الجندي في تجربته الأولى سينمائياً وإخراج أحمد عبد الباسط، «المرشد» للكاتب أشرف العشماوي وإخراج المخرج الكبير علي بدرخان.

حول المعايير اللازمة لتحويل رواية سينمائياً أو درامياً توضح الناقدة خيرية البشلاوي: «يجب  معالجة النص فنياً بشكل جيد، ولا يفضل أخذه كما هو بل إضافة ما يخدم الجانب الإنساني أو القصة الأدبية».

تضيف: «ليست الروايات كافة صالحة للاقتباس، بل يلزم أن تزخر بالمشاعر والحركة والبعد الإنساني، لتأمين مدخل خصب لتنفيذها، ويتطلب ذلك كاتب سيناريو ذا مستوى عال، وأن يكون صاحب رؤية مختلفة عن رؤية الكاتب الأصلي للنص، ليضيف جديداً إلى العمل الروائي وإلا أصبح الأمر مجرد نسخ للنص، إلى جانب قدرته على وضع بنية درامية محكمة».

 أما الناقد محمود قاسم فيرى الظاهرة من جانب آخر، ويقول: «لجوء السينما والدراما إلى العمل الروائي في صالح كل منهما تجنباً لتكرار المواضيع والقضايا، فضلاً عن تجديد الدم في القصص المطروحة للمشاهد، نظراً إلى إفلاس الكتاب في تناول الجديد، هنا تكون الرواية البديل الأكثر عمقاً والتي تسعى إلى الارتقاء نحو المستوى الذي يقدّمه المضمون».