بعد «الثلاثاء الكبير 2»، الذي شهد انتخابات حزبية في 5 ولايات كبيرة، يبدو أن رجل الأعمال المثير للجدل بات ممسكاً بالجمهوريين بقبضة لا فكاك لهم منها، حيث واصل انتصاراته، مجبراً ماركو روبيو، الذي كان يشكل الشخصية الوحيدة القادرة على توحيد المؤسسة الجمهورية وقاعدتها المحافظة على الانسحاب من السباق.

Ad

كما كان متوقعاً، انتهى "الثلاثاء الكبير 2" إلى توضيح الصورة، التي سترسو عليها انتخابات الرئاسة الأميركية، مع إعلان نتائج خمس ولايات مهمة في هذا السباق.

انسحاب ماركو روبيو من المعركة كان نتيجة طبيعية؛ بعد خسارته ولاية فلوريدا، التي يمثلها في الكونغرس، لمصلحة دونالد ترامب متقدم السباق في الحزب الجمهوري، الذي حاز على مندوبيها الـ 99 .

قطار ترامب لا يمكن إيقافه

من اليوم وصاعداً، قد يكون من الصواب القول، إنه لم يعد في إمكان الجمهوريين وقف قطار ترامب من الوصول إلى محطته الأخيرة في يوليو المقبل، والفوز بترشيح الحزب.

فقد تمكن من الفوز بأربع ولايات من أصل خمسة، هي فلوريدا ونورث كارولينا وإلينوي وميسوري، رغم تنافسه الشديد في الأخيرة مع تيد كروز (41.3 مقابل 40.7)، في حين فاز جون كايسك بولاية أوهايو، التي يمثلها في الكونغرس متغلباً على ترامب بنسبة مريحة، محققاً فوزه الأول.

أقل من %50

وفي عملية احتساب الأصوات، يمكن القول، إن ترامب بات يحتاج إلى أقل من 50 في المئة، من أصوات المندوبين الضرورية للفوز بترشيح الحزب، في حين يحتاج أقرب منافسيه إلى الفوز بأكثر من 70 في المئة.

وأجمعت كل التعليقات على القول، إن الحزب الجمهوري بات أمام خيارين، أما الاستسلام لترامب وجعله يفوز ما سيؤدي إلى خسارة المؤسسة الحزبية للحزب نفسه أو الانفضاض عنه، وخسارة الحزب في نهاية المطاف.

في المقابل، يقول المحللون، إنه لا يمكن الرهان على تيد كروز للاصطفاف خلفه وهزم ترامب، فهو على النقيض تماماً مع قيادة الحزب الجمهوري. كما أن الرهان على كاسيك، الذي حقق نصراً عزيزاً في أوهايو ليس كافياً لتغيير اتجاهات التصويت، التي لا تزال تصب في مصلحة ترامب.

فعلى رغم كل الهجمات والحملات الإعلامية وكشف سجلات ترامب سواء في أعماله التجارية أو في غيرها، كانت النتائج عكسية على الدوام. ولم تنجح أكثر من 15 مليون دولار أنفقت على دعايات مضادة له في الأيام العشرة الأخيرة من أحداث أي فرق يذكر.

المؤسسة الحزبية تنصاع

في مؤتمره الصحافي، الذي عقده بعد ظهور النتائح الأولى في ثلاث ولايات، كشف ترامب أنه تلقى اتصالاً جيداً جداً من كل من رئيس مجلس النواب الأميركي، الجمهوري بول راين، ومن زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل .

وكشفت مصادر إعلامية في وقت سابق، أن ترامب تلقى اتصالات مهمة من قيادات الحزب، طلبت منه "الجلوس والمصارحة" "للاتفاق على ما يمكن التوافق عليه".

واعتبر مراقبون أن الأمر يشير إلى بدايات تغيير في علاقة الحزب بترامب، بعدما تبين أن الأخير أمسك بـ"اللحظة"، التي تمكنه من فرض شروطه.

كلينتون

في الجانب الديمقراطي، تمكنت هيلاري كلينتون من إفشال كل الرهانات على إمكانية هزمها، وتكرار مفاجئة ولاية ميشيغان معها في انتخابات الثلاثاء.

فقد حققت فوزاً كبير في ولايات فلوريدا ونورث كارولينا وخصوصا أوهايو، التي كان يراهن عليها ساندرز ليضمها إلى ميشيغان.

في حين فازت بشكل شبه مريح في ولاية الينوي (50.6 مقابل 48.6) التي شهدت الأسبوع الماضي أقوى المواجهات بين أنصار ترامب وساندرز في مدينة شيكاغو.

لكنها خسرت ولاية ميسوري بنسبة تقل عن 1 في المئة لمصلحة ساندرز، الذي ترنحت حملته بشدة في هذا الثلاثاء الكبير.

حظوظ ساندرز تتناقص

وأجمعت التحليلات على القول، إن ساندرز باتت مهمته أصعب بكثير، من دون الحسم باستحالة تحقيقه مفاجأة ما، لكن حتى لو تمكن من الفوز في كل الولايات المقبلة وحافظت كلينتون على حصتها من أصوات المندوبين، فهي قادرة على الاحتفاظ بتقدمها.

وفرصة ساندرز الوحيدة هي في كسب أصوات وثقة أكثر من 400 من "المندوبين الكبار" (سوبر ديليغيت)، الذين يمنحون تأييدهم لكلينتون حتى الآن، وهو ما لا يبدو متاحاً حتى هذه اللحظة في ظل النتائج الجيدة التي تحققها كلينتون.

أوباما: ما يجري في الحملات لا يجسد القيم الأميركية

حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما من أن بعض الخطابات والممارسات في السباق الرئاسي لانتخابات 2016 يسيء إلى صورة الولايات المتحدة في الخارج.

وقال أوباما أمام نواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس أمس الأول، بحضور رئيس حكومة ايرلندا إيندا كيني: "لقد سمعنا خطابات بذيئة ومثيرة للانقسام ضد نساء وأقليات، ضد أميركيين لا يشبهوننا أو لا يصلون مثلنا أو يقترعون مثلنا".

ورأى أن "ما يحدث في الحملات الانتخابية هذا العام لا يجسد القيم الأميركية بشكل دقيق"، مشدداً على "ضرورة رفض أي محاولات لنشر الخوف أو تشجيع العنف"، واصفاً أجواء الحملات بـ"الشريرة".

وحذر من أن "الأمر يتعلق بصورة الولايات المتحدة. من نحن؟ كيف يرانا الناس في الخارج؟... العالم يتابع ما نقوله وما نفعله".