«تحالف اليمن»... تقدم بَطيء لحملة تأديبية طويلة
خنق الميليشيات بعد استحالة تقليم أظافرها وإرجاء تحرير صنعاء لبناء مؤسسات
سلط جمود مسار المفاوضات بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين، بعد فشل عقد جولة ثالثة من مباحثات السلام برعاية الأمم المتحدة الشهر الجاري، الضوء على حملة التحالف العربي العسكرية، التي دخلت شهرها الحادي عشر ضد الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح.وعلى الرغم من التقدم البطيء الذي تحرزه القوات الموالية للشرعية، فإن التحالف، الذي بدا تدخله سريعاً مع انطلاق حملة القصف الجوي في 26 مارس الماضي، يظهر اليوم ومن ورائه حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي عدم اكتراثه بالتفاوض مع الميليشيات المدعومة من إيران، التي راهنت في وقت سابق على عدم قدرته على خوض معركة برية.
ورويداً رويداً، تحولت الضربات الجوية التي حملت اسم «عاصفة الحزم» بقيادة السعودية وأعلن نهايتها بعد شهر من انطلاقها، لتبدأ مرحلة جديدة أطلق عليها «إعادة الأمل» إلى حملة «شاملة وطويلة» ترجمتها كلمات وزير الخارجية السعودي الحالي عادل الجبير، عندما كان يشغل منصب سفير الرياض لدى واشنطن، بأن المملكة «ستدمر الحوثيين إذا رفضوا العودة إلى صوابهم»، وشدد على أن الحرب «ستستمر حتى النصر».خنق وتحجيمومع إدراك التحالف، الذي تهيمن عليه دول خليجية، أن دعم صالح للحوثيين جعل من الصعب للغاية، إن لم يكن من المستحيل، تقليم أظافر الميليشيات بعد أن انغمست بالجسد اليمني اتسمت تحركات التحالف باستراتيجية، وصفها مراقبون بـ«سياسة النفس الطويل لخنق الميليشيات». وعكست التحركات الميدانية في الأشهر التي أعقبت تحرير عدن و5 محافظات جنوبية أواخر يوليو 2015 تركيزاً عربياً على السيطرة على الجزر والموانئ اليمنية، التي أصبح أغلبها بقبضة القوات الشرعية في محاولة لقطع أي إمدادات للمتمردين عبر البحر.عراقيل ومصيدةمن جانب آخر، اصطدمت عمليات التحالف العسكرية بعراقيل أمنية وإدارية في عدن المحررة، جعلته يبدو متمهلاً في خوض معركة العاصمة صنعاء «الحتمية» إلى حين بناء شبكة مؤسسات لأجهزة الدولة على أنقاض شبكة أنصار صالح التي نسجها على مدار 30 عاماً.لكن تمهّل التحالف في خوض غمار معركة صنعاء، التي وضع قدمه في ريفها لكسب الوقت من أجل بناء مؤسسات خدمية، لم يخف تساؤلات واتهامات له بشأن الوضع في مدينة تعز المحاصرة من قبل المتمردين منذ أشهر.ففي حين حافظ دعم التحالف في تعز على وضع متوازن بين القوات الموالية للشرعية والمتمردين، يرى مراقبون أن عدم حماسة الإمارات لدعم مقاتلي حزب الإصلاح، المقرب من «الإخوان»، وهم يمثلون العمود الفقري للمقاومة الشعبية في تعز، حولت المعركة في المدينة إلى ما يشبه «مصيدة لاستنزاف الحوثيين».