في خطوة ستؤدي إلى ازدياد التوتر بين لبنان والدول الخليجية، وقد تؤثر على آلاف اللبنانيين المقيمين في دول الخليج، أعلن مجلس التعاون الخليجي أمس تصنيف حزب الله منظمة إرهابية، بسبب استمراره في الأعمال العدائية ضد دول المجلس.

Ad

لا تزال إجراءات السعودية تتصاعد ضد «حزب الله»، وبعدما ظهرت للعلن أول معالمها بسحب الهبة المقدمة للجيش اللبناني والقوى الأمنية، ولاحقا بتصنيفها عددا من الأشخاص والكيانات الاقتصادية اللبنانية على أنها «إرهابية لارتباطها بالحزب»، ومنع مواطنيها من السفر إلى لبنان، وصلت أمس لإعلان دول مجلس التعاون الخليجي أن الحزب «منظمة إرهابية بكافة قادته وفصائله والتنظيمات التابعة له والمنبثقة عنه».

وقال الأمين العام للمجلس د. عبداللطيف الزياني إن «دول المجلس اتخذت هذا القرار جراء استمرار الأعمال العدائية التي يقوم بها عناصر الحزب لتجنيد شباب دول المجلس للقيام بالأعمال الإرهابية، وتهريب الأسلحة والمتفجرات، وإثارة الفتن، والتحريض على الفوضى والعنف في انتهاك صارخ لسيادتها وأمنها واستقرارها».

وأضاف الزياني ان «دول مجلس التعاون تعتبر ممارسات حزب الله في دول المجلس، والأعمال الإرهابية والتحريضية التي تقوم بها في كل من سورية واليمن والعراق تتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والانسانية والقوانين الدولية، وتشكل تهديدا للأمن القومي العربي».

وأكد أنه «نظرا لاستمرار الحزب في ممارساته الإرهابية، فقد قررت دول المجلس اعتباره منظمة إرهابية، وستتخذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ قرارها بهذا الشأن، استنادا إلى ما تنص عليه القوانين الخاصة بمكافحة الإرهاب المطبقة في دول المجلس، والقوانين الدولية المماثلة».

الحريري

وأشار رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري أمس إلى أن «حزب الله يقوم بنشاطات وأمور يجب ألا يقوم بها إن كان باليمن أو بالسعودية، وهذا الأمر له نتائج وأدى إلى تصنيف حزب الله على لائحة الإرهاب»، موضحا ان «حزب الله في أميركا وأوروبا منظمة إرهابية وإجرامية أيضا، وهذا كله بسبب الاعمال التي يقوم بها».

وأكد الحريري أن «حزب الله مصنّف من السابق منظمة إرهابية، وهذا قبل ان نبدأ بالحوار معه، وهذا الموضوع لن يؤثر على الحوار معه»، موضحا ان «اعماله أصنفها إجرامية وارهابية وغير قانونية، لكن في لبنان هناك وضع داخلي علينا أن نتعاطى معه من خلال الحوار»، معتبرا انه «يجب ان نحيد لبنان عن الخارج، وأن الحريق في سورية يجب ألا يصل إلى لبنان».

السنيورة

كما اعتبر رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة أنه «حتى يكون للحوار طعم ولون ورائحة يجب أن يشعر الجميع بأنهم مشاركون فيه، وهناك بعض التقدم، واذا لم يكن هناك أي تقدم فهو يضعف قيمة الحوار ويصبح مجتزأ».

وشدد السنيورة على أنه مع الحوار لأنه «الخيط الرفيع الذي يبقي التواصل، ولكن غير ممكن أن نرى هذا الذي جرى مذ 10 أيام في السعديات، نحن نعرف أن هذه الأمور لا تحصل إلى بإيعاز أو ادارة».

كما أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق: «خارج لبنان لا يمكن إلا أن ندافع عن كل اللبنانيين»، مشيرا في كلمة له خلال جلسة مجلس وزراء الداخلية العرب الـ33 في تونس أمس، إلى أن «الوطن العربي أرضا وشعبا يواجه تحديات تستهدف أمن مواطنيه واستقرار دوله، وتحديات داخلية تتمثل في خارجين عن النظام لابد من التصدي الحازم لهم».

وشدد المشنوق على انه «لا خيار لنا ولا مستقبل لنا غير الهوية العربية، وأي خيار آخر هو سقوط في هاوية المشروع الآخر، وليس في الصواب العربي»، مؤكدا انه «ليس لأحد أن يحسد وزيرا لبنانيا يقف أمام العرب، فهو متهم بعروبته التي دفع ثمن تثبيتها حربا كلفتنا 200 ألف قتيل و15 عام حرب». واعتبر ان «قرار المواجهة هو الوحيد الذي يفتح باب التوازن بأن ما قبله شيء وما بعده شيء آخر».

بري

إلى ذلك، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس إلى «سحب السجال حول العروبة في الاستخدام السياسي، طالما ان هذا الامر متفق عليه في الدستور اللبناني». واعتبر رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» هاشم صفي الدين، خلال تشييع القيادي في الحزب علي فياض أمس، أن «اي جهة تعتدي على المقاومة فهي بذلك تفضح امرها ونواياها، وتدين نفسها، لأن المقاومة الحقت بالكيان الصهيوني خسائر كبيرة، ومازالت تشكل الخطر الحقيقي الذي يهدد هذا الكيان باعترافه هو».

إيران تدين القرار: الحزب «مقاوم»

دانت وزارة الخارجية الإيرانية أمس بيان مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي اعتبر حزب الله «منظمة إرهابية».

وقال وكيل وزارة الخارجية الإيرانية مرتضى سرمدي إن «هذا القرار غير مسؤول»، مشيرا إلى أن «المنظمات الإرهابية باتت معروفة للجميع في المنطقة».

وأضاف سرمدي ان «حزب الله حزب مقاوم ضد الكيان الإسرائيلي»، لافتا إلى أن اعتباره إرهابيا «يأتي في ظل المؤامرة على المقاومة، ويخدم الكيان الإسرائيلي».