تسعى السلطات المصرية للسيطرة على سعر صرف الدولار مقابل الجنيه بعد وصوله إلى مستويات تاريخية، في وقت يعاني الاقتصاد أزمة خانقة. وبينما يبدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي زيارة رسمية إلى السعودية، اليوم، يصل رئيس الحكومة شريف إسماعيل إلى الرياض بعد غد لرئاسة وفد بلاده في اجتماعات اللجنة التنسيقية بين البلدين.

Ad

بينما تواجه الحكومة المصرية أزمة اقتصادية خانقة، أسفرت عن ارتفاع قياسي لسعر صرف الدولار الأميركي مقابل الجنيه، يبدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي زيارة إلى المملكة العربية السعودية، اليوم.

مصدر مصري رفيع المستوى أكد لـ"الجريدة" أنه "من المقرر أن يعقد العاهل السعودي الملك سلمان جلسة مباحثات مع السيسي لبحث تعزيز التعاون الثنائي في المجال الاقتصادي، ومناقشة قضايا المنطقة، وفي مقدمتها الأوضاع في سورية ومنطقة الخليج واليمن وجهود مكافحة الإرهاب، فضلا عن مناقشة آليات إطلاق مشروع القوة العربية المشتركة".

في السياق، علمت "الجريدة" أن رئيس الحكومة شريف إسماعيل سيتوجه إلى الرياض مساء بعد غد، لرئاسة وفد بلاده في اجتماعات اللجنة التنسيقية المصرية ـ السعودية في دورتها السادسة، الأحد المقبل، في إطار "إعلان القاهرة" التنسيق بين البلدين للتعاون في عدد من المجالات، تمهيدا للاجتماع المقبل في القاهرة، 4 أبريل المقبل، برئاسة السيسي وسلمان.

أبعاد اقتصادية

الكاتب والمحلل السياسي عبد الله السناوي أكد لـ"الجريدة" أن "زيارة السيسي تتضمن أكثر من مستوى، إذ تتضمن دعم القاهرة لدول الخليج سياسيا، وكذلك الاتفاق على جدول أعمال زيارة الملك سلمان إلى مصر، أبريل المقبل، والأهم السعي لتسريع ضخ السعودية لاستثمارات في الاقتصاد المصري، حسب إعلان العاهل السعودي ضخ نحو 8 مليارات دولار، نهاية العام الماضي.

وتابع السناوي: "هذه التصريحات لم ينفذ منها إلا الشق المتعلق بتوفير المحروقات لمصر".

بدوره، قال أستاذ العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، سعيد اللاوندي، لـ"الجريدة": "لا يمكن فصل الأسباب الاقتصادية عن السياسية، والتي تقف خلف هذه الزيارة التي لم يعلن عنها من قبل، إذ تهدف القاهرة إلى تذكير الرياض بوعودها بضخ استثمارات في الاقتصاد المصري، فضلا عن تجاوز أي خلاف في وجهات النظر حول الأزمة السورية والتعاطي معها".

تداعيات

اتفاق المراقبين على الأبعاد الاقتصادية لزيارة السيسي إلى السعودية يأتي في وقت لا تزال أزمة تراجع سعر صرف الجنيه أمام الدولار تلقي بظلالها على الشارع المصري، إذ قال رئيس الحكومة، خلال استقباله عددا من الصحافيين، أمس الأول، إن الحكومة تعمل بشكل عاجل لترشيد الاستيراد وتحفيز الصادرات، إضافة إلى حزمة إجراءات اتخذها البنك المركزي، للسيطرة على سعر صرف الدولار، الذي يقترب من الوصول إلى عشرة جنيهات.

وحاول "المركزي" انتشال الجنيه من تعثره بإصدار قراره أمس، بإلغاء سقف الإيداع والسحب النقدي بالعملة الأجنبية للشركات، وذلك للسلع الأساسية، في خطوة هي الثانية بعد قراره بإلغاء الحد الأقصى للإيداع والسحب النقدي بالعملات الأجنبية في البنوك، وذلك بالنسبة للأفراد أمس الأول.

إلا أن خبراء اقتصاد حذروا من انفلات أسعار السلع الأساسية في ظل استيراد مصر لنحو ثلثي احتياجاتها من الخارج، ما لخصه رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية، رشاد عبده، قائلا لـ"الجريدة"، إن "إجراءات الحكومة محبطة وتزيد الاحتقان الشعبي، وستؤدي إلى ارتفاع قياسي في أسعار السلع، مطالبا بإعلان رسمي عن حجم الأزمة والإجراءات المتخذة في هذا الصدد، قبل التفكير في تقليص الدعم الموجه للطبقات الأقل دخلا".

وزير فرنسي

في الأثناء، وصل وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت، أمس، إلى القاهرة للقاء السيسي وعدد من المسؤولين المصريين، في زيارة تستغرق يومين، هي الأولى له عقب توليه منصبه. وبحسب الخارجية المصرية، فإن الزيارة تأتي في إطار الإعداد للزيارة المرتقبة للرئيس فرنسوا هولاند إلى مصر أبريل المقبل. وتتزامن زيارة أيرو مع إجراء مناورة عسكرية مصرية فرنسية مشتركة بالمياه الإقليمية في البحر المتوسط "رمسيس 2016".

لائحة البرلمان

برلمانيا، وبينما يعود مجلس النواب إلى الانعقاد 27 الجاري، بتلقي بيان الحكومة المصرية، الذي يلقيه شريف إسماعيل أمام أعضاء المجلس، انتهى البرلمان من مناقشة مشروع اللائحة الجديدة له، ووافق النواب على مجموع موادها بإجمالي 440 مادة، في الجلسة المسائية التي عقدت أمس الأول.

وقرر المجلس تشكيل لجنة ثلاثية من الأعضاء لمراجعة صياغة اللائحة وتنسيق موادها، قبل إحالة مشروع القانون إلى مجلس الدولة.

انفجار لغم

إلى ذلك، وبينما قتل مجندان وأصيب 7 من الجيش المصري، إثر انفجار لغم من مخلفات الحروب وسط سيناء، أمس الأول، قتل أحد العناصر الإرهابية الهاربة من أحكام الإعدام في مذبحة مركز شرطة "كرداسة" (أغسطس 2013)، بمواجهة مع الشرطة، أمس، وأطلق المتهم أعيرة نارية تجاه قوات الأمن بأحد الأكمنة الأمنية في حي الهرم، والتي ردت بالمثل، ما أسفر عن مقتله.