توقع مصر مع الشريك الروسي، اتفاقية إنشاء منطقة صناعية في محور قناة السويس، غداً، فيما أكدت مصر عدم التفريط في حصتها التاريخية في مياه النيل، أمس، بالتزامن مع حضور الرئيس عبدالفتاح السيسي القمة الإفريقية حالياً في أديس أبابا.  

Ad

تبدأ اليوم في القاهرة اجتماعات اللجنة الحكومية المصرية ـ الروسية، برئاسة وزير التجارة والصناعة المصري طارق قابيل، ونظيره الروسي دينيس مانتوروف، بمشاركة وفد كبير من الشركات الروسية التي ترغب في إقامة أعمال لها في مصر.

ومن المقرر التوقيع على إنشاء "المنطقة الصناعية الروسية" في محور قناة السويس، بمجرد وصول الوزير الروسي المقررة غداً.

ودخلت دولة الإمارات على خط المشروع الاقتصادي الروسي الضخم، حيث من المقرر أن توقع وزارة التجارة والصناعة المصرية اتفاقا بين صندوق الاستثمار "الإماراتي ـ الروسي ـ المصري"، وعدد من البنوك المصرية، لتمويل مشروعات المنطقة الصناعية الروسية، بحضور وزير الدولة الإماراتي سلطان جابر الأحمد.

المديرة التنفيذية لمجلس الأعمال المصري - الروسي منى عبدالملك خليل، قالت: "سيتم خلال الاجتماعات، التي تستمر 3 أيام، بحث موضوعات مهمة، بينها استخدام الجنيه والروبل في تعاملات البلدين، وإعادة السياحة الروسية لمصر، وإدراج الشركات الروسية العاملة في قطاع الأدوية على القائمة المصرية".

في الأثناء، وفي أول طلب إحاطة يقوم به مجلس النواب لوزير مصري، تقدم البرلماني عبدالحميد كمال، بطلب إحاطة لوزيري الصناعة والاستثمار حول المنطقة الروسية الصناعية، فيما عول الخبير الاقتصادي رشاد عبده على قدرة روسيا في إقامة مشروعات صناعية كبرى في محور قناة السويس، ورجح في تصريحات لـ"الجريدة"، أن تشمل تلك المنطقة إقامة مصانع سيارات وحديد وصلب وإنتاج للغاز الطبيعي.

القمة الإفريقية

خارجياً، شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، في أعمال القمة الإفريقية، وقال الناطق باسم الرئاسة السفير علاء يوسف، إن الرئيس أكد خلال مشاركته في الجلسة المغلقة، أهمية بحث سبل زيادة الموارد المتاحة لتنفيذ البرامج والمشروعات الطموحة، التي أقرتها القمم الإفريقية المتعاقبة، وقال: "تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي يفرض على القارة الإفريقية المزيد من الاهتمام بترشيد الإنفاق، وضمان الالتزام باتباع نظم محاسبية ورقابية دقيقة".

كان السيسي استهل زيارته إلى أديس أبابا أمس الأول، بالمشاركة في اجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقي، الذي ناقش تعزيز جهود مكافحة الإرهاب، والوضع في جنوب السودان، فيما شدد السيسي على أهمية مناهضة الإرهاب، بينما استقبل في مقر إقامته بأديس أبابا، عدداً من رؤساء وزعماء الدول الإفريقية، بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كما التقى رئيس جنوب إفريقيا جيكوب زوما، والرئيسين الكيني والصومالي.

إلى ذلك، تستضيف مصر في مارس المقبل اجتماع وزراء دفاع 28 دولة من دول تجمع الساحل والصحراء، لبحث سبل مكافحة الإرهاب. وأكد مساعد وزير الخارجية للشؤون الإفريقية السفير محمد إدريس، حرص مصر على التعاون الإفريقي في مجال مكافحة الإرهاب، موضحا أن هناك توازناً مهماً بين الدول الإفريقية في هذا المجال.

عروض السد

على صعيد ذي صلة، وبشأن إصرار إثيوبيا على بناء سد النهضة المائي، الذي تقول القاهرة إنه سيخصم من حصتها التاريخية في مياه النيل، أكد الناطق باسم الرئاسة المصرية، عدم تفريط مصر في حقوقها المائية، وقال في تصريحات على هامش القمة الإفريقية بأديس أبابا، أمس: "ننتهج مبدأ التعاون مع كل دول حوض النيل، لكننا لن نتنازل عن حقوقنا في المياه"، مؤكداً أن موقف مصر واضح بخصوص سد النهضة، وهو عدم التفريط في مياه النيل.

في السياق، استبعد الخبير المائي نادر نورالدين، أن تعكس تصريحات الرئاسة موقفاً محدداً من مصر تجاه السد، قائلا لـ"الجريدة": "التصريحات المصرية جاءت لطمأنة الرأي العام مع قرب الانتهاء من بناء السد، لكن طالما لم نحصل على تعهد مكتوب من إثيوبيا يضمن حصتنا المائية، فموقفنا في المفاوضات سيئ".

إلى ذلك، أعلنت وزارة الموارد المائية في مصر والسودان وإثيوبيا، تلقيها العرض الفني المشترك من الشركتين الفرنسيتين بشأن الدراسات المتعلقة بتأثيرات سد النهضة على مصر والسودان، ومن المقرر أن يقوم المكتبان بدراستين؛ الأولى تتعلق بتحديد تأثيرات السد على التدفقات المائية التي تصل مصر والسودان، علاوة على تأثيره على الطاقة الكهربية المولدة من السدود القائمة في البلدين، بينما تحدد الدراسة الثانية تأثيرات السد على النواحي البيئية والاقتصادية والاجتماعية في البلدين.

ضبط مخزن

في شأن آخر، أعلن الناطق العسكري العميد محمد سمير، ضبط قوات الجيش الثالث مخزن أسلحة وذخائر للعناصر الإرهابية في منطقة طويل الحامض، وسط سيناء، وقال: "عثرت القوات على قاذفات RBJ ومدفع مضاد للطائرات مزود بقاعدة إطلاق و56 طلقة خاصة بالمدفع"، بينما استمرت عمليات الدهم في مناطق شمال سيناء، وقالت مصادر أمنية إن حملة قوات الأمن أمس الأول أسفرت عن ضبط 12 هارباً ومطلوباً، وتوقيف 44 شخصا من المشتبه بهم.

في المقابل، تبنى تنظيم "أنصار بيت المقدس"، الذي سبق أن بايع زعيم تنظيم "داعش"، تفجير مركبة شرطة في مدينة العريش، الخميس الماضي، ما أسفر عن مقتل ضابطين وإصابة خمسة مجندين، وقال التنظيم في بيان له أمس: "نصبنا كميناً لرتل من قوات الشرطة شرقي مدينة العريش، وتم تفجير عبوة ناسفة في ناقلة جند، من ثم الاشتباك معهم بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة".

قضائياً، قررت المحكمة العسكرية إرجاء محاكمة المتهمين في القضية المعروفة إعلاميا بـ"أبناء الشاطر"، والمتهم فيها خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة "الإخوان"، و34 آخرين، إلى جلسة الثلاثاء المقبل 3 فبراير، لاطلاع الدفاع على أوراق القضية.