ميرنا وليد: لن أحترف تقديم البرامج
التحقت الفنانة ميرنا وليد أخيراً بإحدى القنوات التلفزيونية للعمل كمذيعة، ولكنها أكّدت اعتزازها بمهنتها كممثلة، الأقرب إليها من تقديم البرامج. وأوضحت في دردشة مع «الجريدة» أنها تكره السياسة، لذا فضلت أن يكون برنامجها فنياً اجتماعياً كي لا تدخل في منافسة مع المذيعين الكبار.
ما سبب اتجاهك للعمل كمقدمة برامج في إحدى القنوات الخاصة «الحدث اليوم»؟لم يكن أحد أهدافي أن أكون مذيعة ومقدمة برامج، وترددت كثيراً عندما تواصل معي المسؤولون في القناة قبل أن أعلن موافقتي لأنني كنت أشعر بالخوف.لماذا اخترت أن يكون برنامجك فنياً اجتماعياً وليس سياسياً، رغم أن السياسة تحتل الأهمية الكبرى لدى الجمهور راهناً؟كان طلبي الوحيد عندما تعاقدت مع القناة أن يكون برنامجي بعيداً تماماً من السياسة والحالات الاجتماعية النافرة، لأن الشعب المصري ملّ هذه الأمور على مدار خمس سنوات، تحديداً منذ قيام ثورة يناير. وإزاء سيطرة برامج الحوار السياسي حيث المشادات والخلافات أو البرامج الاجتماعية التي تستضيف حالات مؤلمة، اتجهت إلى برنامج فني اجتماعي يفيد الجميع ولا يعرض لهم مشاهد محزنة.يرى البعض أن تقديم البرامج يؤثر سلباً على الفنان. ما رأيك؟ليس بالضرورة. يريد البعض مشاهدة ميرنا وليد الممثلة وهي تتناول القضايا كمذيعة، لذلك أعمل على تقديم معلومات مفيدة للمشاهدين تشعرهم بالأمل بعيداً من الإحباط الذي يصدره بعض الإعلاميين.كيف استفدت من خبرتك كفنانة في تقديم برنامج فني؟استفدت كثيراً. مكّنتني علاقتي الشخصية بالفنانين من إدارة الحوار معهم من دون تكلّف أو قلق، ورحت أوجه لهم أسئلة لا يعرفها أحد غير أصدقائهم، كذلك تداركت الوقوع في أخطاء بعض مقدمي برامج الفن وأبرزها أسئلة حول آخر أعمال النجوم وشعورهم أثناء أداء بعض المشاهد.شخصياً، أدخل مع الضيوف في أسئلة شخصية وأقدّم معلومات لا يعرفها إلا أبناء الوسط الفني، بالإضافة إلى أن حواري مع زملائي أمام كاميرا البرنامج يأتي كدردشة أكثر منه كونه حواراً تلفزيونياً إعلامياً.نماذج وبرامجما هي النماذج الاجتماعية التي تفضلين أن تظهر معك عبر برنامجك؟ عندما أقدم فقرات اجتماعية أنتقي وفريق الإعداد شخصيات لافتة، من بينها مثلاً فتاة بعمر 22 عاماً كرمتها وكالة «ناسا» وكتبت اسمها في الفضاء على أحد الكويكبات، وشاب آخر كرمته «الجامعة العربية» وحصل على لقب «أينشتاين العرب»، وأكد لي خلال الحلقة أن تعليمه مجاني ولم يدخل يوماً مدرسة لغات، ما أعطاني والمشاهدين أملاً بأن التعليم الحكومي في مصر قد يخرج مواهب وعباقرة.للأسف يرى البعض أن البرامج الخالية من المشادات أو الخلافات أو المواجهات غير مطلوبة جماهيرياً. ما رأيك؟ليس هدفي أن يشاهدني الجمهور أو أن يعرفني، لا سيما أنني ممثلة في الأصل. ما أريده فعلاً أن أقدم شيئاً جديداً ومفيداً للجمهور، ولا أتسبب لأحد بالحزن والألم عندما يشاهد برنامجي، لذلك أحرص على تقديم نماذج مشرفة تناسب اسم برنامجي «ضي القمر» تعمل على إنارة الطريق لنا وتشعرنا بأن ثمة أملاً كبيراً في التقدم والتطور.هل ابتعدت عن السياسة أيضاً كي لا تدخلي في منافسة مع مقدمي البرامج السياسية الكبار؟حرصت على أن تكون لي لمسة مختلفة في عالم تقديم البرامج، لأن جمهور السياسية سيقصد المذيعين الكبار الذين احترفوا هذه المهنة منذ سنوات. أما أنا فأفضل أن يكون برنامجي فنياً اجتماعياً بعيداً من السياسة تماماً التي تغضب الجميع أو النكد الذي يتسبّب في حزن البعض. مثلاً، في حلقة عيد الأم رفضت استضافة أمهات الشهداء كي لا أتسبب بحزن الجمهور.«الفن بيتي»أي اللقبين أفضل بالنسبة إليك: المذيعة أم الفنانة؟لا أريد أن أصبح مذيعة. الفن بيتي الأول والأبقى لي لذلك سأهجر هذه التجربة بعد فترة. حتى أنني اتفقت مع مسؤولي القناة على موسم واحد معهم، وأريد أن أقدم حلقات مميزة وقوية أضعها في سيرتي الذاتية.لماذا ستكتفين بهذه المدة القصيرة كمذيعة؟لأنني أعلم أنها تجربة لفترة محدودة وسأتركها في وقت ما. لهذه المهنة أصحابها الذين يملكون الخبرة أكثر مني، وفعلاً وجدت نفسي أستمتع بعملي كممثلة أكثر من ظهوري كمذيعة، وهو غالباً شعور الفنان عندما يعمل في مهنة أخرى.لكن ثمة فنانة أخرى قالت إنها أصبحت تفضل تقديم البرامج عن التمثيل.ربما وجدت نفسها في مهنة تقديم البرامج أكثر من التمثيل، وهي حرة ومسؤولة عن كلامها. مثلاً، قالت لي الفنانة الكبيرة يسرا ذات يوم إن الغناء أفضل وأسهل كثيراً من التمثيل لأن المطرب يقدم أغنيته ويعود إلى منزله، أما الممثل فيبذل مجهوداً كبيراً لأنه يظل فترة طويلة أثناء التصوير.