قرر "حزب الله" استغلال فضيحة الإنترنت غير الشرعي في لبنان، ليطالب بشبكة خاصة به على غرار شبكة الاتصالات الهاتفية التي تسبب التهديد بقطعها في عام 2008 بـ "أحداث 7 أيار" الشهيرة، التي احتل عناصر الحزب خلالها أجزاء كبيرة من العاصمة بيروت وضواحيها.  

Ad

وقال النائب عن حزب الله، حسن فضل الله، الذي يرأس لجنة الإعلام والاتصالات في البرلمان، بعد اجتماع للجنة أعقبه اجتماع مع وزير الاتصالات بطرس حرب، إن "تأكيد وجود شبكة انترنت غير شرعي مرتبطة بإسرائيل يُثبت حاجة المقاومة إلى شبكة داخلية خاصة".

وأوضح فضل الله في مؤتمر صحافي مشترك مع حرب أن "هناك شبكة ألياف ضوئية متطورة (فايبر) جرى مدها في مناطق عديدة من لبنان على أعمدة الإنارة التابعة للدولة، كما أن هناك كابلا بحريا تم مده من نهر الكلب الى نهر إبراهيم لتأمين الإنترنت غير الشرعي".

وأضاف أن هناك "منشآة موجودة على الأراضي اللبنانية مجهزة بتجهيزات عالية، وفق ما أفادتنا به وزارة الاتصالات كانت تعمل على استيراد سعات دولية من الإنترنت، وهي حق للدولة"، لافتا الى أن "الشبكة مخترقة من العدو الاسرائيلي، الأمر الذي يستهدف اللبنانيين جميعا وأمنهم". وتمنى على رئيس الحكومة تمام سلام أن "يدعو الى اجتماع طارئ أمني وسياسي لبحث القضية، وأن يضعها على رأس جدول اهتمامات الحكومة بأي صيغة يراها مناسبة".

حرب

بدوره، أكد حرب أن هناك "خرقا خطيرا لأمن لبنان، ويجب على الجميع التعاون لتوقيف هذا الخرق"، لافتا الى "أننا وضعنا اللجنة في أجواء التدابير التي اتخذتها وزارة الاتصالات". كما دعا الى إخراج "قضية الإنترنت غير الشرعي الخطيرة" من الصراع السياسي.

وقال: "القضية مرتبطة بجهات على علاقة بإسرائيل، ولدينا إثباتات". وأشار الى أن البعض أزعجتهم هذه التدابير لضبط الأمن، قائلا: "لن نقبل أن تتم لفلفة هذا الموضوع، ولن نتوانى عن اتخاذ أي تدابير لحماية أمن اللبنانيين وحماية خزينة الدولة".

جنبلاط

وكان رئيس "اللقاء الديمقراطي"، النائب وليد جنبلاط، سخر من اتهام إسرائيل بالوقوف وراء الشبكة، وقال عبر حسابه على "تويتر": "بدأ الحديث عن تفاصيل الشبكة كما توقعنا، ومن قبل الوزارة المعنية أيضا كما توقعنا، وباعتراف كبير المشرفين والمهيمنين والمحميين في الوزارة المختصة".

وأضاف: "هو الذي ذكر العديد من المواقع، واستغرب المسكين كيف تم تركيبها، وادعى تقريبا جهله بالأمر، يا حرام!، وبدأ التنظير والتهويل والاستغراب كيف أمكن تركيب هذه المعدات في خلسة من الدولة... يا لطيف"!

وتابع: "طبعا سيمسك القضاء بيد من حديد بهذه القضية، لكن المضحك والمبكي في هذا الموضوع هو بداية الترويج بأنها مؤامرة صهيونية، وكأن تلك المعدات أنزلت بفرق خاصة من الكوماندوس الإسرائيلي، وهي تعمل منذ سنوات بشكل سري، إلا أنه جرى اكتشاف الأمر".

وقال: "في هذا السياق، فإن السؤال المطروح هو: لماذا المؤسسات الأمنية المختلفة لم تكتشف هذا الاختراق الصهيوني الخطير الذي أوصل بعض المؤسسات، ومنها الجيش والقصر الجمهوري، للتعاقد، عفوا، للتعامل مع تلك الشبكة الاسرائيلية؟ مضيفا أن تضارب المصالح بين العصابات المختلفة الأمنية والعسكرية والإعلامية والوزارية وغيرها هو الذي يبدو انها فجر الموضوع".

وسأل: "من هو الشخص أو الهيئة المضمونة التي ستستطيع تنظيف هذا الوسخ المتراكم والمتزايد، وبربكم اعفونا من التنظير حول المؤامرة الصهيونية، فوجود أمثالكم مكفّي وموفّي".

في غضون ذلك، بدأ الأسبوع الدبلوماسي الحافل في لبنان، أمس، بوصول الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موغيريني، إلى بيروت ولقائها المسؤولين الرسميين وزيارتها مخيما غير رسمي للاجئين السوريين ومدرسة رسمية في بر إلياس. وتأتي زيارة موغيريني قبل يومين من وصول الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى بيروت، في زيارة تستمر يومين، يرافقه فيها رئيس البنك الدولي جيم يونغ - كيم.

واستهلت موغيريني لقاءاتها بزيارة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام. وقالت بعد اللقاء: "ناقشنا التصميم المشترك لتقوية التعاون بين لبنان والاتحاد الأوروبي في مواجهة الإرهاب. وناقشنا أيضا سياسة الدعم التي يستطيع الاتحاد تقديمها الى لبنان من أجل تفعيل العوامل التي من شأنها حفظ الاستقرار في هذه الظروف الصعبة، ما يتطلب انتخاب رئيس للجمهورية ومجلس نواب فاعلا، إضافة الى التعاون مع الحكومة، وأن تجرى انتخابات محلية قريبا لتعزيز صمود لبنان وشعبه في ظل هذه الظروف".

وختمت: "ناقشنا طريقة إدارة أزمة اللاجئين السوريين الكبيرة ومساعدتنا لبعضنا في هذه الأزمة الإنسانية التي نواجهها معا، واتفقنا في مؤتمر لندن على دعم لبنان بأشكال مختلفة،

ولاسيما من الناحية المادية لمساعدته في مواجهة هذه الأزمة. وقد استثمرنا كثيرا في هذا المجال لجعل لبنان أكثر صمودا". كما زارت موغيريني رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل.

جزين

في سياق منفصل، صدر عن مجلس الوزراء، بناء على اقتراح وزير الداخلية نهاد المشنوق، مرسوم رقم 3098 لدعوة الهيئات الناخبة لانتخاب نائب في جزين. المرسوم 3098 بدعوة الهيئات الناخبة لانتخاب نائب عن المقعد الماروني بقضاء جزين، الذي شغر بوفاة النائب ميشال حلو (تكتل التغيير والإصلاح). وقد تكتسب المعركة نوعاً من السخونة في حال قرر زعيم حركة "أمل" رئيس مجلس النواب نبيه بري ترشيح شخص للمقعد. وستكون المعركة أيضا اختبارا للتفاهم بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" وقد تتحول الى معركة مسيحية معنوية، في حال قرر حزب "الكتائب اللبنانية" أن يواجه "الثنائية المسيحية".

عسيري: السياسة في لبنان تشبه طقس بريطانيا

وصف السفير السعودي في لبنان، علي عسيري، في حديث صحافي نشر أمس، لبنان بأنه "بلد المفاجآت"، معتبرا أن "أحداً لا يمكنه أن يتنبأ كيف سيكون الجو السياسي فيه"، مستنتجاً أن "السياسة في لبنان تشبه الطقس في بريطانيا"، التي تشهد تقلبات مناخية سريعة.

وأشاد عسيري بالتنوع في لبنان، معتبرا أن "الوجود المسيحي العربي وهذا المزيج من الطوائف والمذاهب، كلها عوامل ساهمت في تكوين شخصية لبنان المميزة وتركيبته النادرة".

وأكد السفير السعودي أنه "لن يأتي للبنان من المملكة إلا الخير ونقطة على السطر".