وجع المرأة العربية
![طالب الرفاعي](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
يحتفل العالم في كل عام بيوم المرأة العالمي، تقديراً لعطائها، لكن عالمنا العربي يجب أن يحتفل في كل يوم أمام عظمة وصبر ومثابرة المرأة العربية. فالأوضاع غير الإنسانية التي يمر بها هذا الوطن الممتد من الماء إلى الماء ما كشفت معدنا أصيلاً وكريماً ولامعاً كمعدن المرأة العربية المقاومة. المرأة العربية التي صار وجودها اليومي كفاحاً بحد ذاته. إن الاحتفال بيوم المرأة العالمي في أقطار الوطن العربي هو وقوف مؤلم على واقع يومي صار من الصعب تغييره، وصار أصعب التعايش معه. لذا ليس أمامنا إلا الشد من عضد المرأة وعمل كل ما يمكن عمله لمساعدتها في عيش وتجاوز هذا المأزق القاتل الذي تمرّ به. إن المؤسسات الرسمية والأهلية وكذلك مؤسسات المجتمع المدني، مدعوة على طول وعرض الدول العربية، وعلى الأخص تلك التي مازالت تتمتع والحمد لله بأمان وسلام، أن تهب لمساعدة المرأة، سواء كانت في تخفيف معاناتها أو رفع الظلم عنها، في بلدانها المحاصرة، أو إعانتها على الخروج من تنور الموت والظلم، وتسهيل وصولها إلى أماكن آمنة. إضافة إلى مساعدة الملايين اللاجئين وتحديداً في لبنان والأردن فهم يعيشون أوضاعاً معيشية مزرية، وتتحمل المرأة الوجع الأكبر فيها. كما أن الكاتب العربي، أياً كان الشأن الذي يكتب فيه، هو مطالب بالتنادي للوقوف إلى جانب المرأة، ومساعدتها في رفع الظلم الذي يحيط بها.عاش العرب عقوداً وهم يرددون بحسرة كلمة لاجئ للإشارة إلى الإخوة الفلسطينيين، واليوم يتكلم العالم بأسره مردداً كلمة اللاجئ العربي. غصت بقاع الأرض باللاجئين العرب، وصار العربي قرين الهرب من وطنه، وصارت المرأة العربية تتعرض في كل يوم لألف إهانة وإهانة، هذا إذا قُدر لها أن تعيش يومها.تحية من القلب والروح للمرأة العربية، في نضالها المفروض عليها لكي تبقى على قيد الحياة.تبقى شجرة تحمي أسرتها وكل من يستظل بحنانها وعطفها.