في أول ترجمة عملية للزلزال السياسي والعسكري الذي أحدثه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإعلانه إتمام المهمة في سورية وبدء انسحابه العسكري منها، غادر أول سرب من القاذفات والمقاتلات الروسية الأراضي السورية أمس، وسط تساؤلات متواصلة بشأن خلفية هذا القرار المفاجئ. 

Ad

وحاولت موسكو أمس ضبط إيقاع انسحابها حتى لا تتسبب في انهيار كبير في الميدان السوري، معلنة أنها ستواصل غاراتها ضد الإرهاب وستبقي هناك على منظومة «إس 400» الدفاعية الصاروخية المتطورة.

غير أن هذه التصريحات، إضافة إلى الترحيب الحذر بالإعلان الروسي في واشنطن والعواصم الأوروبية، لم يقللا من أثر «زلزال ليلة 15 مارس».

ففي دمشق، سعى نظام الرئيس بشار الأسد إلى التقليل من القرار الروسي محاولاً تجييره لمصلحته من خلال تصريح لمستشارة الأسد بثينة شعبان التي رحبت للمرة الأولى بما أسمته «التنسيق الروسي- الأميركي فيما يخص استقرار سورية والمنطقة»، متوقعة ضغوطاً أكبر من واشنطن على رافضي «التسوية». 

في المقابل، أوفدت دمشق،نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الى طهران حيث التقى علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي. 

وفي تصريحات ذات دلالة، قال ولايتي، خلال لقائه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، إن «سورية وإيران في جبهة واحدة وعلاقاتهما تتأصل، وآثارها مشهودة»، مضيفاً: «رغم أن انضمام روسيا إلى محور المقاومة يعدّ تطوراً أساسياً، فإن إيران ستبقى البلد الثاني للسوريين».

ورغم تريثها إلى حين ترجمة الانسحاب على الأرض، لم تُخْفِ «الهيئة العليا للمفاوضات» ترحيبها بالخطوة الروسية، معلنة استعداد وفد المعارضة في جنيف لإجراء محادثات مباشرة مع وفد الحكومة الذي رُصِد عليه ارتباك منعه من إخراج أي تصريحات ذات مغزى. 

وفي حين انعكس هذا التطور تهديداً ووعيداً من «جبهة النصرة»، قَصفت مروحيات روسية أمس مواقع لتنظيم «داعش» في محيط مدينة تدمر الأثرية بمحافظة حمص، دعماً لقوات النظام، التي باتت على بعد 4 كيلومترات منها.