ترانيم أعرابي: هو إنجاز لا إعجاز
![عبدالرحمن محمد الإبراهيم](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1464721320315559800/1464721330000/1280x960.jpg)
في الكويت وجدت أن الاحتفاء بالإنجاز عكسيا، بمعنى أن الطفل ذا الـ٥ سنوات عندما يرسم الرسمة ذاتها التي رسمها البريطاني تجد أن القليل يحتفي به، وإذا كبر الطفل ذاته وتفوق ولم تسلط عليه وسائل الإعلام الضوء نجده يعيش فرحة إنجازه لوحده، وربما مع قلة حوله، لكن عندما يكبر ويبدأ يعمل تجده يجعل من الواجبات التي ينجزها إنجازا عظيما فيُحتفى به وكأنه حاز نوبل. وبما أننا استشهدنا بالغرب الأكاديمي فسأستشهد بجامعة الكويت، فقد رأيت بعيني لوحة كبيرة معلقة على غرفة أحد الكوادر الأكاديمية في الجامعة وقد وضعت في إطار فيها ملخص لبحث قام هذا الأكاديمي بنشره! وهذا يشعرني شخصيا بأن من علق اللوحة لا يجد التقدير الكافي من المؤسسة التي يعمل بها وهذا حق أصيل له أن يعلق على باب مكتبه ما يريد، لكن في الوقت ذاته هناك مشكلة في مدى تقييم الإنجاز عن الطبقة المثقفة.أن تعلن جهودك أو إنجازاتك سواء كانت بحثية أو علمية أو في أي مجال أنت تبدع به فهو واجب عليك، فالدعاية اليوم من أهم مصادر المعرفة، ولولا الدعاية عن كتاب أو بحث أو حتى برنامج تلفزيوني هادف لما وصل إلى شريحة كبيرة من المهتمين، لكن أن تشعر بأن هذا العمل هو عمل لا مثيل له فهنا نختلف، ولعل أحد أهم الأسباب التي تجعل صاحب العمل يشعر بأنه إنجاز هو قلة المنجزين حوله، فالبيئة في الكويت ليست تنافسية، وكذلك في أحيان كثيرة يفرض المجتمع المجاملة على من ترسل له عملك، فيجاملك بالمديح المفرط إما لجهل عنده أو لخوف مما يكون في نفسك عليه.نحتاج أن نعتز بالواجبات التي نقوم بها، ونحتاج أيضا أن ننشر أعمالنا للمهتمين بها، لكننا نحتاج أيضا أن ندرك أن هذه الأعمال لن تكون خالدة إلا إذا كانت متقنة والإتقان لا يأتي في بدايات الإنسان في الغالب، وإن كانت هناك نماذج تخالف هذا الرأي، وأذكر نفسي وإياكم بأن من قوانين الحياة الأساسية المراحل، فمن يسبق مرحلته دون نبوغ يحرق ذاته بسرعة! لنشجع من يستحق وننتقد بإيجابية من يحتاج النقد، وليتنا نصدق في آرائنا خصوصا في مجالات التخصص، وتكون هذه الآراء مدعومة بالدليل والبرهان، فالتشجيع لا يعني أن نكذب إنما يعني أن نرفع من معنويات الشخص ونوجهه.شوارد:"ليس هناك خطوة واحدة عملاقة حققت الإنجاز، إنما الإنجاز مجموعة من الخطوات الصغيرة"أنتوني روبنز.