• يعرف الباحث كريستوفر هيل السياسة الخارجية بأنها عملية مستمرة من التدويل للقضايا اليومية، ويعرفها البعض أيضا بأنها باقة من العلاقات الخارجية التي تتمتع بها الدولة، ومن ضمن الباقة التي شملتها سياستنا الخارجية تأتي المبادرة الكويتية والخليجية لإنقاذ اليمن، وذلك باستضافة الكويت الحوار اليمني عبر جمع الفرقاء المتنازعين ودعوتهم إلى المشاركة بالمفاوضات رغبة من دول الخليج في فتح الأبواب لإيجاد حلول للأزمة وإعادة إحياء المبادرة المطروحة منذ عام 2011 تحت المظلة الخليجية لوقف النزاع، وقد اشترطت الكويت وضع السلاح جانبا قبل الدخول في مفاوضات جادة طبقا للقرار 2216 المتفق عليه دوليا ومحليا.

Ad

 لقاء الكويت يلقى الدعم الأميركي والروسي وتأييد الاتحاد الأوروبي، والمملكة العربية السعودية تنظر بتفاؤل إلى "إعادة الأمل" في المنطقة بدءا باليمن ومرورا بسورية وانتهاء بالدول العربية كافة، فهل ينجح حوار اليمن في ظل المبادرة الخليجية المعدلة التي تشترط الانتقال السلمي وتفعيل البرلمان وإزالة سبل التوتر؟ وهل سيشهد الوضع تطمينات بعدم التدخل الإيراني بالشأن الخليجي واليمني؟ وهل السيناريو اليوم شبيه بسيناريو الستينيات عندما استضافت الكويت الأطراف اليمينة الشمالية والجنوبية للحوار والمصالحة مع مصر والمملكة العربية السعودية؟ أم أننا كما يقول أبو بكر سالم: "الزمن ما تغير .. بس أهل الزمن متغيرين؟!".

• لا يمكننا أن نتابع الأحداث السياسية باليمن وسورية ومنطقة الخليج في غياب التحليل السليم، فهو مفتاح رئيس لفهم السياسة الخارجية، وذلك من خلال تحليل الأحداث وربطها بتاريخ الدول ونظريات العلاقات الدولية، أقول ذلك بعد متابعتي لتناول الباحثين قضية الاحتواء الأميركي والأوروبي لإيران، أي تمكين إيران من شق طريقها إلى المجتمع الدولي، وربط ذلك باستقرار مبدئي سياسي بسورية واليمن، وقبل انعقاد مؤتمر مجلس التعاون الخليجي بحضور أوباما، انطلقت المراكز البحثية المتخصصة بالعلاقات الدولية بمحاولات عديدة للتنبؤ بالمشهد الخليجي القادم في تهيئة الأجواء للسلام "الحار" لاحتواء اليمن والسلام "البارد" لتمكين إيران من استعادة مكانتها اقتصاديا وسط تخفيف العقوبات، وتطمين دول الخليج بعدم العودة إلى سلوك إيران بالثمانينيات وتهديدها بتصدير الثورة وعدم الاستقرار للخليج. وكمتابعين للنهج التاريخي ما زلنا نتذكر نظام "الأعمدة الثنائية" لنيكسون بمنطقة الشرق الأوسط الذي اعتبر إيران والمملكة العربية السعودية لاعبين اساسيين في المنطقة آنذاك، واليوم تتمتع المملكة العربية السعودية بأبعاد جيوسياسية مما أكسبها الثقة والدافع لمد جسر التنمية والتعاون "جسر الملك سلمان" باتجاه القارة الإفريقية بشكل عام وفي قلب مصر والمصريين بشكل خاص.

• كلمة أخيرة:

 تصاحب دعوات الأعراس بطاقة تستجدي الحضور بعدم التصوير، ومع ذلك ينطلق الشغف النسائي مصحوبا بعدم الاكتراث بالقوانين حتى تنتشر الصور عبر الواتساب والسناب تشات. فما الخطوة القادمة؟ هل نحن بحاجة لقانون وعقوبة واضحة؟ أم أننا بحاجة للاستعانة بالشرطة النسائية؟ ولكم التعليق.