لا تستغربوا تصريحات عبدالحميد دشتي الأخيرة تجاه السعودية , فالرجل هو بذاته وبشحمه ولحمه الذي لم يستطع في لقاء تلفزيوني أن ينطق بالفرنسي اسم جامعته الفرنسية التي منحته شهادة الدكتوراه! فكيف نطلب منه الآن أن ينطق بشهادة صدق كويتية للسعودية بموجب أبجدية لغتنا الواضحة والمعروفة! تلك اللغة الفصحى التي تحدث بها لسان سمو الأمير، حفظه الله، في كل خطاباته، مؤكداً بلسان كويتي مبين، وفي كل سطر فيها، عمق العلاقة بيننا وبين المملكة ودول الخليج, وتلك اللغة التي صدحت بها فوهات بنادق جنودنا المشاركين مع إخوانهم السعوديين في عاصفة الحزم ثم الأمل وفي التحالف ضد الإرهاب, وتلك الأبجدية التي جسد حروفها كل لسانٍ كويتي ناطق بلغة تاريخية سليمة من حوادث المصالح الشخصية, لسان يعرف أبجديته الوطنية من "ألف" مبارك وعبدالعزيز إلى "ياء" جابر وفهد وصباح وسلمان مروراً بـ"سين" الغزو العراقي المشؤوم لبلادنا والذي كانت "جيم" السعودية أول من أجاب عليها بدماء زكية أريقت فداء لحريتنا وأرض فتحت ذراعيها بلا منة لاحتضان شتاتنا, لسان كويتي يعرف يقيناً تلك الـ"عين" التي يرى بها السعودية داراً قبل أن يراها جاراً, ويراها "أخاً" وعضداً ولا يراها "آه" حسرة يتأوه بها حاسد حنقاً وغيظاً مطالباً باستهدافها.

Ad

 نحن والسعودية والخليج تجمعنا سفينة واحدة تبحر فوق بحور شعر تفعيلاتها بمصير واحد وقوافيها مصلحة واحدة, وأوزانها سحاب التاريخ الثقال, سفينة مبحرة يلاعب شراع حاضرها رياح المستقبل ويرقص موج ماضيها "عرضة السيف" مع شطآن السنين, عرضة شرف خلقت حصرياً لطيور شلوى، ولم تخلق لعراض الوجوه من فئة طير ابن برمان "الحاذف الحية على رأس راعيه".