تسبب موقف الكنسية المصرية الرافض لتصريحات السيناريست محمد العدل، حول نيته البدء في كتابة سيناريو عمل درامي يُجسد حياة بابا الأقباط الراحل شنودة الثالث، في حالة واسعة من الانتقاد للكنيسة التي تتمسك بحق الرجوع إليها أولاً قبل إطلاق هذا العمل الفني، ما اعتبره نشطاء أقباط بمنزلة سلطة دينية مرفوضة على الأعمال الفنية.
ورغم تأكيد العدل أحقية الكنيسة في مُراجعة النصوص الدينية في العمل الدرامي، بررت الكنيسة موقفها الرافض بالتأكيد على أنها لن تقبل بعمل فني يُجسد مسيرة البابا شنودة إلا بعد الحصول على تصريح منها، لضمان مُراجعة النص الدرامي أولاً قبل عرضه.وقال بيان المجمع المُقدس، أمس الأول، «البابا وهب حياته للكنيسة أكثر من 60 عاماً، وتاريخه ملك للكنيسة، وهي وحدها الأمينة عليه».الكاتب سليمان شفيق، اعتبر تصريحات الكنيسة جزءا من التدخل الدائم للسلطات الدينية في رقابة العمل الفني، وقال لـ «الجريدة»: «الفن لابد أن يكون مستقلا عن السلطات الرقابية». وأكد «كان حريا بالكنيسة التوجه بالشكر للسيناريست محمد العدل لتفكيره بإحياء ذكرى البابا شنودة من خلال عمل درامي»، ولفت إلى أن دور الكنيسة هو الاطلاع فقط على الجوانب الدينية في العمل الدرامي.من جانبه، انتقد البرلماني السابق، جمال أسعد، موقف الكنيسة، وقال لـ «الجريدة»: «لا يحق للكنيسة أن تكون حجر عثرة أمام الإبداع الفني، وإن كان البعض يُقر لها الحق في مراجعة الجوانب العقائدية في العمل الفني، لا مُراجعة السيناريو»، وأكد «الكنيسة تُبيح لنفسها إنتاح أفلام دينية ليس لها دور سوى إذكاء المناخ الطائفي، لكونها تبشيرية»، مُرجّحاً فشل أي عمل درامي يُجسد حياة البابا شنودة تقوم الكنيسة على إنتاجه بـ «غرض التبشير فقط».منسق حركة «شباب كريستيان» القبطية، نادر صبحي، وصف بيان المجلس الملي بـ«غير الواضح والمُبهم»، وأكد لـ «الجريدة» ضرورة أن تُبيّن الكنيسة موقفها من عمل فني يُجسد حياة البابا شنودة، ثم توضح بعد ذلك شروط صدور ذلك العمل، والتي من المؤكد أن تشمل مُراجعة الجوانب الدينية، في حياة البابا وهو أمر مُتعارف عليه أثناء تجسيد حياة القيادات الروحية في كل ديانة، كما يفعل الأزهر في الأعمال الفنية الدينية.
دوليات
انتقادات لسعي الكنيسة لفرض وصايا على تجسيد شنودة درامياً
04-03-2016