{لا تجبر الإنسان ولا تخيره، يكفيه ما فيه من عقل بيحيره، اللي النهارده يطلبه ويرضاه، هو اللي بكره هيشتهي يغيره.. وعجبي!}... رباعية للشاعر الكبير صلاح جاهين تنطبق على علاقات تبدأ بالحب قبل أن تصل إلى ما يشبه حرباً تنتهي بانتصار أحد الطرفين، أو خسارتهما معاً. وسجال عز وزينة الأحدث على الساحة الفنية ليس الأول، كما أنه لن يكون الأخير، فالذاكرة ما زالت تحتفظ بأسماء كثيرة خاض أصحابها صولات وجولات وصل بعضها إلى ساحات المحاكم، وأخرى تم الانفصال فيها بهدوء. والسؤال: هل تؤدي مهنة الفن دوراً في زيادة حالات الطلاق السريع، أم أنها بريئة تماماً من ذلك، خصوصاً مع زيادة معدلات الطلاق عموماً وفي أعمار مختلفة، وبعد أشهر قليلة من الارتباط، وفقاً لإحصاءات الجهات المختصة.

Ad

يحرص فنانون كثيرون على عدم وصول مشاكلهم إلى الشرطة والمحاكم، حفظًا لماء الوجه أمام جمهورهم، إلا أنهم في بعض الحالات لا يجدون أمامهم غير اللجوء للقضاء، مثلما حدث أخيراً مع زينة وأحمد عز، فبعد الحكم بنسب الطفلين إلى عز، واستمرار إنكاره ذلك، رفعت الأم قضية خلع تبعتها بقضية نفقة. وقبلهما دخل الفيشاوي الصغير في سجال مماثل بدأ بنكران النسب، وانتهى باعتراف، ثم سعادة بهذه الأبوة، والندم على فترةالإنكار.

ثمة أيضاً مشاكل عدة دخلتها رانيا يوسف، سواء مع والد بناتها وزوجها الأول محمد مختار، أو زوجها الثاني رجل الأعمال كريم الشبراوي، وهي طلبت الانفصال عنه بعد ثلاثة أشهر من الزواج، تبعتها قضايا أخرى حول تلفيقه لها اتهاماً بحيازة مخدرات، وما زالت القضايا بينهما تتداول في المحاكم.

بدورها قدمت هايدي كرم دعوى خلع من زوجها بسبب غيرته الشديدة من نجاحها الفني، كما فالت، وافتعال خلافات طوال عشر سنوات هي مدة زواجهما.

أما أغرب الحالات فتلك التي تعرضت لها الفنانة المعتزلة ميار الببلاوي من زوجها رجل الأعمال والمنتج عبد الله الكاتب، وهو طلب منها الطلاق في جملة بسيطة، قائلا: {أنا عايز أطلق}، والأغرب أنه طلّق {ضرة} ميار في ذات اليوم، مرجعاً السبب إلى أنها سافرت من دون إذنه، مما سبب له الضيق. عموماً، هي ليست المرة الأولى لميار والكاتب، حيث تعدّت مرات طلاقهما ورجوعهما الحد المسموح. حتى أنهما اضطرا إلى اللجوء إلى محلل. كذلك طلاق لقاء سويدان من الفنان حسين فهمي بعد زواج استمر خمس سنوات، وقضايا متبادلة حول مستحقاتها من نفقة ومؤخر صداق وصلت إلى ربع مليون جنيه يرفض دفعها {الواد التقيل}.

طلاق هادئ

أشهر حالات الطلاق الهادئ كانت بين هيفاء وهبي ورجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، فقد افترقا من دون ذكر أسباب أو تفاصيل. من تلك الحالات الهادئة والمتحضرة أيضاً طلاق روبي المفاجئ من زوجها المخرج سامح عبد العزيز بعد سنة سوياً، رافضين إبداء الأسباب، وبعد ولادة طفلتها بثلاثة أسابيع فقط.

المطرب محمد منير (أشهر عازب في تاريخ الوسط الفني في مصر) تزوج فجأة من إحدى نساء بلاده النوبة، وكانت تبلغ من العمر أربعين عاماً، ثم انفصلا بعد نحو ثلاثة أسابيع، وكان تعقيبه على الحدث أنه {مالوش في الزواج}.

أما الفنانة سوسن بدر فجاء طلاقها من النوع السريع من الشاعر سامح آل علي بعد زواج استمر 10 أشهر، ولم تذكر بدر أسباب الانفصال، ممتنعةً عن الدخول في تفاصيل حياتها الشخصية، فيما سبق لها الزواج ست مرات أبرزها من السيناريست الراحل محسن زايد، والمخرج باسم محفوظ، وهي أنجبت ابنتها من زوجها الأول من خارج الوسط الفني.

رأي علم الاجتماع

حول رأي علم الاجتماع في ظاهرة زواج الفنانين السريع وطلاقهم الأسرع، تقول د. سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن زواج الفنانين وطلاقهم السريع والمفاجئ يرجع  إلى عملهم في المجال نفسه، حيث الانشغال الدائم يحول بين توطيد العلاقة في جو حميمي صادق بعيداً عن الكاميرات، كذلك يؤثر العمل على الحالة النفسية، فضلاً عن تأثيره المضر على الأعصاب وخلايا التركيز، نظراً إلى الإرهاق المستمر أمام الكاميرات. ويسود العلاقة أيضاً إحساس بالتنافس ورغبة كل طرف في التفوق على الآخر. من هنا، تنشأ الأسرار، فلا يشارك الطرفان بعضهما الآراء في قبول عمل معروض على أي منهما أو رفضه، ولا ننسى عدم الالتزام بالمواعيد والواجبات العائلية تجاه بعضهما أو تجاه عائلتهما، ما يسبب تأثيرات نفسية سلبية تتراكم مع الوقت حتى يتم اتخاذ قرار مفاجئ بالانفصال.