«من يوم ما انسرق البساط»
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
لم يتعلم الكبار أو الصغار الذين يدورون في فلكهم بعد سلب وعيهم بزمنهم من دروس عواصف ماضية، كانوا يحسبون أن الأمور خالدة، وأن الزمن مفصل على مقاييس أجسادهم المنتفخة، ومثلما سارت أمورنا على بركة الصدفة، ستمضي بها البركة إلى ما شاء الله. إحباط ويأس وغضب مكتوم وقلق من القريب القادم، ماذا سيكون وكيف سنكون؟ رفع الدعوم، زيادة رسوم، ضرائب، تخفيض العملة، تضخم أو كساد أو الاثنان معاً، غياب فرص عمل في الحكومة وفي قطاعها الخاص التابع. ما العمل؟ يظل فرسان المجلس يزعقون دون توقف: لا مساس بجيب المواطن، ولن نرضى أن يمرر الموس فوق الرؤوس...! حفلات مزايدات وتكسب لشعبويات ليس لها أول ولا آخر، بينما الزمن يشحذ سيفه لبتر الرقاب، وجماعة المجلس يتحدثون عن أمواس من دكاكين الحلاقة... كرة العجز تكبر في كل لحظة، ومازال "سيفوه" الحكومة والمجلس على حطة إيدكم، قدم للأمام وعشرة للخلف.الأمواس شقت جيوب المستقبل إذا كنتم تدرون أو لا تدرون، لكننا مازلنا نريد حلولاً من دون تضحيات، ونريد راحة بحبوحة الاستهلاك تمضي بدروبها دون توقف، نريد متابعة مسلسلات "سوب أوبرا" التركية والمصرية، ومسلسلات رمضان في حفلات التسابق بالعرض بقنوات السخافة العربية بعد وجبة فطور دسمة طبخها الهندي والفلبينية، نريد أن يدفع الكبار الذين طووا البساط تحت آباطهم ومضوا الثمن قبل أن يدفعه الغير...! كيف يمكن ذلك إذا كان وعينا بالأزمة مازال محصوراً بدكاكين الحلاقة بمجمع المجلس وعند حكومة مشاريع تهدئة الخواطر...؟!من غير ألم ومن غير معاناة ومن غير وعي وهذا الأهم... لا مستقبل لنا غير الضياع، فلسنا أفضل من غيرنا من إخواننا العرب الذين يعانون الفقر والتشرد والجوع... اصحوا يا ناس، فالبساط سرق أو طار... لا فرق.