عكست الصورة الساخرة التي ظهرت بها الجلسة "الإجرائية" لمجلس النواب المصري، أمس الأول، حالة الاستياء الشبابي من البرلمان الذي يعبر عن نتاج ثورة 30 يونيو 2013، لتتعمق عزلة شريحة كبيرة من الشباب، الذي غاب ـ بطبيعة الحال ـ عن المشاركة بفاعلية في الانتخابات البرلمانية، التي أجريت نهاية العام الماضي.

Ad

كانت جلسة البرلمان الأولى، أمس الأول، تسيَّدت النقاش على موقعي التواصل "فيسبوك" و"تويتر"، وشهدت موجة سخرية وانتقادات لاذعة، خصوصاً مع ظهور معظم نواب البرلمان وهم يتحدثون في هواتفهم المحمولة غير مكترثين بالجلسة التي يفترض أن تختار الهيكل التنظيمي للمجلس.

وأطلق نشطاء من جيل الشباب 9 "هاشتاغات" على "تويتر" عكست حالة التهكم من الجلسة الإجرائية، أبرزها "الجلسة الأولى" و"مجلس الشعب" و"توفيق عكاشة" و"خالد يوسف"، كما لم يسلم النواب من التعليقات اللاذعة للجمهور الافتراضي، حيث علق مغردون على ظهور نائب يقترب من الكاميرا ليلوح بيده فرِحاً بوجوده ضمن الجلسة الأولى، وعلق آخر بأن "المجلس سينافس في الكوميديا (مسرح مصر)".

بالتوازي، انتشرت العديد من رسوم "الكوميكس"، تسخر من مواقف حدثت خلال الجلسة، أبرزها المشكلة التي افتعلها النائب مرتضى منصور، بعد أن قام بتغيير صيغة القسم، اعتراضاً على ديباجة الدستور، مؤكداً أنه لا يعترف بثورة 25 يناير.

وفي أول رد فعل رسمي على ارتفاع نغمة السخرية، قال رئيس البرلمان علي عبدالعال في جلسة، أمس، التي شهدت انتخاب الوكيل الثاني للمجلس، إن "ما حدث في جلسة الأحد وتسبب في السخرية أمر غير مقبول، ولا يمكن تكراره"، في حين قال مدير المركز الوطني للاستشارات البرلمانية رامي محسن، إن الجلسة الإجرائية كانت كوميدية لأن النواب أغلبهم حديثو العهد بالعمل النيابي، متوقعاً غياب هذه الأخطاء في الجلسات المقبلة.

في حين، قال الكاتب السياسي صلاح عيسى لـ"الجريدة" إن الشعب المصري ساخر بطبعه ويقوم بذلك لينتقد الحكام وممثليه في البرلمان، موضحاً أن أعضاء البرلمان عليهم الالتفات إلى هذه الانتقادات لمعالجة أساليبهم لئلا يتحولوا إلى "نكتة"، بينما قال المتحدث الإعلامي لحزب "مستقبل وطن" أحمد سامي لـ"الجريدة" إن "انفجار موجة السخرية سببه أن الدولة غير قادرة على الوصول إلى الشباب".