إجراءات قاسية بحق كوريا الشمالية
عاد كيم جونغ أون إلى ممارسة حيله مجددا، ففي السادس من يناير أجرى اختبار تجربة نووية أعلن أنها (وعلى الأرجح لم تكن كذلك) قنبلة هيدروجينية، وفي السابع من فبراير وضع قمرا صناعياً في المدار مظهرا القدرة على استخدام صواريخ بعيدة المدى بإمكانها إطلاق رأس حربي نووي إلى الأراضي الأميركية، أما الآن فقد أعدم رئيس أركان الجيش الكوري الشمالي لأسباب تبقى غامضة. باختصار لا يزال النظام الستاليني الأخير المتبقي في العالم خطيرا وقمعيا أكثر من أي وقت مضى، لكن لحسن الحظ، أن عدوان كيم سيحصل أخيرا ولو متأخرا على بعض التراجع الشديد، وكرد فعل على اختبارات الصواريخ النووية أغلقت كوريا الجنوبية مجمّع كايسونغ الصناعي، وهو مشروع استثمار في كوريا الشمالية يديره مديرون كوريون جنوبيون وتموّله كوريا الجنوبية ويستخدم عمّالا كوريين شماليين. وقد أشارت صحيفة النيويورك تايمز "شكّت كوريا الجنوبية أن كوريا الشمالية أخذت حتى الآن مبلغ 560 مليون دولار أميركي كانت المصانع الكورية الجنوبية قد دفعتها لموظفيها منذ عام 2004، واستعملت المال لتطوير أسلحتها وصواريخها النووية". سيشكل إغلاق مجمّع كايسونغ الصناعي ضربة مالية كبيرة لنظام بيونغ يانغ الذي كان يعتمد على الإيرادات التي كان يدرّها هذا الالتزام. أعلنت كوريا الجنوبية أيضا أنها مستعدة لنشر منظومة دفاع جوي صاروخي من نوع أرض -جو، تستعمله الولايات الأميركية المتحدة، ويملك القدرة على تأمين دفاع أفضل للكوريين الجنوبيين والقوات الأميركية المتمركزة في كوريا الجنوبية من صواريخ كوريا الشمالية. وتصرف مجلس الشيوخ الأميركي من جهته لتكثيف الضغط على كوريا الشمالية بإصدار تشريعات بعقوبات جديدة مماثلة لتلك التي سبق أن صُدِّقت في مجلس النواب، والتي ستشمل العقوبات "الثانوية" على شركات من دول أخرى تقوم بأعمال تجارية مع كوريا الشمالية، والتي تعود بالفائدة على برامجها النووية والصاروخية، وتشمل أيضا 50 مليون دولار أميركي للبث داخل كوريا الشمالية لتقويض احتكار النظام للمعلومات.
كان ينبغي أن يتم كل هذا منذ سنوات، وعدم أخذ إدارة أوباما زمام المبادرة لفرض عقوبات محير، لكنها، كما في قضية إيران، عوضا عن ذلك، كان لا بد من أن تنجرف في متاهات جرّها إليها الكونغرس، ولكن أن يفعلوا شيئا حيال الأمر ولو متأخرا خير من ألا يفعلوا شيئا أبدا. ومن الجيد أن نرى أن صنّاع السياسة في واشنطن وسيول يتخلون عن أي أوهام بأن كوريا الشمالية قادرة في ظل النظام الحالي على اعتماد سلوك أفضل أو أنه يمكن استمالتها عبر البيانات أو التواصل الدبلوماسي. السياسة الوحيدة المعقولة هي تلك التي أوجزها خبيران من كوريا الشمالية سونغ يون لي وجوشوا ستانتون كالتالي: "افرضوا العقوبات على كوريا الشمالية، ولا تتوقفوا حتى يُنزَع السلاح منها وتبدأ بإصلاحات لا رجوع عنها". أو "إن لم تتم الإصلاحات فلا تتوقفوا حتى ينهار النظام البغيض في الشمال" ويمكن إعادة توحيد شمال كوريا وجنوبها، كما أوضح خبير آخر من كوريا الشمالية، سو مي تيري، في هذه المقالة لمجلة الشؤون الخارجية Foreign Affairs. * ماكس بوت | Max Boot