في مراسم جنائزية مهيبة ترأسها بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني وتقدمها الرئيس عبدالفتاح السيسي، ودعت مصر، أمس، عميد الدبلوماسية المصرية، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة بطرس غالي، عن عمر ناهز 94 عاماً، بعد معاناة مع المرض.

Ad

وأقميت صلاة الجنازة على غالي، في مقر الكنيسة البطرسية (شرق القاهرة)، وتم دفن الجثمان في مقابر العائلة داخل الكنيسة ذاتها.

ونعى السيسي ببالغ الحزن الفقيد، وقدم التعازي لأسرته ولتلاميذه في أرجاء الوطن وخارجه، وحرص على المشاركة في الجنازة العسكرية التي نُظمت قرب مسجد المشير طنطاوي في ضاحية "التجمع الخامس" شرق القاهرة.

وقال السيسي، فى بيان له، أمس، "مصر والعالم فقدا قيمة وقامة سياسية وقانونية رفيعة، فالفقيد أثرى عبر مسيرته الطويلة السياسة الدولية فكراً وعملاً، بوصفه دبلوماسياً قديراً وخبيراً في القانون الدولي، وكاتباً نُشرت مؤلفاته على نطاق واسع".

وغالي هو ابن عائلة قبطية ذائعة الصيت، إذ كان جده رئيس وزراء مصر بطرس نيروز، وهو عم وزير المالية السابق يوسف بطرس غالي، وقد أنهى غالي درجته الجامعية الأولى في جامعة القاهرة العام 1946، ثم حصل على درجة الدكتوراه في القانون الدولي في جامعة باريس في 1949، وعمل بعد ذلك في تدريس القانون الدولي، والعلاقات الدولية، في جامعة القاهرة وجامعات أخرى في أميركا وأوروبا والشرق الأوسط، وإفريقيا، وألف عدة كتب بالعربية والفرنسية.

وغالي من المصريين الذين تبوأوا أرفع المناصب على المستويين الداخلي والخارجي، كما كانت له إسهامات عديدة في مجالات القانون الدولي، وحقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن مشاركته الفعالة في مفاوضات كامب ديفيد التي ساهمت في عودة شبه جزيرة سيناء إلى الحضن المصري، كما كان من أكثر المهتمين بقضايا قارة إفريقيا.

وشغل غالي الذي وافته المنية الثلاثاء الماضي، العديد من المناصب الدولية الرفيعة بينها، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، والمنظمة الدولية الفرانكفونية، وشغل داخلياً منصب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان سابقاً، والنائب الأسبق لرئيس مجلس الوزراء للشؤون الخارجية.

مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير معصوم مرزوق، وصف بطرس غالي بـ"الدبلوماسي والقانوني العظيم"، وتابع: "كان متواضعاً بشكل كبير، وساهم في تنمية العلاقات المصرية الإفريقية"، موكداً لـ"الجريدة" أن لغالي مؤلفات تعتبر من أهم مراجع لكل من يعمل في الأمم المتحدة، مشدداً على أنه ولآخر فترة في حياته كان يتمتع بإمكانيات عديدة في الدبلوماسية والقانون وحيوية التفاوض.