{الدراما الكوميدية} ضلع أساسي في السباق الرمضاني

نشر في 08-04-2016 | 00:01
آخر تحديث 08-04-2016 | 00:01
رغم سيطرة المسلسلات التي تنتمي إلى القالب التشويقي والاجتماعي خلال الأعوام الماضية على الدراما الرمضانية، قرّر عدد من النجوم الاتجاه إلى الكوميديا في أعمالهم خلال السباق الدرامي المقبل. فهل جاءت هذه الخطوة لحاجة الجمهور إلى الضحك في الأوقات الراهنة، أم أننا إزاء صيحة بعد نجاح عدد من الأعمال الكوميدية أخيراً؟
يأتي مسلسل «مأمون وشركاه» في مقدمة الأعمال الكوميدية التي سيشهدها رمضان المقبل. يتولى البطولة الزعيم عادل إمام، حيث يقدم دراما اجتماعية كوميدية تدور أحداثها حول «مأمون»، رجل بخيل للغاية يحرم أبناءه الأربعة من كل شيء إلى أن ينفصلوا جميعاً عنه. ويكتشفون لاحقاً أنه ملياردير، ويبدأون رحلة البحث عن مكان أمواله المخفية، لتتصاعد الأحداث في إطار كوميدي اجتماعي ساخر.

تشارك في البطولة الفنانة لبلبة إلى جانب كل من خالد سليم، ومصطفى فهمي، وكمال أبورية، وخالد سرحان، وأحمد فؤاد سليم، وتامر هجرس، وريم مصطفى، فيما يتولى التأليف يوسف معاطي، والإخراج رامي إمام.

بدوره يعود الفنان الكبير يحيى الفخراني هذا الموسم إلى تقديم الكوميديا عقب نجاحات مسلسلات له في الأعوام السابقة حملت الطابع التراجيدي والدرامي، وكان آخرها «دهشة». فقد استطاع المؤلف عبدالرحيم كمال أن يجذب الفخراني إلى مسار الكوميديا التي غاب عنها بعد شخصية «حمادة عزو» في مسلسل «يتربى في عزو» منذ سبعة سنوات، ووجد الفخراني ضالته في نص الدراما الاجتماعية الخفيفة «في بيتنا ونوس». وتدور أحداث المسلسل في إطار كوميدي حيث يجسد الفنان الكبير شخصية أب لأربعة أولاد، يظهر له «شيطان» يسمى «ونوس» ويغويه ليتركهم وزوجته وحدهم، ويبدأ في رحلة يتبع فيها أهواءه ويرتكب فيها بعض المعاصي والآثام ويصبح أداة الشيطان في تنفيذ كل ما يريد، متسبباً بمشكلات عدة لأشخاص كثيرين فيفرّق بين الأزواج ويحرض الناس على ارتكاب المعاصي بدهاء وذكاء ومكر.

كذلك يطل النجم مصطفى شعبان كوميدياً في مسلسل «أبو البنات» خلال السباق الرمضاني لهذا العام، وتدور الأحداث حول شاب شديد الثراء يملك عدداً من معارض السيارات، ودائم العلاقات النسائية، ومتعدد الزيجات، ولديه ابنتان، يعاني معهما بعض المشكلات لكونهما في سن المراهقة، بجانب تعرضه لمكائد وأزمات عدة في عمله.

«أبو البنات» من إنتاج تامر مرسي، إخراج رؤوف عبد العزيز وتأليف أحمد عبد الفتاح، ويتولى البطولة: مصطفى شعبان، صلاح عبدالله، علا غانم، هنا شيحة، عبد الرحمن أبو زهرة، وهشام إسماعيل.

كذلك تقدم الممثلة داليا البحيري الكوميديا في الجزء الثاني من «يوميات زوجة مفروسة أوي»، وهو مسلسل كوميدي اجتماعي تدور أحداثه في حلقات منفصلة متصلة حول صحافية تعمل في الصحيفة نفسها حيث يعمل زوجها، وينشأ بينهما صراع فكري بسبب مواقفهما المختلفة والتناقضات بين الرجل والمرأة.

 ويوضح المسلسل شكل العلاقة بين الزوجين في حياتيهما الخاصة والعملية، كاشفاً في السياق سلوكيات عدة خاصة بالرجل الشرقي. يتولى البطولة كل من داليا البحيري وخالد سرحان ومروة عبد المنعم ورجاء الجداوي وسمير غانم وغيرهم، فيما تتصدى للتأليف أماني ضرغام، ويتولى الإخراج أحمد نور.

بدورها، تستمر الفنانة دنيا سمير غانم في خوض التجربة الكوميدية في رمضان المُقبل عبر نافذة مسلسل «لغز ميكي»، خصوصاً عقب نجاح «لهفة» العام الماضي. يجمع المسلسل الشقيقتين دنيا وإيمي أمام الجمهور بمشاركة عدد كبير من النجوم سيظهرون كضيوف شرف ضمن أحداث الحلقات التي صاغها كل من مصطفى صقر وكريم يوسف، وأخرجها أحمد الجندي.

مردود مادي وسعادة

يقول الناقد محمود قاسم: «المسلسلات الكوميدية ليست موضة بل قدمتها الشاشات المصرية منذ زمن بعيد، ويفضلها صانعو الأعمال الدرامية لإيصال الأفكار والمضامين إلى الجمهور لأنه يحتاج فعلاً إلى هذا النمط في ظل الأوضاع الراهنة، وبالتالي يحقق مردوداً إيجابياً على مستوى المشاهدة والإعلانات، خصوصاً عندما يأتي في قالب جديد». ويضيف: «غياب المسلسلات الكوميدية عن الشاشة في رمضان ليس في خدمة الدراما المصرية لأن المشاهد في حاجة دائمة إلى رؤية أعمال خفيفة ذات مضمون جيد تعود عليه بمردود إيجابي».

وتؤكد الفنانة داليا البحيري لـ{الجريدة»: «يلجأ الجمهور دائماً إلى الأعمال الكوميدية التي تمنحه السعادة، وأؤيد زيادة جرعة هذا النمط من الشكل الدرامي، خصوصاً أن الجمهور يحتاج إلى الضحك في ظل موجة العنف المنتشرة في أنحاء العالم العربي، كذلك من الممكن طرح أية قضية مهما كانت جادة بشكل كوميدي».

في المجال نفسه تقول الناقدة خيرية البشلاوي: «إذا كان تقديم الطابع الكوميدي في الأعمال الدرامية صيحة تظهر وتتلاشى، فالسبب يعود إلى النجوم أنفسهم الذين يؤثرون السينما على التلفزيون لأنه يحتاج إلى تفرّغ كامل لمدة ستة أشهر وجهد شاق ووقت أطول من تقديم عمل سينمائي يحقق ربحاً سريعاً، ما يجعل موقف الفنانين الذين يُقدمون على المشاركة في أعمال كوميدية صعباً وغير مستمر».

back to top