وعدت روسيا السبت بمواصلة تقديم الدعم للنظام السوري لمحاربة المجموعات "الارهابية"، في حين اعلنت المعارضة استعدادها للموافقة على هدنة شرط الحصول على ضمانات دولية بوقف النظام السوري وحلفائه لعملياتهم العسكرية.

Ad

وكان النزاع في سوريا دخل مرحلة جديدة مع بدء القوات التركية قبل اسبوع قصف مواقع للمقاتلين الاكراد السوريين في شمال سوريا الذي تعتبرهم "ارهابيين".

وقدمت روسيا الجمعة مشروع قرار الى مجلس الامن يدعو الى وقف القصف التركي لمواقع الاكراد في شمال سوريا، الا ان دولا غربية عدة افشلته وحالت دون اقراره.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "لا يسعنا سوى التعبير عن الاسف لرفض مشروع القرار"، مؤكدا ان روسيا ستواصل سياستها الرامية الى "ضمان استقرار ووحدة اراضي" سوريا.

واضاف ان "الكرملين قلق لتصاعد التوتر على الحدود السورية التركية" معتبرا ان عمليات القصف التركية على مواقع كردية في سوريا "غير مقبولة".

وجددت القوات التركية السبت قصف مواقع كردية في شمال محافظة حلب، بحسب ما نقل المرصد السوري لحقوق الانسان. ويعتبر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان المجموعات المسلحة الكردية السورية ليست سوى منظمات "ارهابية" على غرار حزب العمال الكردستاني في تركيا الذي يخوض تمردا مسلحا منذ العام 1984.

وتحض الولايات المتحدة مع العديد من الدول الاوروبية روسيا على وقف قصفها في سوريا معتبرة انه يستهدف بشكل اساسي "المعارضة المعتدلة" اكثر مما يستهدف مواقع جهاديين.

الا ان المتحدث الروسي بيسكوف اكد في هذا الاطار ان روسيا ستواصل مساعدة النظام السوري على محاربة "الارهابيين".

واستهدفت الضربات الروسية السبت مواقع للفصائل المقاتلة في شمال مدينة حلب في شمال غرب البلاد ووسطها، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وكانت قوات النظام السوري بدعم كبير من الطيران الروسي شنت ابتداء من الشهر الحالي حملة واسعة اتاحت لها تشديد الطوق على الفصائل المقاتلة المعارضة في حلب واستعادة مناطق في شمال المدينة ما ادى الى فرار عشرات الاف السوريين.

وفي هذا الاطار، عبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند السبت عن "قلقه" بشأن الوضع الانساني في سوريا وخصوصا في حلب.

وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان ان هولاند وبعدما استقبل عددا من الشخصيات الفرنسية الموقعة لنداء يتعلق بحصار حلب "رحب بمبادرتهم وعبر عن قلقه على الوضع الانساني في سوريا وخصوصا في مدينة حلب حيث مئات الآلاف من المدنيين مهددون بالحصار من قبل نظام يدعمه الطيران الروسي".

وادى الهجوم السوري الى اضعاف قوات المعارضة التي تواجه قوات النظام وقوات تنظيم الدولة الاسلامية في الوقت نفسه.

واعلنت الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة السبت موافقتها على هدنة شرط الحصول على ضمانات دولية بوقف العمليات العسكرية من حلفاء النظام السوري.

واكد المنسق العام للهيئة رياض حجاب في بيان "ان الفصائل ابدت موافقة اولية على امكانية التوصل الى اتفاق هدنة على ان يتم ذلك وفق وساطة دولية وتوفير ضمانات اممية بحمل روسيا وايران والميليشيات الطائفية ومجموعات المرتزقة التابعة لها على وقف القتال".

وتضم الهيئة ممثلين للمعارضة والفصائل المقاتلة.

وتأتي موافقة الفصائل، بحسب البيان "ضمن رغبتها الاكيدة في الاستجابة للجهود الدولية المخلصة لوقف نزيف الدم السوري".

واشار البيان الى انه "لن يتم تنفيذ الهدنة الا اذا تم وقف القتال بصورة متزامنة بين مختلف الاطراف في ان واحد، وتم فك الحصار عن مختلف المناطق والمدن وتامين وصول المساعدات الانسانية لمن هم في حاجة اليها واطلاق سراح المعتقلين وخاصة من النساء والاطفال".

وياتي تصريح حجاب اثر اجتماع عقده مع ممثلي الفصائل المقاتلة التي تشهد تقهقرا متزايدا امام تقدم الجيش السوري بدعم من الطيران الروسي وخصوصا في محافظة حلب (شمال).

وكان حجاب اعلن في الثاني عشر من شباط/فبراير الحالي ان "إقرار الهدنة المؤقتة التي تهدف لإيقاف الأعمال العدائية ضد السوريين، مشروطة بموافقة الفصائل الجنوبية والشمالية في الجبهات".

وفي اليوم نفسه اتفقت القوى الكبرى في ميونيخ على وقف الاعمال العدائية في سوريا خلال اسبوع وعلى تعزيز ايصال المساعدات الانسانية.

واعلنت متحدثة باسم الخارجية الروسية ان اجتماعا كان مقررا عقده السبت لمجموعة دعم سوريا في جنيف ارجىء الى موعد يحدد لاحقا.

وكانت المفاوضات بين النظام والمعارضة علقت في الثالث من شباط/فبراير ولا توجد اي مؤشرات الى قرب استئنافها.