السبسي: الدول الكبرى أرجعت إيران إلى الواجهة... وتضامننا مطلوب
اختتم زيارته للبلاد بلقاء مع الصحف أعلن خلاله رغبة الكويت وتونس في تطوير العلاقات الأخوية
أكد الرئيس التونسي أن زيارته للكويت تعد انطلاقة جديدة في تاريخ العلاقات الطويل، وأن ثمة رغبة كبيرة من قادة البلدين في استئناف التعاون بعد حالة الفتور في علاقات البلدين.
غادر البلاد صباح امس الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي والوفد الرسمي المرافق له بعد زيارة رسمية للبلاد استغرقت يومين اجرى خلالها مباحثات رسمية مع صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد.وكان على رأس مودعي السبسي على ارض المطار صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ خالد الجراح، وكبار المسؤولين بالدولة وكبار القادة في الجيش والشرطة والحرس الوطني.لقاء الصحفوقبيل مغادرته أمس، أكد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي ان "من غير المقبول في الاعراف الدبلوماسية ما حصل لسفارة السعودية وقنصليتها في ايران من اعتداء، وتونس دولة عربية تتفاعل مع أي حدث عربي ومن الطبيعي ان تكون في جانب الدول العربية"، موضحا ان "هذا لا يعني اننا لا نملك وجهة نظر او رأي في هذه القضية او غيرها"، مؤكدا ان الدول الكبرى هي التي ارجعت ايران الى الواجهة.ودعا السبسي، خلال لقائه رؤساء تحرير الصحف المحلية والصحافيين في محل اقامته بقصر بيان امس، الى التعامل مع هذا الملف بواقعية، "وعلى ايران ودول المنطقة ان تتأقلم مع المتغيرات والمعطيات الجديدة بما يخدم مصالح دول المنطقة، والا نكون لقمة سائغة في يد الاخرين، ويجب ان نتعامل مع الظروف بإيجابية اكثر من السابق".واكد ان زيارته للكويت تعد انطلاقة جديدة في تاريخ العلاقات الطويل وان ثمة رغبة كبيرة من قبل قادة البلدين في استئناف وتطوير العلاقات الثنائية.وذكر ان "هناك تعاونا تاريخيا وطويلا لاسيما في المجال السياحي، غير انه في الاونة الاخيرة اصابته حالة من الفتور ليس فقط من الجانب الكويتي بل التونسي ايضا"، معربا عن امله في إعادة النشاط الاقتصادي رغم الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة بشكل عام.وبين ان العلاقات بين البلدين طيبة وجيدة وترجع الى تاريخ استقلال الكويت، موضحا ان تونس كانت من الدول التي رشحت الكويت للانضمام الى الامم المتحدة، وان التعاون بين البلدين يعد نموذجا ناجحا في تاريخ العلاقات التونسية.وكشف انه التقى برئيس غرفة التجارة الكويتية الذي عبر عن رغبة كبيرة في الاستثمار بتونس على ان يتوفر المناخ الملائم والاصلاحات في المجال الاقتصادي لفتح المجال للاستثمارات الكويتية. وأعرب عن سعادته بزيارة الكويت وما تحظى به من امن واستقرار "ذهني" يؤدي بدوره الى استقرار حقيقي، وأن الكويتيين منسجمون مع بعضهم قيادة وشعبا.متغيرات سريعةوقال ان المتغيرات التي تطرأ على المشهد السياسي سريعة جدا، داعيا الى وحدة الصف بين القيادات والشعوب العربية وعدم غياب الدور العربي في الساحة العالمية.وأوضح ان الشرق الاوسط لم يعرف الاستقرار "لوجود الجرح النازف وهي القضية الفلسطينية التي وصفها بالقضية المركزية لكل العرب"، مبينا "انها لم تأخذ حقها، وتونس استضافت القضية الفلسطينية منذ عشر سنوات لإيماننا بأنها قضية عادلة كما حصل مع الثورة الجزائرية"، مؤكدا انها قضية الشعوب العربية ولا يمكن حصرها في دول او دولة معينة.وأضاف ان "من سوء الحظ ان ارادة الدول العربية لم تلتق للوقوف على هذه القضية"، املا ان تساعد الظروف في زيادة وعي حكومات الدول العربية.وعن الوضع السوري وإصرار بعض الدول على بقاء النظام الحالي وما تردد عن نية الحكومة فتح سفارة سورية، نفى ان يكون هناك شيء من هذا القبيل، قائلا انه "ليس من المهم ذهاب او بقاء الاسد لكن المهم ان تخرج سورية من هذه الازمة"، مؤكدا انه لم يلتق الرئيس السوري وان ما تردد بشأن السفارة مجرد اشاعات.وفي ما يخص الحراك الاخير الذي تشهده تونس بين ان الثورة قامت من اجل الاوضاع الاجتماعية التي تتمثل في عدة نقاط منها البطالة، حيث وصل عددهم الى 650 الف عاطل عن العمل من فئة الشباب اضافة الى ظاهرة الفقر والمناطق المهمشة وهذه الاسباب مازالت موجودة مع الاسف.وأوضح ان تونس بعد الثورة واجهت الاسلام السياسي الذي سير البلاد وجعلها في وضع اسوأ مما وصلت اليه الان، موضحا ان "اننا مازلنا نقاوم نتائج مرحلة ما بعد الثورة، وان من الطبيعي ان تقوم مثل هذه الوقفات والاحتجاجات الاجتماعية التي وجدت من يؤججها ويستثمرها لصالحه".وعن "داعش" والجماعات الارهابية المتطرفة، اكد السبسي ان حالة عدم الاستقرار في ليبيا ونزوح الارهاب من المناطق السورية نتيجة ضربات التحالف الدولي وايضا الاوضاع الاقتصادية الصعبة وما خلفه نظام القذافي من انتشار للسلاح بالاضافة الى الحدود المفتوحة بين البلدين التي تمتد على طول 500 كيلومتر ساعدت بشكل كبير في دخول هذه الجماعات المتطرفة، مؤكدا ان تونس الان في مواجهة فعلية مع الارهاب.وفي رده على الاستقالات التي تقدم بها عدد من المسؤولين في الحكومة بين ان الحكومة الحالية ليست حكومة (النداء) بل حكومة تونسية شرعية، وما حدث بالنسبة للاستقالات فهي تحدث في جميع الاحزاب، ولكن ما حصل في (نداء تونس) كان ثقيلا نوعا ما من حيث العدد، نافيا ان تؤثر هذه الاستقالات على دور الحزب دستوريا، مبينا انه حسب القانون والدستور فإن الحزب الذي يحصل على المركز الاول هو من يرشح الرئيس، مؤكدا انه لا توجد عداوات بينه وبين أي حزب تونسي، وانه ملتزم بتونس في المقام الاول، داعيا الى ترسيخ مفهوم الاحترام بين الاغلبية والاقلية المعارضة، وان يلتزم كل مكون بنتائج ومخرجات الانتخابات.وتابع ان عمر الديمقراطية التونسية عام واحد فقط مقارنة بالدول التي سبقت تونس الى هذه الممارسات، مبينا ان العثرات التي وقعنا بها لم تهزمنا كشعب ونحن مستمرون في هذا الطريق لنصل الى تحقيق الديمقراطية الكاملة.وعن الازمة الاقتصادية، وهل ستؤدي الى تعديل حكومي جديد؟ بين ان الازمة الموجودة ليست متعلقة بالحكومة بل تتعلق بحقبة ما قبل الحكومة الحالية، مؤكدا ان "هذا لا يعني اننا نخلي مسؤوليتنا او نتنصل منها"، مطالبا المعارضة بأن تعي ان من مصلحة تونس ان تخرج من هذه الازمة، وأن الحل ليس في اسقاط الحكومة او تغييرها، لان من سيأتي سوف يواجه مثل هذه التحديات ما دامت الاسباب والمعوقات موجودة، مؤكدا ان تونس وحدها لا تستطيع تجاوز هذه الازمة، وان الحكومة تسعى الى خلق المناخ المناسب لجلب الاستثمارات الخارجية.